إقبال صيني فاتر.. أبل تواجه صعوبة في الحفاظ على مبيعات آيفون

عملاق تصنيع الإلكترونيات الأميركي أبل باع أكثر من 234 مليون جهاز آيفون العام الماضي، ما جعل حصتها من السوق العالمية ترتفع بواقع 3.7 في المئة لتصل إلى 20.1 في المئة.
الأربعاء 2024/03/06
الخلل ليس في التصنيع، بل في الطلب!

بكين- تتدحرج مبيعات أجهزة آيفون التي تصنعها شركة أبل في الصين إلى الوراء بشكل لافت منذ بداية العام 2024 لأسباب معظمها يتعلق بالإقبال الفاتر من المشترين في أكبر أسواق الاستهلاك في العالم.

وتواجه الشركة الأميركية صعوبات لتكرار نجاحها المعتاد في أكبر أسواقها، ويعزو محللون ذلك جزئيا إلى تعثر السوق الأوسع نطاقا، وأيضا بسبب المنافسة القوية من الشركات المحلية.

وبحسب بيانات منصة كاونتر بوينت للأبحاث، فقد تراجعت مبيعات أجهزة آيفون في الصين بواقع 24 في المئة خلال أول ستة أسابيع من السنة الجارية، ما دفعها إلى المركز الرابع بين بائعي الهواتف الذكية في البلاد.

وكانت أبل قد طرحت تخفيضات نادرة على متجرها الإلكتروني في يناير الماضي بغية تنشيط الطلب، كما بات البائعون حاليا يعلنون عن تخفيضات للأسعار تصل إلى 180 دولارا.

وقال إيفان لام، المحلل لدى كاونتر بوينت، لوكالة بلومبرغ إنه “على الرغم من تراجع ثقة المستهلكين، فإن التحسينات التي أجرتها هواوي على عمليات الإنتاج مكّنت الشركة من تلبية الطلب المتزايد على سلسلة هواتف ميت 60 الشهيرة”.

إيفان لام: أبل لديها مجال للمناورة والتكيف في المدى القريب
إيفان لام: أبل لديها مجال للمناورة والتكيف في المدى القريب

وأضاف “بينما كان 2023 يتسم بالركود، فإن الوضع يختلف بالنسبة إلى شركة أبل، التي تمتلك مجالا أكبر للمناورة والتكيف في المدى القريب”. وتابع “تعد الحملات الترويجية القوية قبيل الاحتفال بيوم المرأة مثالا بارزا على هذا النهج”.

وفقدت أبل لقب صانعة الهواتف الذكية الأكثر مبيعا في الصين لصالح فيفو، وهي شركة تصنيع صينية تأسست عام 2020 ويقع مقرها في مدينة دونغوان، بفضل الأداء الأفضل على صعيد استهداف الفئة منخفضة الميزانية في السوق، وفق كاونتر بوينت.

ورغم ذلك شهدت الشركتان تراجعا في المبيعات، حيث هبطت السوق الإجمالية بالبلاد 7 في المئة، ما أثار الشكوك إزاء آمال حدوث انتعاش وشيك.

وتصدر هاتف آيفون قائمة الهواتف الذكية الأكثر مبيعا في السوق الصينية للمرة الأولى خلال العام الماضي، مسجلا أداء قويا رغم المنافسة المحلية الشرسة والعقوبات الحكومية المتزايدة ضد التكنولوجيا الأميركية.

وباع عملاق تصنيع الإلكترونيات الأميركي أبل أكثر من 234 مليون جهاز آيفون العام الماضي، ما جعل حصتها من السوق العالمية ترتفع بواقع 3.7 في المئة لتصل إلى 20.1 في المئة.

جاء ذلك على الرغم من انخفاض السوق الإجمالية حول العالم بنسبة تقدر بنحو 3.2 في المئة إلى قرابة 1.17 مليار وحدة، ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عقد من الزمن.

وكانت فيفو التي تعمل هواتفها بنظام أندرويد العلامة التجارية الأكثر مبيعا على مدار العام 2022، حيث بلغت حصتها 18.6 في المئة إلا أن إجمالي شحناتها انخفض 25.1 في المئة على أساس سنوي.

وبينما احتلت أبل المركز الثالث جاءت أونور الصينية، وهي شركة تقنية ناشئة تأسست في العام 2013، في المرتبة الثانية بين أفضل العلامات التجارية مبيعا في السوق الصينية، وزادت شحناتها بأكثر من 34 في المئة، لكن هذا جاء نتيجة أساس المقارنة المنخفض.

وفي الأثناء بدأت هواوي، التي فقدت مكانتها كإحدى أفضل شركات الهواتف الذكية بعدما عزلتها الولايات المتحدة عن الموردين الأجانب في 2019، تستعيد مكانتها من جديد.

24

في المئة مقدار تراجع مبيعات الشركة في أول ستة أسابيع من 2024 وفق كاونتر بوينت

وبرزت هواوي كرمز لعزم الصين على التصدي لقيود خصمها الجيوسياسي الأبرز، لكن الشركة نفسها حذرت من المخاطر التي ستثيرها واشنطن والاقتصاد العالمي المضطرب في 2024.

وبفضل زخم أجهزة ميت 60 برو المزودة بمعالج كيرين المتطور بدقة 7 نانومتر محليا وموجة الشراء المرتبطة بنزعة قومية، رفعت هواوي حصتها من 9.4 في المئة إلى نحو 16.5 في المئة.

وكانت أونور ديفايس التي انفصلت عن هواوي قبل أربع سنوات، الشركة الكبرى الوحيدة التي سجلت نمواً في مبيعات الوحدات بواقع اثنين في المئة. وبحسب باحثين، بلغت حصة شركة أبل 15.7 في المئة، متراجعة من 19 في المئة قبل سنة.

وارتفعت إيرادات هواوي بنسبة 9 في المئة خلال 2023، لتتوج عاما مذهلا للشركة الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيا وتقنيات الجيل الخامس للاتصالات (5 جي) التي تحدت أبل والعقوبات الأميركية بتحقيق تقدم مفاجئ في تكنولوجيا الرقائق.

وأظهرت بيانات الشركة أن مبيعاتها قفزت إلى أكثر من 700 مليار يوان (98.7 مليار دولار)، وهي أسرع وتيرة نمو لها منذ أعوام بفضل انتعاش أعمال الهواتف الذكية والمبيعات القوية لمعدات شبكات الجيل الخامس.

وارتفعت الإيرادات بنسبة 27 في المئة على أساس فصلي، إلى قرابة 243.4 مليار يوان (33.8 مليار دولار)، وذلك بناء على حسابات بلومبرغ التي تستند إلى الرقم السنوي. ويشكل هذا تسارعا حادا مقارنة بالارتفاع الطفيف المسجل في الربع الثالث من 2023.

10