إعادة تشغيل الرحلات بين دمشق وجدة تعكس تقدم العلاقات

دمشق – أعلنت “مؤسسة الخطوط الجوية السورية” عن إعادة تشغيل رحلاتها الجوية بين مطاري دمشق وجدة في السعودية بعد 8 سنوات من الانقطاع، وذلك استكمالا لخطوات إعادة العلاقات بين البلدين إلى ما قبل 2011، وهو ما يمهد لخطوات مماثلة من دول عربية.
وقالت إن أولى الرحلات ستنطلق بين المطارين في السابع من شهر نوفمبر القادم، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وذكر مدير عام المؤسسة حاتم قباس أنه تمت إعادة تشغيل الرحلات إلى مطار جدة بمعدل رحلتين أسبوعيا يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، مشيرا إلى أن ذلك سيخدم أبناء الجالية بين البلدين ويعزز حركة النقل والتواصل على مختلف الأصعدة.
وتوقفت الرحلات المنتظمة بين مطاري دمشق وجدة في الثامن من مايو 2016، نتيجة لتدهور العلاقات السياسية بين سوريا والسعودية آنذاك.
الرحلات المنتظمة بين مطاري دمشق وجدة توقفت في الثامن من مايو 2016، نتيجة لتدهور العلاقات السياسية بين سوريا والسعودية آنذاك
ومن شأن إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، أن يشجع دولا عربية أخرى على اتخاذ خطوات بشأن التطبيع مع الرئيس بشار الأسد، إذ إن عودة علاقاته مع السعودية بوابة للعبور إلى “الحضن العربي” من جديد، بعد عزلة دامت لأكثر من عقد. فما إن تم الإعلان عن عودة العلاقات، حتى استعادت دمشق مقعدها في جامعة الدول العربية، وإن ترافق ذلك مع تحفظات لدول عربية، في مقدمتها قطر.
وتأمل دمشق في أن ينعكس الانفتاح العربي عليها بالإيجاب، سواء في الشق السياسي أو الاقتصادي، حيث تسعى إلى الاستفادة من إعادة العلاقات مع دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية وباقي دول الخليج لضمان عقود إعادة الإعمار وترميم وتحسين البنى التحتية والطرقات، وبناء ما تهدّم من مدارس ومستشفيات ودوائر رسمية ومرافق صحية، لاسيما في المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش السوري والمعارضة السورية.
في المقابل لا تريد السعودية أن تُترك سوريا بيد لاعب إقليمي وحيد هو إيران، والميليشيات التابعة لها في المنطقة.
ويرى مراقبون أن المطلوب من دمشق أن تنفتح على المطالب العربية وأن تلبي شروط العودة. إذ إن استئناف العلاقات بشكل طبيعي يحتاج إلى بعض الخطوات على الأرض حتى تقتنع العواصم بأن هناك رغبة خالصة ودرجة كبيرة من الشفافية.
وكانت الرياض أعلنت في مايو من العام الماضي 2023 استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، “انطلاقا من روابط الأخوة التي تجمع الشعبين وحرصا على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”، كما جاء في بيان الخارجية السعودية يومها.
كما دعت السعودية بشار الأسد إلى حضور القمة العربية التي استضافتها مدينة جدة في مايو 2023، لتكون المرة الأولى التي يشارك فيها منذ قمة 2010.
وأعلنت السعودية في التاسع من سبتمبر 2024، افتتاح سفارتها في دمشق بحفل أقامته بحضور مسؤولين في سوريا.
وقال القائم بأعمال سفارة المملكة لدى سوريا عبدالله الحريص “أعلن هذا المساء وبشكل رسمي إعادة افتتاح أعمال سفارة المملكة العربية السعودية في الجمهورية العربية السورية، دعما وتعزيزا للعلاقات المتبادلة بين البلدين”.
وأضاف الحريص “في هذه المناسبة أؤكد حرص سفارة المملكة العربية السعودية على المضي قدما، وبذل كافة الجهود لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين”، معتبرا “هذا اليوم لحظة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين”.
بدوره، وصف السفير السوري لدى السعودية محمد أيمن سوسان العلاقات السعودية – السورية بـ”الإيجابية”، مشيرا إلى أنها تشهد تطورا مستمرا تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، إذ تأتي في مقدمتها أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على الأسس والقيم، بجانب التكاتف والتعاون في صون الأمن والاستقرار.