إقبال لافت من اللبنانيين المغتربين مع بعض الخروقات في الانتخابات التشريعية

بيروت - انتهت مساء الجمعة المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية المخصّصة للبنانيين بالخارج في 10 دول، لاختيار 128 نائبا جديدا، وبلغت نسبة الاقتراع 59 في المئة، فيما تم تسجيل مخالفات اعتبرت "بسيطة" في مراكز تصويت.
وقال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة إثر إقفال صناديق الاقتراع للمغتربين اللبنانيين في الدول العشر "لدينا نتائج تقريبية وهي ليست النهائية وبلغت نسبة الاقتراع في كل الدول حوالي 59 في المئة مقابل 56 في المئة في العام 2018".
وأضاف بوحبيب أن 18225 مقترعا في 9 دول عربية وإيران صوتوا في المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين، مشيرا إلى أن هذه الأرقام أولية.
وكشف بأن "سوريا تصدرت النسبة الأعلى للاقتراع، حيث بلغت 84 في المئة، تليها إيران بـ74 في المئة، ثم قطر والبحرين وسلطنة عمان بـ66 في المئة".
وذكر أنه "في الكويت بلغت نسبة المشاركة 65 في المئة، والأردن 60 في المئة، والسعودية 49 في المئة، والعراق 48 في المئة، وفي مصر، بلغت النسبة بالقاهرة 42 في المئة، وفي الإسكندرية 50 في المئة".
وتابع "كل المخالفات تم حلها ولم تؤدّ أي مخالفة لوقف سير العملية الانتخابية وكان هناك اتصال مباشر بين الدول والوزارة للبت على وجه السرعة بالأمور".
وأشار إلى أن مسؤولية "الخارجية" تنتهي مع وصول صناديق الاقتراع إلى مطار بيروت لتصبح من مسؤولية وزارة الداخلية.
وأوضح أنه "تم إغلاق الصناديق بالشمع الأحمر وهي تحتوي على أجهزة تتبع لتحديد مواقعها بدقة".
ولفت الوزير إلى أن وزارة الخارجية "وسيلة لوزارة الداخلية لإجراء الانتخابات في الخارج لأنه لدينا دبلوماسيون ووجود في الخارج"، معتبرا أنّ "أفضل طريقة للرد على الشائعات هي القيام بالعمل كما يجب أن يكون".
وبدأت صباح الجمعة الانتخابات النيابية اللبنانية في مرحلتها الأولى، المخصّصة للمغتربين اللبنانيين، في 10 دول تعتمد الجمعة عطلة نهاية الأسبوع.
وجرت الانتخابات وفق القانون النسبي والصوت التفضيلي، حيث بلغ عدد الناخبين المسجلين في الدول العشر 30.929 ناخبا يتوزعون على 13 مركز اقتراع.
وهذه المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع، المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان، والأولى كانت في 2018 وأدلى فيها نحو خمسين ألف مغترب بأصواتهم من إجمالي قرابة تسعين ألفا سجلوا أسماءهم.
وبعد إقفال صناديق الاقتراع في دول الخارج، تستمر عملية المراقبة في وزارة الخارجية إلى ما بعد عملية الاقتراع، إذ تُفتَح الصناديق ويتم عدّ المظاريف في الصندوق ومقارنتها بعدد المقترعين، وبعدها يتم تسجيل المحاضر وتُوقَّع من رئيس القلم والمعاونين، ثم تُجهَّز هذه الصناديق مع المحاضر وتوضع في الحقائب الدبلوماسية.
كل ذلك سيتم تحت مراقبة الكاميرات بشكل مباشر. وسيكون الصندوق محكم الإقفال كما الحقيبة الدبلوماسية التي تحتوي على جهاز التعقب، وسيتم نقلها من مركز الاقتراع إلى مطار الدول مباشرة ومن ثم إلى مطار بيروت.
وبحسب الخارجية اللبنانية سيتم انتظار كل الصناديق من كل بلدان الاغتراب، لاستقبالها في المطار من قبل المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية هادي هاشم، ومن قبل المديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية فاتن يونس، وتتم مواكبتها إلى خزنة مصرف لبنان.
وتبقى الصناديق حتى الخامس عشر من مايو، إذ يتم إرسالها إلى المناطق ويجري فرزها لحظة إقفال الصناديق عبر لجان القيد في المناطق وتصدر نتيجتها مع النتائج الرسمية.
وتجري الجولة الثانية من انتخابات المغتربين، الأحد المقبل، في الدول التي تعتمد هذا اليوم عطلة نهاية الأسبوع وأبرزها الإمارات وفرنسا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والبرازيل ودول الاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية.
وسوف تجري المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات النيابية في الخامس عشر من مايو الحالي في الداخل اللبناني.
وقرر الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات النيابية تلبية لدعوة وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية.
وتأتي هذه الانتخابات بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحملتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة. وينظر كثيرون إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة.
وبعدما كانت الآمال معلقة على أن تُترجم نقمة اللبنانيين في صناديق الاقتراع لصالح لوائح المعارضة ومجموعات جديدة أفرزتها الانتفاضة الشعبية، يرى خبراء أن قلّة خبرة خصوم السلطة وضعف قدراتهم المالية وتعذر توافقهم على خوض الانتخابات موحدين، يصبّ في صالح الأحزاب التقليدية.
وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي أعلن عزوفه عن خوض الاستحقاق.