إغلاق صحيفة في إيران بسبب توجيهها انتقادات إلى النظام

طهران - أغلقت السلطات الإيرانية صحيفة “جيهان سانات” الاقتصادية بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفاد موقع إخباري تابع للسلطة القضائية الثلاثاء.
وذكر موقع “ميزان أونلاين” نقلا عن بيان صادر عن وزارة الثقافة أن “صحيفة جيهان سانات (عالم الصناعة) اليوميّة أُغلقت الاثنين بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي”.
ولم توضح الوكالة مضمون القرارات لكنها أشارت إلى أن الإغلاق على ارتباط بـ”مقال نشرته الصحيفة السبت ووجه اتهامات إلى قوات الشرطة والأمن”.
وقتل العشرات معظمهم من المتظاهرين وبينهم أيضا عناصر من قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات في 16 سبتمبر، كما أوقف الآلاف من بينهم صحافيون خلال التظاهرات التي تشير إليها السلطات بـ”أعمال الشغب”.
وذكّرت صحيفة “هام ميهان” الثلاثاء بأن الصحيفة الاقتصادية التي تأسست عام 2004، أغلقت في السابق في 2020 لتشكيكها في الأرقام الرسمية للإصابات بفايروس كورونا.
وكانت صحيفة “سازانديجي” الإصلاحية قد أوردت في نهاية أكتوبر أن “أكثر من عشرين صحافيا لا يزالون قيد الاعتقال” فيما استدعت السلطات عددا من الصحافيين الآخرين.
ويحكم النظام الإيراني قبضته على الإعلام في الداخل. لكن الإعلام في الخارج يثير جنونه وخاصة قناة “إيران إنترناشيونال”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الكندية تهديدات النظام الإيراني للصحافيين داخل وخارج إيران، وقالت “يجب على الصحافيين وموظفي الإعلام القيام بعملهم بحرية دون تدخل سياسي أو ترهيب”. وقال البيان “حرية التعبير، سواء على الإنترنت أو خارجها، هي حق أساسي من حقوق الإنسان يحميه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
ووفقًا لشبكة “سي.بي.إس”، فإن وكالة الاستخبارات الأمنية الكندية تحقق في تهديدات للحياة من قبل إيران لأفراد في كندا بناء على معلومات “موثوقة”. ففي 8 نوفمبر، قالت هذه الشبكة إن عملاء النظام الإيراني يراقبون الناس ويريدون إسكات أولئك الذين يتحدثون ضد النظام من خلال الترهيب.
وفي 7 نوفمبر، أعلنت قناة “إيران إنترناشیونال” عن التهديدات الموثوقة التي تلقاها مراسلوها من الحرس الثوري الإيراني. وأعلنت “إيران إنترناشونال”، وهي قناة إخبارية مستقلة ناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا، في بيان أن موظفيها أُبلغوا بالتهديدات الموجهة ضدهم من قبل شرطة متروبوليتان البريطانية.
وبعد نشر هذا البيان، أدانت المنظمات الدولية الداعمة للصحافيين العمليات المكشوفة لأجهزة الاستخبارات الإيرانية ضد “إيران إنترناشیونال” في الأراضي البريطانية. وطالبت لجنة حماية الصحافيين السلطات البريطانية بضمان سلامة موظفي القناة في 9 نوفمبر.
كما قال رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) كين ماكالوم، في 17 نوفمبر، إن أجهزة المخابرات الإيرانية حاولت 10 مرات على الأقل خطف أو حتى قتل مواطنين بريطانيين أو أشخاص مقيمين في هذا البلد والذين تعتبرهم طهران تهديدًا لها.
وأکد ماكالوم أنه بينما استخدمت طهران العنف في الداخل لإسكات المعارضين، كانت “أجهزة استخباراتها العدوانية تهدد بريطانيا بشكل مباشر”.
وأكدت وزارة الخارجية الكندية في بيانها الأخير على دور الصحافيين والنشطاء والإعلاميين في وجود مجتمع “عادل وقوي وحيوي”، وأضافت أن الصحافيين “يجب أن يقوموا بعملهم بحرية ودون خوف من الانتقام”.
وقال البيان “أي عنف وترهيب ضد الصحافيين أمر مرفوض تماما”.