إعادة انتخاب عبدالله ديني رئيسا لبونتلاند يزيد من عزلة مقديشو

بونتلاند تقيم علاقات متوترة مع جمهورية أرض الصومال المجاورة، لكن مصالحهما قد تلتقي في مواجهة رغبة مقديشو في فرض سلطتها عليهما بالقوة.
الثلاثاء 2024/01/09
دافع بشدة عن الحكم الذاتي

مقديشو- أعيد انتخاب سعيد عبدالله ديني الاثنين لولاية من خمس سنوات رئيسا لولاية بونتلاند، المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي شمال شرق الصومال، وهو ما من شأنه أن يزيد من عزلة مقديشو التي لديها علاقات متوترة مع بونتلاند ومع أرض الصومال في الوقت نفسه.

وقد وقع انتخاب ديني بعد أيام من التوتر الذي يسود علاقة الصومال مع جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) إثر عقد اتفاق مع إثيوبيا يوفر لها منفذا على البحر الأحمر، وهي الخطوة التي دفعت مقديشو إلى الاحتجاج بقوة.

ورغم المشاكل بينها وبين أرض الصومال ظلت بونتلاند عازلا جغرافيا مستقرا يفصل أرض الصومال عن بقية الصومال، وتدفع بدورها إلى صيغة لإنهاء الهيمنة “السيادية” التي تمارسها حكومة مقديشو ما يفتح الباب لاعتراف عالمي باستقلال المقاطعتين، أو تثبيت أركان حكم ذاتي بصلاحيات واسعة لهما.

ويساعد الاهتمام الدولي بمنطقة القرن الأفريقي وتأمين مواقع على البحر الأحمر كلا من بونتلاند وأرض الصومال على بناء علاقات خارجية اقتصادية وتجارية بشكل منفصل عن الصومال، ويجعلهما في غنى عنه.

بونتلاند تمثل عازلا جغرافيا مستقرا لأرض الصومال، وتدفع إلى صيغة لإنهاء الهيمنة "السيادية" التي تمارسها مقديشو

وأظهر ديني بانتظام خلافاته مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو ودافع بشدة عن الحكم الذاتي سياسيّا واقتصاديا لبونتلاند التي تتمتع بموارد كبيرة بفضل ميناء بوصاصو.

وكان ديني (58 عاما) انتخب في 2019 رئيسا لهذه المنطقة الغنية بالنفط التي أعلنت حكمها الذاتي في 1998، وأعاد البرلمان الإقليمي انتخابه بعد تجديد أعضائه قبل أسبوع من قبل ممثلي العشائر المحلية.

وقال في كلمة ألقاها بعد إعلان النتائج “بفضل الله أنهينا العملية الانتخابية بشكل سلمي”، داعيا إلى “نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة” و”العمل من أجل السلام والتنمية”.

وكانت هذه الانتخابات التشريعية والرئاسية في قلب التوترات مع المعارضة التي اتهمت الرئيس المنتهية ولايته بالرغبة في تعديل دستور بونتلاند للبقاء في السلطة.

وأدى القتال بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات الأمن إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في العاصمة الإقليمية غاروي في يونيو الماضي.

في البداية كان من المفترض أن يتم تنظيم هذه الانتخابات بالاقتراع المباشر، لكنها أُجريت وفقا للنظام التقليدي غير المباشر القائم على العشائر، بناء على طلب المعارضة.

وقبل خمسة أشهر نظمت المنطقة انتخابات محلية وفقا لمبدأ “شخص واحد، صوت واحد”، هي الأولى منذ 1969 في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي الذي مزقته عقود من الحرب الأهلية وتمرد الإسلاميين المتطرفين من حركة الشباب.

وتقيم بونتلاند علاقات متوترة مع جمهورية أرض الصومال المجاورة التي أعلنت استقلالها. لكن مصالحهما قد تلتقي في مواجهة رغبة مقديشو في فرض سلطتها عليهما بالقوة.

pp

وفي هذه المنطقة التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الصومال في عام 1991، تطالب بونتلاند بمنطقة سول التي شهدت كبرى مدنها لاس عانود العام الماضي معارك عنيفة بين ميليشيا عشائرية وقوات أرض الصومال أوقعت ما لا يقل عن 210 قتلى.

وقبل أيام وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم تاريخية مع أرض الصومال تمهد الطريق لبناء قاعدة عسكرية وتطوير ميناء بربرة على البحر الأحمر ما يخدم مصالح أديس أبابا ويجعلها غير حبيسة ويحررها من ابتزاز إريتريا منذ استقلال أسمرة في مطلع التسعينات.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عبر منصة إكس الاثنين أن الاتفاق “سيفتح الطريق لتحقيق تطلعات إثيوبيا في ضمان وصولها إلى البحر وتنويع منافذها إلى الموانئ البحرية”.

وأعلنت وزارة خارجية أرض الصومال أن الاتفاق التاريخي يضمن وصول القوات البحرية الإثيوبية إلى البحر الأحمر في مقابل الاعتراف الرسمي بجمهورية صوماليلاند، ما يشكل محطة دبلوماسية مهمة لدعم الاعتراف الخارجي بجمهورية أرض الصومال. ووصف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مذكرة التفاهم بأنها “غير مشروعة وانتهاك صارخ للقوانين الدولية ولا يمكن تنفيذها”.

1