إغلاق قناة وإذاعة في تونس وحجز معداتهما لبثهما دون ترخيص

تونس ـ أغلقت الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري "الهايكا" الأربعاء قناة نسمة التي يملكها المرشح الرئاسي السابق نبيل القروي، وإذاعة القرآن الكريم التي تعود ملكيتها إلى النائب المجمد سعيد الجزيري، اللتين تبثان بشكل غير قانوني لعدم حصولهما على ترخيص.
وأوضح عضو الهايكا هشام السنوسي في تصريحات لإذاعة محلية، أن الهيئة سبق أن اتخذت قرارا بشأن الإذاعات والقنوات التلفزيونية التي تبث دون إجازة قانونية، بإيقاف البث، وتم تنبيه المؤسسات المعنية ومطالبتها بالتوقف التلقائي عن البث، لكنها لم تستجب لذلك "رغم ما تلا ذلك من عقوبات مالية".
ونشرت قناة نسمة على موقعها الإلكتروني خبرا مقتضبا أوردت فيه أن "الهايكا قامت صباح الأربعاء بصحبة القوات الأمنية بقطع البث عن قناة نسمة، وذلك تطبيقا لأحد قراراتها".
واعتبرت الهايكا في بيان أن "ملف قناة نسمة يتضمن شبهات فساد مالي وإداري، إضافة إلى عدم استقلاليتها، باعتبار أن المشرف عليها قيادي في حزب قلب تونس، مما انعكس على مضامينها الإعلامية التي أخلت في جزء منها بمبادئ حرية الاتصال السمعي البصري وضوابطها، خاصة خلال الانتخابات".
وفي ما يتعلق بإذاعة القرآن الكريم، فقد أضاف البيان أنه "رغم عدم حصولها على الإجازة ورغم دعوات الهيئة لها إلى التوقف الفوري عن البث والالتزام بالقانون المنظم للقطاع السمعي البصري، إلا أنها أصرت على التمادي في البث خارج إطار القانون، والعودة إلى البث في كل مرة تم فيها حجز المعدات في تحد صارخ للقانون ولمؤسسات الدولة".
وكانت الهايكا قد أغلقت قناة نسمة لفترة وجيزة في العام 2019، عندما كان يوسف الشاهد يرأس الحكومة التونسية آنذاك، وسرعان ما عادت القناة إلى استئناف بثها بعد تعهد مالكها القروي بتسوية وضعيتها القانونية.
ونبيل القروي رجل أعمال ورئيس حزب قلب تونس حليف حزب النهضة، ذي المرجعية الإسلامية، والخصم السياسي الأول للرئيس قيس سعيّد الذي قام بتجميد أعمال البرلمان منذ الخامس والعشرين من يوليو الماضي.
ويلاحق القضاء التونسي القروي منذ العام 2017 في قضايا شبهات تبييض أموال وتهرب ضريبي.
وتم توقيف القروي في الجزائر مع شقيقه النائب في البرلمان المجمدة أعماله غازي القروي مطلع سبتمبر الماضي، بتهمة "اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية".
وسجن القروي في العام 2019 لشهر وقبل الانتخابات الرئاسية التي خاضها إثر إطلاق سراحه، كما تم توقيفه في ديسمبر 2020 لمدة ستة أشهر.
أما النائب المجمّدة عضويته في البرلمان، وصاحب إذاعة القرآن الكريم غير المرخص لها سعيد الجزيري، فقد أوقفته النيابة العمومية في تونس في التاسع من أغسطس الماضي، قبل أن تفرج عنه بعد ذلك بيوم واحد.
وتعكس هذه الإيقافات توفر الإرادة السياسية في تونس بعد الإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس قيس سعيّد، لتطبيق القانون ضد وسائل الإعلام المخالفة للقوانين.
وقد بدأت الهايكا تطبيق الإجراءات ضد القنوات والإذاعات التي لا تستجيب للمعايير المعمول بها، أو التي تلاحق مالكيها شبهات فساد، من ذلك قناة الزيتونة التي تم إيقاف بثها مطلع أكتوبر الجاري.
وينظر إلى قناة الزيتونة على أنها مقربة من حزب النهضة الذي كان يوفر لها الحماية، حيث لم تتعرض إلى أي عقوبة رغم تجاوزها القانون، فقد كانت تحصل على الدعم السياسي للحزب.
كما تجري الترتيبات لتنفيذ قرار حجز معدات بث قناة "حنبعل" الخاصة، حيث دعا السنوسي إدارة القناة إلى التوقف تلقائيا عن البث.