إغلاق الجناح الإسرائيلي في بينالي البندقية يطرح سؤال دور الفن

إسرائيل تتعرض لانتقادات دولية متزايدة حتى من قبل الشركاء المقربين نظرا إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
الخميس 2024/04/18
فنانو الجناح الإسرائيلي يحتجون على حرب غزة

البندقية (إيطاليا) - بينالي البندقية شأنه شأن كل البناليهات الفنية العالمية الكبرى، يسلط الضوء بشكل لافت على الفن المعاصر، ومن المعلوم أن الفن المعاصر هو في النهاية رسالة فكرية وسياسية وجمالية قبل أن يكون مجرد أعمال تقنية.

وإيمانا بدور الفن السياسي اليوم أعلنت الفنانة روث باتير ممثلة إسرائيل في معرض بينالي البندقية في بيان لها الثلاثاء، أن الجناح الإسرائيلي في المعرض الثقافي والفني لن يفتح أبوابه كما كان مخططا له حتى يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وقالت باتير في منشور على حسابها على شبكة إنستغرام الثلاثاء، إن الفنانة والقائمين على الجناح سيقومون بفتحه عندما يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس الفلسطينية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن القرار أعلن أيضا على لافتة خارج الجناح المغلق.

وظيفة الفن المعاصر الاشتباك مع القضايا السياسية لكن ردود الفعل على إغلاق الجناح الإسرائيلي بعيدة عن ذلك

كما دعا الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم العديد من الفنانين، إلى استبعاد إسرائيل من بينالي هذا العام في التماس في نهاية فبراير الماضي.

ووفقا لرسالة مفتوحة نشرها على الإنترنت “تحالف الفن لا الإبادة الجماعية”، فإنه من غير المقبول تقديم فن من دولة ترتكب حاليا فظائع ضد الفلسطينيين في غزة.

واتهم التحالف إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. ووفقا للمجموعة الناشطة، وقع أكثر من 23 ألف شخص على تلك الرسالة.

ونظرا إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، تتعرض إسرائيل لانتقادات دولية متزايدة، حتى من قبل الشركاء المقربين.

ولعل الفنانين والفن من أول من يقف في وجه الحروب وجرائمها، وهو ما انعكس على العديد من التظاهرات الفنية والثقافية العالمية الكبرى، لكن ذلك قوبل بمواقف منقسمة، بين من يرفض بشدة إقحام الظروف السياسية في فعاليات التظاهرات والفن إلى حد الانتصار لطرف هو إسرائيل على حساب الآخر هو الفلسطينيون، بينما يواصل شق آخر مناهضة الحرب الإسرائيلية معتبرا أنها إبادة جماعية مكتملة المعالم.

وإن كان من وظيفة الفن المعاصر الاشتباك مع القضايا السياسية فإن ردود فعل بعض الجهات الغربية على إغلاق الجناح الإسرائيلي لم تختلف عن ردود فعلها السابقة التي تتميز بازواجية الخطاب وتميل أحيانا بشكل مفضوح إلى الجانب الإسرائيلي دون أخذ في الاعتبار أكثر من أربعة وثلاثين ألف فلسطيني أكثر من نصفهم أطفال ونساء قضوا نحبهم منذ بداية الهجوم على قطاع غزة في أكتوبر 2023.

وهنا يطرح السؤال نفسه هل يكرس الفن المعاصر فعلا لحماية الإنسان والاشتباك مع كل قضاياه السياسية والاجتماعية ومنهاضة العنف أم هي مجرد شعارات؟

13