إلغاء أيام قرطاج السينمائية يثير استياء منتجي الأفلام في تونس

تونس - قوبل قرار وزارة الشؤون الثقافية التونسية بإلغاء الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية قبل أيام من انطلاق المهرجان بالاستياء والرفض القاطع من منتجي الأفلام مع دعوتهم إلى إعادة النظر في القرار.
وكانت الوزارة أعلنت الخميس إلغاء الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان “أيام قرطاج السينمائية” التي كانت مقرّرة من 28 أكتوبر الجاري إلى الرابع من نوفمبر القادم تضامنا مع الفلسطينيين.
ويشكّل المهرجان المكرّس للمخرجين العرب والأفارقة ملتقى ثقافيا سنويا رئيسيا في تونس.
وجاء قرار الإلغاء مفاجئا لأغلب العاملين في القطاع السينمائي وخاصة المخرجين، ومنهم مخرجون فلسطينيون كان من المنتظر أن يشاركوا في فعاليات المهرجان، وقد سبقه بسويعات قليلة إعلان إدارة المهرجان عن الأفلام المشاركة في مسابقتي الفيلم الروائي بصنفيه الطويل والقصير.
وأصدرت جمعية المخرجين السينمائيين التونسيين بيانا مساء الجمعة أعربت فيه عن رفضها القاطع للقرار ووصفته بالمتسرع، داعية وزارة الشؤون الثقافية إلى إعادة النظر فيه.
وقالت الجمعية في البيان إن “السينما ليست مجرد فن ترفيهي، بل وسيلة مهمة للتعبير عن الثقافة والهوية والمقاومة وخاصة في هذا الوقت بالذات”.
وأضافت أن “إلغاء هذه الفعالية الثقافية المهمة يمثل ضربة قوية للسينمائيين وللمبادئ الثقافية التي يتمسكون بها. نحن ندعو وزارة الشؤون الثقافية إلى إعادة النظر في هذا القرار ودعم السينما والثقافة كوسيلة للتعبير والمقاومة وتعزيز التواصل الثقافي”.
وكانت الدورة الـ34 للمهرجان الذي يعد من أعرق وأبرز المهرجانات السينمائية بشمال أفريقيا ستقام في الفترة من 28 أكتوبر إلى الرابع من نوفمبر.
ورغم أن المهرجان أعلن في وقت سابق عن إلغاء كل مظاهر الاحتفالية بالأيام وانطلاق الدورة الـ34 مباشرة بعروض المسابقة الرسمية، إلا أن قرار الإلغاء من جانب الوزارة شكل مفاجأة صادمة خاصة للمشاركين فيه.
كان من المقرر أن تحتفي الدورة الرابعة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية بمئوية السينما التونسية (ديسمبر 1922 – ديسمبر 2023)
وقال المخرج إبراهيم لطيف الذي كان سيشارك بفيلمه “فوفعه” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان لرويترز “قرار إلغاء فعاليات الدورة الـ34 لأيام قرطاج السينمائية متسرع ويجب التراجع عنه من إلغاء إلى تأجيل”.
وأضاف “القرار فاجأ جميع السينمائيين”، مشيرا إلى أن القرار لم يراع الخصوصية التي تميزت بها أيام قرطاج السينمائية والسينما التونسية المدافعة دائما عن القضايا الإنسانية والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
وأكد أن حضور المخرج الفلسطيني محمد بكري بفيلمه “جنين جنين” في عرض الافتتاح هو في صميم دعم القضية ونصرتها، كما كان من المقرر تكريم المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد.
من جانبه، قال الناقد السينمائي خميس الخياطي إن قرار إلغاء المهرجان “بمثابة ضرب مهرجان عريق لم يتوقف منذ سنة 1966 إلى اليوم في مقتل”.
وأضاف في تصريح لرويترز أن إلغاء الافتتاح وأي مظاهر للاحتفال مقبول لكن إلغاء المهرجان أمر غير مقبول.
وتابع قائلا “يمكن توظيف المهرجان لدعم القضية وتبليغ رسائل المقاومة من خلال حلقة نقاش وندوات ضمن المهرجان”.
ويعد قرار الإلغاء الأول منذ تأسيس أيام قرطاج السينمائية في عام 1966. ويلقب المهرجان بـ”شيخ” المهرجانات الأفريقية والعربية، وقد حمل على عاتقه منذ تأسيسه الدفاع عن الأفلام الأفريقية والعربية المستقلة، باعتبارها تعكس وجهة النظر الفنية للسينمائيين بعيدا عن السينما التجارية السائدة، ويتبنى ضمن برمجته سنويا أفلاما تدافع عن الحقوق والحريات الإنسانية والقضايا الدولية الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وكان من المقرر أن تحتفي الدورة الرابعة والثلاثون من أيام قرطاج السينمائية بمئوية السينما التونسية (ديسمبر 1922 – ديسمبر 2023) من خلال برنامج ثري يرقى إلى مستوى ما حققه الفن السينمائي في تونس.