إعلامي ينقل الجدل مع الأزهر حول "شهداء المقاومة" إلى مواقع التواصل

القاهرة - أثار الإعلامي المصري أحمد موسى جدلا واسعا على مواقع التواصل بعد انتقاده مؤسسة الأزهر التي نعت “شهداء المقاومة” حيث كان موسى من ضمن الفريق الذي يعتبر أن الحركة “أضرّت بغزة” وأن زعيمها يحيى السنوار الذي اغتالته إسرائيل كانت له مواقف مناوئة لمصر.
واعتبر المذيع حماس والسنوار نفسه، كانت لهما علاقة مباشرة بمجموعة من الأحداث الأمنية التي شهدتها سيناء، وسقط فيها ضباط وجنود في الجيش المصري بين عامي 2011 و2019.
وكتب موسى، عبر حسابه على إكس أن مقتل السنوار “لم يكن صدفة، ولم تكن هناك مقاومة من الأساس، بل حدثت خيانة من العملاء والجواسيس باعوا السنوار، كما باعوا هنية ونصرالله”، وكان موسى قد انتقد حركة حماس مراراً، سواء في برنامجه أو عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهمها بـ”تسليم قطاع غزة لإسرائيل”.
وشهدت مصر تبايناً بين موقف بعض المؤسسات والنقابات والموقف الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول التغيرات التي طرأت على الساحة المصرية في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها على البلاد، خصوصا أن الكثير من الناشطين يرون أن من كانوا يعتبرونهم رموز المقاومة الفلسطينية مسؤولون فعليا عن الكارثة.
وكما جرت العادة في مثل هذه المواضيع شنت صفحات إخوانية هجوما واسعا على موسى والإعلام المصري، معتبرين أنه صدى للأجهزة الأمنية المصرية، خصوصا أنه جاء رداً على بيان للأزهر نعى فيه “شهداء المقاومة الفلسطينية”، واصفاً إياهم بـ”الأبطال الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة، عاثت في أرضنا العربية فساداً وإفساداً”.
وقال الأزهر في بيانه إن “شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق؛ أرهبوا عدوّهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين، كما يحاول العدو تصويرهم كذباً وخداعاً، بل كانوا مرابطين مقاومين، متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردّون كيد العدو وعدوانه”.
وشدد الأزهر على “أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويه رموز المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين”، مؤكداً أن “المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت في سبيلها شرف لا يضاهيه شرف”.
وأثار البيان تفاعلاً وجدلاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ وعكس التباين في المواقف بشأن حركة حماس، والموقف من قادتها وهو انعكاس لتباين مماثل في الإعلام المصري، بين إعلاميين يحتفون بـ”المقاومة وشهدائها”، وآخرون ينتقدون حركة حماس وقادتها وما تسببوا به؛ وقال أحدهم:
Almjd65296507@
لم يرهبوا العدو بل أرهبوا شعب فلسطين يا شيخنا القدير وعرضوهم للقتل وشردوهم، وفي النهاية يوافقون على وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى مقابل الانسحاب، طيب وأكثر من 50 ألف قتيل والمشردين وتدمير غزة كله راح ببلاش!، لا نستطيع القتال أو النصر والمواجهة دون أن نتحد ونعد لأسباب القوة وليس عيباً أن نهادن من ضعف حتى نبني قوتنا ورسولنا الكريم هو قدوتنا أبرم المعاهدات بعضها كان مجحفاً في حق المسلمين ولكنه لا ينطق عن الهوى..
وقال آخر:
amrgala23205028@
يا مولانا هي القضية الفلسطينية استفادت إيه من حركه 7 أكتوبر المخططة في البيت الشيعي غير آلاف الشهداء والمصابين واحتلال غزة وإعطاء مفتاح الحياة لنتنياهو للاستمرار في قيادة الحكومة المتطرفة ده غير سيناريو التهجير اللي مصر وقفت ضده.
وعلق ناشط:
Haitham1326@
الله يرحم جنودنا الأبرار اللي راحوا ضحية الخيانة ضحية عناصر من المقاومة الكاذبة اللي كانت تحارب الجيش المصري في سيناء.
وأضاف آخر:
Mohamme69094573@
طيب يا شيخ طيب. وأولادنا اللي استشهدوا في سيناء على يد شهداء حماس كما تزعمون. كمواطن أنتمي فقط لبلدي وجيش بلدي.
وكان الإعلامي المصري عمرو أديب قد قال في برنامجه مساء الجمعة، على “إم بي سي”، إن “الجيش الإسرائيلي رسم صورة لمشهد نهاية السنوار، لم يكن هو نفسه يحلم بها”. مضيفاً أن السنوار “لم يستسلم، وظل بطلاً حتى النهاية، مات برمية من غير رامٍ، والإسرائيليون صدّروه في صورة البطل”.
ويعكس هذا الجدل كما في المواضيع الأخرى المرتبطة به منذ بداية الحرب والتي تعتبر الشاغل الرئيسي للرأي العام، الدور الذي لعبته مواقع التواصل في نشر أبعاد الصراع وتفاصيله بين مستخدميها حول العالم بأسره، ففي حمّى هذه الحرب كانت تلك المنصات هي الميدان الخصب لحرب تدفق المعلومات عن إنجازات كل طرف ووحشية وإخفاقات الجانب المعادي له، وفي بعض الحالات كانت تتم الاستعانة بصور مفبركة أو مشاهد قديمة أو مقتطعة من حروبٍ أخرى.
ورغم أن حماس تمتلك حضوراً قليلاً على منصات التواصل الاجتماعي مقارنةً بما تملكه إسرائيل، فإنها تراهن على تعاطف عدد هائل من الفلسطينيين والعرب المنتشرين حول العالم بجانب الحركة السياسية الضخمة المؤيدة للحق الفلسطيني في ظل تآكل قُدرة أهل غزة بشكلٍ عام على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ اشتعال الحرب، أظهرت إسرائيل استعداداً كبيراً لخوض هذه الجبهة الافتراضية بالتوازي مع المعارك على الأرض، وظهرت بوادرها في تمويل إعلانات لصور “عاطفية” لضحايا هجمات السابع أكتوبر الإسرائيليين؛ ومنازل متهدمة، وأطفال قتلى، وسيارات محترقة لإحداث أكبر أثر ممكن في نفوس رواد تلك المنصات وإقناعهم أن حماس لا تختلف كثيراً عن تنظيم داعش.
في المقابل تغص مواقع التواصل العربية بصور ومقاطع فيديو لكارثة إنسانية تدمي القلوب، للضحايا في غزة. ومساء الخميس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قتل السنوار، مستدركا أن “الحرب لم تنته بعد”.
اقرأ أيضا:
• "سبايس 2000" سلاح إسرائيل الفتاك في حربها على حزب الله وحماس
• استهداف السلطة الفلسطينية لمسلحي الضفة الغربية: خدمة لإسرائيل أم منع للفوضى