إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي لانهيار ثقة نتنياهو به في حرب غزة

القدس - أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه، وفق ما أعلن مكتبه الثلاثاء، جراء انهيار الثقة بينهما على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وقال نتنياهو في بيان “على مدى الأشهر الماضية تآكلت الثقة. في ضوء ذلك، قررت اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع”، مشيرا إلى تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس في المنصب خلفا لغالانت.
وخلال الأشهر الماضية برز خلاف بين توجهات نتنياهو وغالانت في الحرب المستمرة أكثر من عام في قطاع غزة، والمتصاعدة عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع حزب الله منذ سبتمبر الماضي. وقال الأخير قبل أسبوع في رسالة نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن “الحرب تُدار دون بوصلة ومن الضروري تحديث أهدافها”.
وتحدث نتنياهو عن أسباب إقالة وزير دفاعه قائلا في اجتماع وزاري إن “التزامي الأسمى كرئيس وزراء إسرائيل هو الحفاظ على أمن إسرائيل وتحقيق النصر التام”. وتابع “في خضم الحرب، أكثر من أيّ وقت مضى، هناك حاجة إلى ثقة كاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع”.
وتابع “للأسف، رغم أن هذه الثقة كانت موجودة وكان هناك تعاون مثمر للغاية في الأشهر الأولى من الحملة، إلا أنه في الأشهر الأخيرة تآكلت هذه الثقة بيني وبين وزير الدفاع”.
وقال إن “فجوات كبيرة بيني وبين غالانت في ما يتعلق بإدارة الحملة، وكانت هذه الفجوات مصحوبة بتصريحات وأفعال تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات المجلس الوزاري المصغر”.
نتنياهو عرض على غدعون ساعر الانضمام مع كتلته إلى الائتلاف الحكومي وتولي منصب وزير الخارجية لخبرته الواسعة
ويبدو أن نتنياهو يشير إلى تصريح غانتس الأخير الذي قال فيه إن “الوضع الحالي الذي نتصرف فيه دون بوصلة واضحة، ودون تحديث أهداف الحرب، يضر بإدارة المعركة وبقرارات مجلس الوزراء. التطورات الكبيرة في الحرب، خاصة تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران، تزيد الحاجة لعقد مناقشة وتحديث أهداف الحرب بنظرة شاملة على الساحات المختلفة والترابط بينها”.
وشرح نتنياهو أسباب قراره موضحا أنه حاول جسر الفجوات إلا أنها “اتسعت أكثر وأصبحت معروفة أيضا للجمهور بطريقة غير تقليدية، والأسوأ من ذلك، وصلت إلى علم العدو، حيث استفاد أعداؤنا من ذلك” على حدّ تعبيره.
ووصف أزمة الثقة بينه وبين غالانت بأنها تحولت لـ”مسألة عامة”، مبيناً “ليس أنا فقط من يقول هذا، بل أغلب أعضاء الحكومة ومعظم أعضاء المجلس الوزاري المصغر تقريباً يشاركونني نفس الشعور، بأنه لا يمكن الاستمرار على هذا النحو”.
أما سبب اختياره لكاتس، فيعود بحسب قوله إلى أن الأول “أثبت قدراته ومساهمته في الأمن القومي كوزير للخارجية ووزير للمالية، ووزير للاستخبارات لمدة خمس سنوات، والأهم من ذلك، كعضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لسنوات طويلة”.
وتابع نتنياهو أن كاتس “معروف بقدرته على التنفيذ مع التزام بالمسؤولية والحزم الهادئ، وهذه الأمور مهمة جداً في إدارة الحملة” في إشارة إلى جبهات الحرب المفتوحة بين إسرائيل وخصومها من فصائل فلسطينية وميليشيات مسلحة موالية لإيران.
بالإضافة إلى ذلك، قال نتنياهو “تحدثت اليوم مع الوزير غدعون ساعر وعرضت عليه الانضمام مع كتلته إلى الائتلاف وتولي منصب وزير الخارجية” وذلك لأن ساعر يملك خبرة واسعة ورؤية في مجالات السياسة والأمن، وسيشكل “إضافة قوية إلى فريق القيادة”.
واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية أن انضمام كتلة ساعر سيعزز استقرار الائتلاف واستقرار الحكومة، وهذا أمر “مهم جدا في كل الأوقات خاصة في أوقات الحرب”.
وبعد إعلان إقالة غالانت، أصدر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تعليقا يشيد فيه بقرار نتنياهو، وقال “أهنئ رئيس الوزراء على قراره بإقالة غالانت.. مع غالانت، الذي لا يزال أسيرًا عميقًا للمفاهيم القديمة، لا يمكن تحقيق النصر المطلق، وقد أحسن رئيس الوزراء بقراره بنقله من منصبه”.