"إغواءات شبكة الحرية" يؤرخ لتاريخ المسرح الأردني

الكتاب يتضمن مجموعة من الأوراق النقدية والكتابات التأملية والشهادات الإبداعية في المشهد المسرحي الأردني.
الجمعة 2024/02/23
إبداع مسرحي فريد

عمّان - صدر عن مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافية كتاب “إغواءات خشبة الحرية”، الذي يتضمن مجموعة من الأوراق النقدية والكتابات التأملية والشهادات الإبداعية في المشهد المسرحي الأردني.

وجاء الكتاب الذي قدمت له الدكتورة صبحة علقم ليوثّق أعمال ملتقى النص المسرحي الأردني الأول الذي نظمه مختبر السرديات الأردني بالتعاون مع المؤسسة في منتصف عام 2023 وتناول تاريخَ المسرح الأردني، محتفيًا بتجربة الكاتب المسرحي الراحل جمال أبوحمدان.

وقال عبداللطيف شما في ورقته التي حملت عنوان “رواد النص المسرحي”، إن فترة السبعينات وما تلاها شهدت اهتمامًا بالكتابة للمسرح حتى وصل عدد مرتادي هذا الحقل إلى ثمانين كاتبًا، نصفهم تقريبًا واظب على التأليف وتقديم النصوص للخشبة.

وفي ورقتها “النص المسرحي الأردني: محطات وأسماء ونماذج”، أضاءت علقم على عدد من النصوص المسرحية، ومنها “الخيط” لجمال أبوحمدان الذي استلهم فيها الملحمة الإغريقية “الأوديسة”، و”يا سامعين الصوت” لخالد الطريفي، و”ظلمة الإمبراطور” لغنام غنام، و”أوراق الحب” لليلى الأطرش.

ووضح د.فراس الريموني في ورقته “استلهام التراث والتاريخ في النص المسرحي”، أن هذا الاستلهام كان ضرورة فنية فرضتها الظروف الاجتماعية والسياسية خلال مرحلة تأسيس المسرح، واستمر بعد ذلك واتخذ أشكالًا متباينة راوحت بين المباشرة تارة والرمزية والإيحاء تارة أخرى. واستعرض الريموني عددًا من أعمال كتّاب المسرح؛ ومنهم مفلح العدوان وهزاع البراري وبسمة النسور ومحمد العطيات.

الكتاب يوثّق أعمال ملتقى النص المسرحي الأردني الأول الذي نظمه مختبر السرديات الأردني العام الماضي
الكتاب يوثّق أعمال ملتقى النص المسرحي الأردني الأول الذي نظمه مختبر السرديات الأردني العام الماضي

أما الدكتورة مجد القصص فقدمت ورقة بعنوان “النص المسرحي.. من الكتابة الأرسطية إلى الكتابة اللاأرسطية وما بعد الأرسطية”، وضحت فيها أن عدد النصوص الجديدة في المسرح الأردني التي كُتبت بالتعاون بين الكاتب والمخرج، يشير إلى أن أزمة النص يمكن تجاوزها، مشيرة إلى ترافق ذلك مع ظهور لغة أدبية عالية المستوى، ناقشت قضايا معاصرة، وانطوت على مضامين فكرية وسياسية واجتماعية أسهمت في تطوير دور المسرح ليؤدي وظيفته التنويرية في علاقته مع المتلقي.

وأكدت القصص أن العلاقة الجديدة بين المخرج والكاتب رفدت المسرح الأردني بنصوص حداثية وما بعد حداثية تواكب تطورات العصر ومجرياته.

وفي ورقته “مواكبة النقد للنص المسرحي بين الأكاديميا والإعلام”، رأى د. عمر نقرش أن النقد المسرحي تمحور حول محاور ثلاثة، أولها النقد الإعلامي أو الصحفي الذي جاء في أغلبه أقرب إلى الانطباعات الذاتية، بعيدًا عن المنهجية والموضوعية والمصداقية، وثانيها النقد التنظيري الذي هدف إلى البحث في المسرح بغية الوصول إلى نظرية معينة، وثالثها النقد الأكاديمي أو المنهجي الذي استطاع توظيف الأدوات الإجرائية في النقد من خلال استخدام المناهج والأساليب العلمية.

وقدم المخرج باسم دلقموني ورقة حول تجربة أبوحمدان في كتابة المسرح، أكد فيها أن الكاتب الراحل بدأ مبكرًا في الكتابة، متوقفًا عند ما اتسمت به مسرحياته من الرمزية، إذ كانت مشغولة بالواقع العربي وقضاياه؛ ما جعلها تنزع نحو الحزن والنظرة القاتمة، وبموازاة ذلك استخدام شخصية المرأة رمزًا للإنسان والوطن والتحرر.

أما د. محمد عبيدالله فتناول التجديد والتجريب في مسرحيات جمال أبوحمدان، مشيرًا إلى أن صاحب مسرحية “الخيط” جاء إلى المسرح من البوابة الأدبية الواسعة، بما تقتضيه من استعداد لغوي ومن إعداد أدبي وثقافي ومخيلة منفتحة على الوعي الجديد.

وإلى جانب الأوراق النقاشية والنقدية، اشتمل الكتاب على أربع شهادات إبداعية، منها شهادتان عن جمال أبوحمدان، قدم الأولى الشاعر طاهر رياض محتفيًا من خلالها بالتجربة الإبداعية لجمال أبوحمدان، وقدم الثانية الفنان أسعد خليفة مستعيدًا فيها تاريخ أبوحمدان ككاتب دراما إذاعية وتلفزيونية ومسرحية.

وقدم الروائي هاشم غرايبة شهادة حول علاقته بالمسرح، استعرض فيها المحطات التي قادته إلى خوض غمار المسرح والتعرف على قامات أدبية تركت أثرها عليه، بينما قدم الكاتب حسن ناجي في شهادته “أصابعي لم تزل من النعناع”، تجربته في كتابة مسرح الطفل، مستفيدًا من التراث وقوالبه الشعبية.

14