إقليم أمهرة الإثيوبي يحشد الشباب للقتال ضد قوات تيغراي

أديس أبابا - حضّ إقليم أمهرة الإثيوبي كل الشباب إلى التعبئة وحمل السلاح لمواجهة مقاتلي إقليم تيغراي المجاور الذين أعلنوا سيطرتهم على بلدة في أمهرة لأول مرة منذ اندلاع الصراع بين القوات الحكومية الإثيوبية وقوات إقليم تيغراي.
وقال رئيس حكومة الإقليم أجينيهو تيشاغر “أدعو كل الشباب من الفصائل وغير الفصائل بالمنطقة، المسلحين بأي أسلحة من الحكومة أو خاصة، للانضمام إلى مهمة الحرب ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي اعتبارا من الاثنين”.
ومنطقة أمهرة محاذية لإقليم تيغراي لجهة الجنوب، ويدور بينهما منذ عقود نزاع حول أراض أصبح في صلب النزاع الدائر في الإقليم منذ ثمانية أشهر.
وللإقليم أهمية استراتيجية إذ يمر عبره الطريق الرئيسي وخط السكك الحديدية اللذان يربطان العاصمة أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري.
وكان آوول أربا رئيس منطقة عفر الواقعة شرقي تيغراي قد أصدر الجمعة موقفا مماثلا.
ويسلّط الموقفان الضوء على خطر تمدد النزاع الدائر في تيغراي والذي أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد أواخر نوفمبر أنه انتهى إلى بقية مناطق إثيوبيا.
وقال حاكم منطقة أمهرة “اعتبارا من الإثنين، أدعو السكان الذين بحوزتهم أسلحة إلى التعبئة سواء على المستوى الحكومي أو الفردي في إطار حملة للحفاظ على وجودهم”.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 2019، قد أرسل قوات إلى تيغراي في نوفمبر الماضي لاعتقال ونزع سلاح قادة جبهة تحرير شعب تيغراي الحاكمة في المنطقة، معلنا أن هذه الخطوة جاءت ردا على شنّ الجبهة هجمات ضد معسكرات للجيش الاتحادي.
رئيس حكومة أمهرة دعا الشباب المسلحين بأي أسلحة من الحكومة أو خاصة، للانضمام إلى مهمة الحرب ضد قوات تيغراي
وعلى الرغم من إعلان آبي أحمد الانتصار في أواخر نوفمبر بعدما سيطرت القوات الفدرالية على العاصمة الإقليمية ميكيلي، استمر القتال.
وشهد النزاع منعطفا عندما استعاد مقاتلون موالون لجبهة تحرير شعب تيغراي ميكيلي في أواخر يونيو حين أعلن آبي أحمد وقفا لإطلاق النار.
ومع ذلك استمرت الاشتباكات وأعلن مسؤولون من ستة أقاليم إضافة إلى مدينة دير داوا أنهم سيرسلون مقاتلين لمساندة القوات الحكومية.
وأوقعت الحرب الآلاف من القتلى وفق الأمم المتحدة.
وهذا الشهر حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالوكالة راميش رجاسينغام بأن أكثر من 400 ألف شخص في الإقليم “باتوا يعانون المجاعة”.
وتعهّد غيتاتشو ريدا الناطق باسم المتمردين بـ”تحرير كل شبر من تيغراي” بما في ذلك المناطق المتنازع عليها في غرب الإقليم وجنوبه والتي تسيطر عليها قوات أمهرة منذ بداية النزاع.

وتوجه الآلاف من مقاتلي أمهرة في الأيام الأخيرة صوب حدود تيغراي – أمهرة لكن غيتاتشو تفاخر بتحقيق مكاسب سريعة ضد من وصفهم بـ”ميليشيات فلاحين سيئة التدريب”.
وقال أجينيهو مساء الأحد إن العكس هو الصحيح وإن جبهة تحرير شعب تيغراي تعاني خسائر فادحة.
والاتصالات مقطوعة في تيغراي ما يصعّب عملية التثبّت من هوية الجهات التي تسيطر ميدانيا على مناطق الإقليم.
وتابع أجينيهو “لن نرتاح حتى تدفن جبهة تحرير شعب تيغراي” رغم أنه قال إن الحملة ضد أمهرة لم تكن تستهدف المدنيين في تيغراي.
وأضاف “التيغراويون إخوتنا. التيغراويون ليسوا أعداءنا”.
وفي غضون ذلك يستمر القتال في عفر منذ أكثر من أسبوع وفق ما قال الناطق الإقليمي أحمد كايلوتا الأحد.
وأوضح “ما زلنا في حالة حرب”، مضيفا أن جبهة تحرير شعب تيغراي استمرت في السيطرة على مناطق في أورا وإيوا وغولينا.
وأفاد مسؤول الأسبوع الماضي أن 20 مدنيا على الأقل قتلوا ونزح 70 ألفا.
وقال أحمد إن ليس لديه معلومات عن قتلى لكنه أكد النزوح واسع النطاق.
وأضاف أن “أكثر من 75 ألف فرد من المجتمع الرعوي الذين كانوا يعيشون في المنطقة نزحوا وهم الآن في مخيمات وملاجئ مختلفة”.
ويعتبر الطريق إلى إثيوبيا عبر ميناء جيبوتي الواقع شرق عفر حيويا للبلد غير الساحلي، ما يثير تكهنات بأن متمردي تيغراي قد يحاولون خنقه.
لكن أحمد قال الأحد إن الاشتباكات ما زالت بعيدة عنه.