إغلاق آخر مخيمات النزوح في العراق باستثناء كردستان

بغداد – أعلنت الحكومة العراقية السبت، إغلاق جميع مخيمات النازحين في المحافظات، باستثناء مخيمات إقليم كردستان، وذلك ضمن الحملة التي أطلقها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لإنهاء ملف النزوح في البلاد، بعد تسلمه السلطة، في شهر مايو من العام الماضي.
وقالت وزيرة الهجرة العراقية إيفان فائق جابرو، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية "واع"، إن "الوزارة أغلقت جميع مخيمات النازحين في كافة المحافظات باستثناء إقليم كردستان".
وأشارت جابرو إلى أنه "خلال هذا الشهر سيتم غلق مخيم الجدعة وهو آخر مخيم للنزوح في الموصل" التي دمّرت بشكل كبير إثر سيطرة تنظيم داعش عليها قبل تحريرها في العاشر من يوليو 2017، فيما أعلنت بغداد نهاية عام 2017 طرد مسلحي التنظيم من جميع المحافظات التي سيطروا عليها.
وأضافت المسؤولة العراقية أن "مخيمات الإقليم من الصعب إغلاقها لأنه لا توجد لدى الوزارة سلطة عليها، وهي تابعة لحكومة الإقليم، لكن الوزارة تنسق لغلق مخيمات دهوك، وأربيل، والسليمانية".
وأكدت أن "الوزارة مع العودة الطوعية، لكنها ترى عدم وجود إرادة حقيقية لدى إقليم كردستان لإنهاء ملف النزوح".
ولفتت جابرو إلى أن "الوزارة لا تستطيع الضغط على حكومة إقليم كردستان لغلق المخيمات، لكنها تطلب أن يكون هناك باب للحوار مع الحكومة الاتحادية لإنهاء ملف النزوح".
وأشارت إلى أن "أغلبية النازحين في مخيمات أربيل والسليمانية تمت تهيئة مدنهم باستثناء أهالي سنجار لم يتم ذلك إلى حين تطبيق اتفاقية سنجار كي يتمكنوا من العودة إلى مدنهم".
واضطر الملايين من العراقيين إلى النزوح وترك منازلهم في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى وأطراف بغداد وأجزاء من محافظة بابل بعد منتصف عام 2014، عقب توسع سيطرة مسلحي داعش في مناطق البلاد المختلفة، بحسب وزارة الهجرة العراقية، وفتحت السلطات العراقية أثناء ذلك، مخيمات لإيواء عائلات كانت تسكن مدنا ومناطق خاضعة لسيطرة عناصر التنظيم.
وأشار مسؤول عراقي مطّلع على الملف فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن "عدد النازحين في مخيم الجدعة يفوق الألف عائلة".
لكنه لفت إلى أن إغلاق المخيم يتطلب "حلّ مشكلات سكانه" المتعلقة خصوصا برفض "إرجاع هذه العائلات إلى مناطقها، لأنها من عائلات أشخاص كانوا سابقا في تنظيم داعش، أو لهم أب أو أخ كان في التنظيم ولا يقبل بهم سكان مناطقهم".
وأضاف "البرنامج الحكومي هو غلق المخيم... لكن وزارة الهجرة لن ترجعهم إلا إذا تمكنت من تأمين أوضاعهم، في حال كانوا مهددين، وهذا أمر متوقف على الحوار والنقاش مع شيوخ العشائر في مناطق هؤلاء النازحين".
ومنذ سنوات، يعلن العراق نيته إغلاق المخيمات، لكن السلطات سرعت العملية بشكل كبير خلال العام الماضي.
ولم يعد نحو نصف سكان تلك المخيمات إلى المناطق التي يتحدرون منها، وفق منظمة الهجرة الدولية، رغم أن السلطات تقول إن حملة الإغلاق هذه تضمن عودة النازحين إلى بيوتهم.
وتسبب النزاع مع تنظيم داعش بنزوح 6 ملايين شخص داخل العراق، وفق بيان لمنظمة الهجرة الدولية في نوفمبر، موضحة أن مئات الآلاف من الأسر عادت إلى بيوتها بعد أربع سنوات، "ومع ذلك، لا يزال ما يقدر بنحو 1.2 مليون شخص في حالة نزوح".
ويشير البيان إلى أن "نحو 103 آلاف نازح يعيشون في مواقع غير رسمية، وهي مواقع خارج المخيمات الرسمية التي لم يتم دمجها في المجتمعات المحيطة، وبالتالي فهي مقطوعة عن الخدمات العامة".
ويضيف البيان "ستبقى الأسر التي لا تزال في حالة نزوح في المواقع غير الرسمية في جميع أنحاء العراق في مواجهة عقبات كبيرة أمام حل نزوحهم، من خلال العودة إلى ديارهم أو الاندماج المحلي أو الانتقال بشكل دائم إلى موقع جديد، مع الخدمات الأساسية والاتفاقيات بشأن استخدام الأراضي وفرص كسب العيش التي يصعب الوصول إليها بشكل متزايد".