إغلاق قناة "218".. انتكاسة جديدة للإعلام الليبي

القناة تواجه ظرفا مختلفا وصعبا يتعلق بالوفاء بالتزاماتها المادية تجاه المؤسسات والأفراد الذين تتعامل معهم.
الجمعة 2022/06/24
استنزاف كافة الخيارات

طرابلس - أعلنت إدارة قناتي “218” العامة والإخبارية مساء الأربعاء وقف البث الفضائي على الشاشتين بسبب ظروف مادية، مؤكدة اتخاذ “هذا القرار بعد تفكير طويل ومحاولات عديدة لتجاوز الظرف الصعب الذي تمر به منذ أشهر”.

وأضافت إدارة القناتين، في بيان نشرته عبر منصاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها “اضطرت إلى هذا الإعلان بعد استنزاف كافة الخيارات اللائقة وحتى لا تجد نفسها في موقف أكثر سوءا مما هي فيه اليوم”.

وأوضحت الإدارة أن مسيرة مؤسساتها “واجهت العديد من المصاعب والضغوط سابقا نتيجة ما تقدمه من عمل وخدمة إعلامية” للشعب الليبي ومشاهديها “ومن قبل جهات ومجموعات عديدة ومختلفة” تعاملت معها دائما “كأثر من آثار المهنة” واستطاعت تجاوزها في كل مرة بالتفاف المشاهدين وأصدقاء المؤسسة غير المحدود، لكنها تواجه اليوم ظرفا مختلفا وصعبا يتعلق بالوفاء بالتزاماتها المادية تجاه المؤسسات والأفراد الذين تتعامل معهم.

وأكدت إدارة القناتين أن هذا جانب والتزام مهم لطالما حرصت أن يؤدى في وقته ووفق ما تم الاتفاق عليه، ما اضطرها إلى أن تعلن اليوم أنها لم تعد تستطيع ذلك بأي حال بعدما بذلت جهودا كبيرة طوال الأشهر الماضية وحتى لا تسيء إلى هذا التقليد، شاكرة إتاحة الفرصة أمام قناتيها لخوض تجربة ممتعة مع نخبة من الإعلاميين تضع قضايا الوطن والمواطن وأخلاق المهنة في المقام الأول من الأولويات.

ويعتبر إغلاق مؤسسة “218” انتكاسة جديدة للإعلام الليبي الذي يعاني من صعوبات كثيرة، خاصة على المستوى المادي في ظل عدم توفر ممولين مؤمنين حقا بالفعل الإعلامي، وخضوع أغلب المؤسسات لخيارات أصحابها السياسية ما يفقدها أي قيمة.

قناة "218" كانت خلال السنوات الماضية من بين القنوات الأبرز، بالنظر إلى ما تقدمه من أخبار ومنوعات

وكانت قناة “218” خلال السنوات الماضية من بين القنوات الأبرز على الساحة الليبية، بالنظر إلى ما تقدّمه من أخبار ومنوعات، لكنها اليوم تعلن نهاية تجربتها سيرا على طريق قنوات كثيرة أنشئت في السنوات الأخيرة.

ووجهت إدارة قناتي “218”، العامة والإخبارية، الشكر إلى “شركائها الذين وقفوا إلى جوارها حتى يوليو 2021”، معربة عن امتنانها لممولها والشريك في تأسيسها، الذي ربما جاء الوقت لشهادة يستحقها مؤكدة فيها “أنه لم يتدخل في سياسة القناة التحريرية ولم يوجهها في أي وقت وكان حاضرا في كل أزمة أثيرت، مدافعا عن الحق في اجتهاد الزملاء”، معربة عن تفهمها لـ”التغييرات وطبائع الأمور والآجال المكتوبة لأي مشروع، وتتعامل مع كل ذلك بروح إيجابية متعاونة، وتحترم العشرة وتقدر الأصالة وتعترف بالجميل”.

وكررت إدارة القناتين شكرها لجمهورها والزملاء الذين تحملوها وواجهوا الضغوط معها بتفهم وصبر ولم يبخلوا بجهدهم وصحتهم، وبعضهم دفع الأثمان الباهظة من حريته وحياته وأمنه واستقراره، مشيرة إلى أن “آخرهم الزميل علي الريفاوي المعتقل منذ 88 يوما”.

كما حيت إدارة القناتين الزملاء في المؤسسات الإعلامية الأخرى، وسجلت شكرها العميق لمجموعة كبيرة من أصدقاء “مشروع 218” من الأفراد الليبيين والعرب والأجانب، الذين “منحوها من خبراتهم المهنية دون حذر، وشكلوا دائرة ودودة حولها تزودهم بالنقد والنصح والمعلومات والمواقف الشجاعة عندما يتطلب الأمر”.

وقسم خبر إغلاق القناة الليبيين المنقسمين على أنفسهم أصلا على موقع تويتر وقال الباحث الليبي محمد الجراح:

وقال ناشط:

AMAboud6@

قناة 218 تعلن نهاية مشوارها، سبقتها قنوات العاصمة والأولى والنبأ وبانوراما، وغيرها الكثير، جاءت لأسباب معينة وانتهت مهمتها بنجاح، كما أراد من يمولها وستخرج قنوات أخرى بأسماء أخرى لغايات أخرى.

16