إطلاق شركة للذكاء الاصطناعي تحت إدارة صندوق الثروة السعودي

الرياض - أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شركة هيوماين كإحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة)، بهدف تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في القطاع.
وستعمل هيوماين، التي لم يتم الكشف عن رأس مالها، على دعم وتنسيق مختلف المبادرات المتعلقة بمراكز البيانات والأجهزة، وتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وإلى جانب ذلك ستوفر منظومة متكاملة للحلول المرتبطة بالاقتصاد الرقمي في مختلف القطاعات الإستراتيجية، مثل الطاقة والرعاية الصحية والصناعة والخدمات المالية.
وتتطلع السعودية إلى أن تصبح مركزا للذكاء الاصطناعي، بينما تستعد لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 100 مليار دولار مختص بالذكاء الاصطناعي تحت اسم “بروجكت ترانساندنس”، في إطار سعيها لتطوير مركز تكنولوجي يعزز المنافسة إقليميا وعالميا.
وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة في منشور على منصة إكس، إن إطلاق “هيوماين رسالة واضحة بأن المملكة ماضية في تعزيز مكانتها وريادتها في الذكاء الاصطناعي وعزمها على التوسع والنمو الإقليمي والعالمي مع شركائنا.”
ووفقا لبيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ستقوم هيوماين التي يرأس ولي العهد مجلس إدارتها، بتقديم أحدث نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتطوير أحد أفضل النماذج اللغوية الكبيرة باللغة العربية.
كما ستركز على الجيل الجديد من مراكز البيانات، والبنية التحتية للحوسبة السحابية، كما ستعمل الشركة على تمكين وتعزيز القدرات في مجال تطوير وتقديم تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي محليا وإقليميا ودوليا، وفتح آفاق جديدة في الاقتصاد الرقمي.
ومثل جارتها الإمارات عملت السعودية مبكرا على التقنيات المتقدمة، إذ أطلقت الحكومة بنهاية 2020 الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
ومكنها هذا التوجه من تبوّء المرتبة الأولى عالميا على مؤشر الإستراتيجية الحكومية ضمن التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن تورتواز إنتلجنس العام الماضي.
وكانت السلطات قد أسست شركة آلات بهدف بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي يُتوقع أن يصل حجم أعمالها إلى 460.5 مليار دولار بحلول 2033.
كما أطلقت في وقت سابق نظام “علام” وهو نموذج لغوي عربي، وأتاحته على منصة أمازون أزور السحابية.
وتهدف إستراتيجية الصندوق في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز تنافسية المملكة عالميا، وذلك في إطار أهدافه بدعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي محليا.
وتصدرت السعودية معيار الإستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي عالميا على المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي 2024.
ويعمل صندوقها السيادي وعدد من شركات محفظته على تعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي عبر الاستثمار والشراكات الدولية، مع الاستفادة من المزايا التي يتمتع بها البلد، ومنها الموقع الجغرافي بين ثلاث قارات، مما يسهّل الربط بين شبكات التواصل ويتيح سرعة معالجة كميات ضخمة من البيانات.
هيوماين التي يرأس ولي العهد مجلس إدارتها ستقدم أحدث نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتطوير أحد أفضل النماذج اللغوية الكبيرة باللغة العربية
وبحسب البيان “ستسهم معدلات النمو الاقتصادي المتزايدة، وارتفاع نسبة فئة الشباب المهتمين بالتقنيات الحديثة في المملكة، في دعم عمليات بناء القدرات والبحث والابتكار في الذكاء الاصطناعي.”
وخلال النسخة الثامنة لمنتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في أكتوبر الماضي أبرم صندوق الثروة وغوغل كلاود، شراكة إستراتيجية لإطلاق مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، بالقرب من مدينة الدمام، بالمنطقة الشرقية في السعودية.
ومن المتوقع أن يضيف المركز نحو 71 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للسعودية في 8 سنوات، ويحقق تطلعاتها في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وترسيخ موقعها كمركز عالمي بهذا المجال مستقبلا.
وفي فبراير الماضي، قال وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم إن بلاده تتبنى ثلاثة محاور في الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن سعيها لجذب المبتكرين والمستثمرين للمساهمة في تنمية هذه التكنولوجيا الثورية.
ويتمثل المحور الأول في أن تصبح السعودية مستثمرا إستراتيجيا وماليا ناجحا في التقنية، والثاني أن تكون جزءا من سلسلة القيمة العالمية.
أما المحور الثالث فهو أن يصبح القطاعان العام والخاص وحتى مجتمع المنظمات غير الحكومية مستخدمين مؤثرين لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي.