إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا قبيل وصول فيلتمان

السفارة الأميركية تجلي الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم بسبب تصاعد النزاع.
الخميس 2021/11/04
اتساع التصعيد العسكري قد يدخل البلاد في حرب دموية

أديس أبابا - صادق البرلمان الإثيوبي الخميس على إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر، وذلك قبيل وصول المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا، للدعوة إلى إيجاد حل سلمي في البلاد بعدما هدّدت حركة متمرّدة بالسيطرة على العاصمة أديس أبابا.

وقالت هيئة الإذاعة الإثيوبية "فانا" إن "مجلس نواب الشعب (البرلمان) أقر حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة الثلاثاء، وأحالتها إليه للموافقة عليها"، مشيرة إلى أن القرار يأتي "في محاولة لحماية المجتمع والأمة بشكل عام من التهديد الأمني الذي تشكله الجماعة الإرهابية"، في إشارة إلى الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

وتفرض حالة الطوارئ على المواطنين حمل بطاقات الهوية في أي مكان ينتقلون إليه، وبموجبها سيتم اعتقال أي شخص يشتبه في علاقته بالجماعة دون أي مذكرة توقيف. كما يمكن أن تقوم قوات الأمن بمداهمة عشوائية، وستصادر الحكومة الأسلحة غير المسجلة.

والثلاثاء أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في البلاد، إثر التطورات الحاصلة عقب تقدم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في إقليم أمهرة (شمال).

وتتعالى الدعوات الدولية المنادية بالتهدئة وتجنب حمام دم، ما دامت الفرصة ممكنة، قبل اقتحام العاصمة أديس أبابا، على وقع التصعيد العسكري في إثيوبيا، في حين دعا المجلس الأوروبي الأطراف الإثيوبية إلى وقف فوري لإطلاق النار والذهاب إلى مفاوضات غير مشروطة.

وكان المتحدث باسم جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير تيغراي، قال الأربعاء إنه يمكن للقوات السيطرة على العاصمة الإثيوبية في غضون أشهر إن لم تكن أسابيع، مؤكدا إحراز قوات الحركة مكاسب ميدانية في منطقتي أمهرة وأوروميا التي تحيط بالعاصمة أديس أبابا، مشددا على ضرورة الإطاحة بالحكومة الحالية.

وحذر وزير العدل الإثيوبي جيديون تيموثووس من أن البلاد تواجه خطرا وجوديا حقيقيا، سواء على مستوى وحدتها أو على صعيد السيادة.

وقال تيموثووس "لا يمكننا معالجة المشكلة ولا السيطرة على الوضع بشكل مناسب عبر نظام إنفاذ القانون ومسار العمل العادي.. هذا الإعلان تم إصداره حتى تتمكن المؤسسات الأمنية والاستخباراتية كما المواطنين، من القضاء على التهديد الوشيك بطريقة منظمة وقوية".

وأعلنت السفارة الأميركية في أديس أبابا على موقعها الإلكتروني، الخميس أنه تقرر السماح بـ"إجلاء طوعي" لموظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بسبب تصاعد النزاع في إثيوبيا.

وأرجعت قرارها، الذي اتُخذ الأربعاء، إلى تصاعد "النزاع المسلح والاضطرابات المدنية ونقص الإمدادات المحتمل" في إثيوبيا.
وأضافت أنه "من المحتمل أن يؤدي المزيد من التصعيد إلى حدوث نقص في سلاسل الإمدادات وانقطاع في الاتصالات واضطرابات في السفر (خارج البلاد)".

وجاء ذلك بعدما أعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن قلقها البالغ لتصاعد العنف واتساع نطاق الأعمال القتالية في إثيوبيا، وكررت الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.

وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأميركية في إيجاز صحافي، "إنهم ينصحون الأميركيين بعدم السفر إلى إثيوبيا، وكذلك على الأميركيين هناك المغادرة الآن"، مشيرا إلى أنهم نصحوا الموظفين في السفارة بعدم السفر خارج أديس أبابا.

وكشف برايس عن أن المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان سيتوجه إلى إثيوبيا بسبب تصاعد العنف ولمتابعة المحادثات مع القادة هناك، نافيا وجود إعلان لديهم عن أي رحلة أخرى له إلى السودان.

وأكد أنه على كل الأطراف وقف العنف والبدء بمفاوضات سياسية في إثيوبيا، مشددا على أن واشنطن تعمل مع شركاء دوليين لمعالجة الوضع في إثيوبيا.

هذا وحثت بريطانيا مواطنيها على تقييم ضرورة بقائهم في إثيوبيا، فيما دعا رئيس كينيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وكذلك دعا رئيس أوغندا إلى اجتماع قادة دول شرق أفريقيا لبحث الصراع الإثيوبي.

وتعهد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بدفن أعداء حكومته "بدمائنا"، بينما تهدد قوات تيغراي المتمردة وحلفاؤها من الأورومو بالتقدم نحو أديس أبابا.

وحصل آبي على جائزة نوبل للسلام عام 2019 لجهوده في تسوية صراع إثيوبيا الطويل مع إريتريا.

وقالت فيسبوك إنها حذفت دعوة سابقة "لدفن" العدو في بيان نُشر على صفحة آبي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي في مطلع الأسبوع، لانتهاكها سياسات الشركة لمكافحة التحريض على العنف ودعمه.

وقال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، في ساعة متأخرة الثلاثاء إن قوات تيغراي موجودة في بلدة كيميسي بولاية أمهرة على بعد 325 كيلومترا من العاصمة، متعهدا بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا.

وتابع "لن نتعمد إطلاق النار على المدنيين ولا نريد إراقة الدماء. نأمل أن تكون العملية سلمية إذا أمكن".

وقال محلل إقليمي على تواصل مع أطراف الحرب وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الجبهة ستوقف على الأرجح أي تقدم صوب أديس أبابا حتى تؤمن الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة. ويتطلب هذا الاستيلاء على مدينة ميله. وقال جيتاشيو الثلاثاء إن قوات تيغراي تقترب من ميله.