إعلاميو حزب الله يدشنون أساليب جديدة لتخوين الصحافيين

صحافية لبنانية تتعرض لحملة إلكترونية بسبب استخدام قناة إسرائيلية لتغريدتها.
السبت 2020/10/03
لونا صفوان تلقت دعما من الوسط الصحافي اللبناني

ساهم الإعلامي حسن حجازي في إطلاق حملة إلكترونية واسعة تتهم زميلته الإعلامية لونا صفوان بالعمالة وخدمة العدو، بعد أن نشر صورة لصفحة قناة إسرائيلية استخدمت إحدى تغريدات صفوان للدلالة على وجود أصوات معارضة لحزب الله، في حادثة ليست بجديدة على إعلاميي حزب الله الذين يحرضون ضد الصحافيين المناوئين للحزب.

بيروت – تتعرض الصحافية اللبنانية لونا صفوان لحملة إلكترونية شرسة عنوانها العريض “العمالة والتخوين” بسبب استعانة وسائل إعلام اسرائيلية بإحدى تغريداتها المنتقدة لحزب الله، فاستغلها إعلامي متخصّص في الشأن الإسرائيلي في قناة المنار لتدشين حملة طالت عائلة الصحافية أيضا.

وانطلقت الاتهامات والتهديدات ضد صفوان بعد أن نشر حسن حجازي الإعلامي في قناة “المنار” التابعة لحزب الله، تغريدة مرفقة بصورة من حساب قناة 12 الإسرائيلية على تويتر أعادت نشر تغريدة صفوان التي قالت فيها “لبنان بلد مسلوب الحقوق ومُسيطَر عليه من قِبل ميليشيا مسلحة”. وأشارت فيها إلى إصرار الثنائي الشيعي على التمسك بحقيبة المالية، محذرةً من أنه لا حل طالما أن الحزب يسيطر على المشهد ويؤدي بالبلاد إلى الدمار الكامل.

وعلّق حجازي على تغريدة صفوان قائلاً “لونا صفوان، اسم لمغردة استدلت القناة 12 الصهيونية بتغريدتها كدليل على وجود أصوات تصدق الرواية الإسرائيلية حول مزاعم مخازن السلاح في بيروت”، لتكون فاتحة لموجة من الجدل بين مؤيدي حزب الله من جهة وداعمي الحريات والرافضين لسيطرة الميليشيات المسلحة من جهة أخرى.

وردّت صفوان بسلسلة تغريدات، قالت فيها “تستعين قنوات عالمية بتغريداتي الإنجليزية يومياً وذلك من دون موافقتي حتى. بالتالي أنا غير مسؤولة عن استخدام القناة الإسرائيلية لتغريدتي ولا يهمني لا من قريب ولا من بعيد، رأيهم بتغريداتي. لا تواصل لي على الإطلاق مع أي قنوات إسرائيلية”.

وتوجهت إلى حجازي بالقول “من الأفضل أن يتجه الأُستاذ الكريم للسؤال عني في قناة المنار تحديداً وفي حزب الله وحركة أمل، فأنا تلميذة الجامعة اللبنانية، وتلميذة الأستاذين إبراهيم الموسوي وفراس حاطوم، وهما اللذان وعلى الرغم من اختلافاتنا السياسية منذ أن كنت تلميذة جامعية، على دراية بأخلاقي ومبادئي”.

وحملت حجازي مسؤولية الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له عبر جمهوره الذي انهال عليّها بالإهانات والتهديدات والاتهامات بعد نشره للصورة، لتصل إلى حدّ التحريض ومحاولة تلفيق تهم العمالة ودمج اسمها باسم كندا الخطيب التي تواجه تهمة العمالة وهي رهن التحقيق.

وقامت جيوش المغردين التابعين لحزب الله بوضع تغريدة صفوان خارج سياقها الأصلي، عبر إقحامها بقضية مخازن السلاح، حيث قال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب مسجل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، إن “حزب الله” يملك مخزناً للسلاح بالقرب من ميناء بيروت، الأمر الذي استنفر زعيم الحزب حسن نصرالله لنفي الخبر وتكريس حملة إعلامية على منصاته للرد على الاتهامات.

وحاولت صفوان إيضاح السياق الذي يجري فيه انتقال التغريدات قائلة “الترجمة لتغريدتي التي يُقال إنها تصديق للرواية الاسرائيلية: لا أُناقش فيها مسألة المخازن أصلاً، بل أشدد فيها أن لبنان بلد مسلوب الحقوق ومُسيطر عليه من قِبل ميليشيا مسلحة. وأُناقش فيها تمسّك الثنائي الشيعي بحقيبة المالية ليصل لبنان إلى حائط مسدود والمزيد من الدمار”. لكن ذلك لم يمنع من استمرار الحملة ضدّها.

وتلقت صفوان حملة تضامن واسعة من قبل صحافيين وإعلاميين رافضين أسلوب إعلاميي حزب الله في التحريض ضد زملائهم وتعريض سلامتهم للخطر لمجرد إدلائهم بآراء تخالف قناعات الحزب.

وقال الصحافي سلمان الأندري “كل الدعم للصديقة والزميلة لونا صفوان التي تتعرض لحملة ممنهجة. لونا صحافية محترمة ومهنية وتقضي معظم وقتها في الكتابة وتقديم مواد مهمة. اعتدنا في لبنان على التخوين وتحليل الدم كل يوم من قبل فريق لا يعرف سوى التخوين. لونا لست بحاجة لشهادة من أحد. تحية لك ولعملك ولمهنتك”.

وينشط صحافيون وإعلاميون في وسائل إعلام تابعة لحزب الله أو لإيران، في توجيه الاتهامات وتخوين الصحافيين من المعسكر الآخر إلى جانب عملهم الصحافي في خدمة أجندة الحزب، وفي يونيو الماضي تولى مراسل قناة “الميادين” الموالية لحزب الله، مهمة منع فريق تلفزيوني من تغطية المظاهرات في بيروت، وقام بالاعتداء على مراسل “صوت بيروت” وصحافية بجريدة “النهار” توثق الحدث، في حادثة أثارت غضبا واسعا في لبنان لتحول إعلاميي حزب الله إلى أدوات للقمع ينضافون إلى أدواته الأخرى لإسكات أصوات منتقديه.

وحاول مراسل الميادين إنكار حادثة الاعتداء على زملائه، لكن مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز”، أكد رواية الاعتداء التي وثقتها عدسات المصورين.

وكانت هناك محاولات ترهيب أخرى تجري خلف عدسات الكاميرا، ضحاياها مراسلون أرادوا نقل الصورة الحقيقية لما يجري على الأرض من ترهيب وشتائم بحق المحتجين.

 كما تتعرّض الإعلامية ديما صادق باستمرار لحملات تشنّها ضدّها كتائب “حزب الله” الإلكترونيّة، وتسخر منها ومن مواقفها المناوئة للميليشيات. كما وصلت هذه الحملة إلى حدّ الاتصال بوالدتها واستهدافها عبر شتم صادق وإرسال صور مركّبة، ما أدى إلى دخولها المستشفى إثر عارض صحي. كما تتلقّى صادق اتصالات ورسائل تهديد وترهيب لدفاعها عن الثورة والمطالبة بالخروج من عباءة الزعماء.

18