إعادة جهاز المناعة إلى مساره الوظيفي الطبيعي تخفف من التصلب المتعدد

برلين- يؤكد الأطباء اختلاف مؤشرات التصلب المتعدد وعلاماته وأعراضه على نطاق واسع، وتعتمد هذه المؤشرات على مقدار تلف الأعصاب، وأيّ الأعصاب مُصابة. حيث يفقد بعض الأشخاص المصابين بالمرض القدرة على المشي وحدهم أو كليا، بينما قد يمر الآخرون بفترات طويلة من الهدوء دون أي أعراض جديدة.
وقالت عيادة طب الأعصاب بمستشفى إيسن الجامعي بألمانيا إن التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي. وأوضحت العيادة أن التصلب المتعدد المعروف أيضا باسم التصلب اللويحي عبارة عن التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ .
ويُعطّل هذا التلف قدرة أجزاء من الجهاز العصبي على التواصل، مما يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض والعلامات المرضية، منها أعراض عضوية أو إدراكية عقلية.
وتعد أسباب المرض غير معلومة على وجه الدقة، إلا أن العلماء يعتقدون أن آلية المرض قد تكون إما تلفا في الجهاز المناعي أو فشلا في الخلايا المصنعة للمايلين. وتشمل الأسباب المحتملة لهذا المرض عوامل وراثية وعوامل بيئية مثل العدوى.
وتتمثل أعراض التصلب المتعدد في فقدان الحس وضعف العضلات والتقلص العضلي وصعوبة الحركة وصعوبة التنسيق الحركي والتوازن واضطراب الكلام وصعوبة البلع ومشاكل النظر كالتهاب العصب البصري وازدواج الرؤية، والآلام الحادة أو المزمنة ومشاكل المثانة والأمعاء.
ويؤكد الأطباء أنه لا يوجد علاج شاف تماما للتصلب المتعدد، إلا أن العلاجات يمكن أن تساعد على سرعة التعافي من النوبات وتعديل مسار المرض وعلاج الأعراض.
فقدان الحس وضعف العضلات والتقلص العضلي وصعوبة التنسيق الحركي وصعوبة الحركة من أعراض التصلب المتعدد
ويشير الخبراء إلى أن علامات التصلب المتعدد وأعراضه تختلف من شخص إلى آخر وخلال مسار المرض وفقا لمكان الألياف العصبية المصابة. وغالبا ما تؤثر الأعراض على الحركة، وينتج تنميل أو ضعف في أحد الأطراف أو أكثر ويحدث عادة على جانب واحد من جسمك في المرة الواحدة، أو الساقين والجذع وأحاسيس مشابهة للصدمة الكهربائية التي تصاحبها حركات معينة في الرقبة، وخصوصا انحناء الرقبة للأمام والرُعاش أو انعدام التنسيق أو المشية غير المتزنة.
وتعد مشكلات الرؤية أمرا شائعا أيضا، ويمكن أن يصاب المريض بفقدان جزئيّ أو كليّ للرؤية، عادة في عين واحدة في المرة الواحدة، وغالبا ما يصاحب ذلك شعور بالألم أثناء حركة العين ورؤية مزدوجة لمدة طويلة ورؤية ضبابية.
ولا يمكن الشفاء من التصلب المتعدد، ولكن تهدف العلاجات المتوفرة إلى التأثير على جهاز المناعة وإعادته إلى مساره الوظيفي الطبيعي من أجل التخفيف من حدة المتاعب وتحسين جودة حياة المرضى.
ومن الشائع أيضا ظهور صعوبة في التفكير ومشاكل انفعالية مثل الاكتئاب أو المزاج المتقلب. وقد تشمل أعراض التصلب المتعدد أيضا تداخُل الكلام والإرهاق ووخزا أو ألما في أجزاء من الجسم ومشكلات في الوظيفة الجنسية ووظائف الأمعاء والمثانة.
ويعاني معظم الأشخاص المرضى بالتصلب المتعدد من مسار المرض الانتكاسي السكوني. ويمرون بفترات من الأعراض الجديدة أو الانتكاسات التي تظهر على مدار أيام أو أسابيع وعادة ما تتحسن تلك الأعراض والانتكاسات كليّا أو جزئيّا. وتلي تلك الانتكاسات فترات ساكنة من هدوء المرض.
ويشير الأطباء إلى أن بعض الزيادات الطفيفة في درجة حرارة الجسم يمكن أن تجعل علامات وأعراض مرض التصلُّب المتعدد تزيد بشكل مؤقت، مؤكدين أن هذه الزيادات لا تُعَد انتكاسات للمرض.
وتشير الإحصائيات إلى أنه تظهر لدى حوالي 70 في المئة من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد أعراض تتطور بشكل ثابت، مصحوبة أو غير مصحوبة بفترات هدوء، تعرف باسم التصلب المتعدد الانتكاسي السكوني.