إطلاق "سي.أن.أن الاقتصادية".. عصر الأخبار الاقتصادية التي تشكل التوجهات السياسية

وقّعت “الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية” ( آي.أم.أي) و”سي.أن.أن العالمية التجارية” (سي.أن.أن.آي.سي) اتفاقية شراكة، يتم بموجبها إطلاق “سي.أن.أن الاقتصادية” لتكون منصة رقمية مختصة بالاقتصاد والمال والأعمال من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موجهة إلى الناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، على أن تبدأ المنصة الجديدة أعمالها في الربع الأخير من العام الحالي.
دبي - تستعد صحيفة “الرؤية”، إحدى أهم الصحف الإماراتية، لإنهاء مسيرتها الصحافية بعد 13 عاما من إطلاقها. وتغلق الصحيفة أبوابها في الربع الرابع من العام الحالي للتحول إلى العمل الاقتصادي ضمن شبكة سي.أن.أن، وذلك بعد الشراكة التي وقعتها “الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية” (آي.أم.آي) و”سي.أن.أن العالمية التجارية” (سي.أن.أن.آي.سي)، ويتم بموجبها إطلاق “سي.أن.أن الاقتصادية” في الربع الرابع من العام الحالي.
وستكون “سي.أن.أن الاقتصادية” منصة رقمية مختصة بالاقتصاد والمال والأعمال من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موجهة إلى الناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، على أن تبدأ المنصة الجديدة أعمالها في الربع الأخير من العام الحالي.

نارت بوران: عدد المنصات العربية المتخصصة بالأخبار الاقتصادية قليل جدا
وستوفر منصة “سي.أن.أن الاقتصادية”، والتي ستقوم بتطويرها وإدارتها الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية” (آي.أم.آي) بالشراكة مع “سي.أن.أن”، محتوى اقتصاديا باللغة العربية يقدم للجمهور أحدث المعلومات والتحليلات المتعلقة بالاقتصاد والأعمال، وسيركز المحتوى على الأخبار الاقتصادية العالمية والإقليمية والتحليلات والتقارير عن الأعمال وأخبار الشركات والمؤسسات والصناعة والتكنولوجيا والأسواق.
وستستفيد “سي.أن.أن الاقتصادية” من الباع الطويل والخبرة الرقمية الواسعة لشركة “آي.أم.آي” في إنتاج أخبار الاقتصاد والأعمال باللغة العربية. وستحل المنصة الرقمية الجديدة محل صحيفة “الرؤية” الإخبارية، التابعة لـ”آي.أم.آي”، للاستفادة من خبرتها الكبيرة والواسعة في مجال الأخبار عموما، وبشكل خاص تميزها في مجال الأخبار الاقتصادية والمالية، حيث تعتبر مزودا موثوقا للمعلومات في عالم المال والأعمال. وتعد هذه الخطوة جزءا من خطة الاستثمار لشركة “آي.أم.آي” الرامية إلى تقديم المحتوى الرقمي والارتقاء بالمادة الإخبارية المتميزة.
وستتيح هذه الشراكة لمنصة “سي.أن.أن الاقتصادية” الاستفادة من المواد والإمكانات الإخبارية لشبكات سي.أن.أن العالمية المنتشرة حول العالم، كما ستتاح للمنصة الاقتصادية الجديدة الاستفادة من المواهب الوظيفية، والتدريب والاستشارة من قبل سي.أن.أن.
وقال نارت بوران، الرئيس التنفيذي لـ”الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية” إن “هناك ما يزيد على 430 مليون ناطق بالعربية في العالم، ولكن عدد المنصات باللغة العربية المتخصصة بالأخبار الاقتصادية ذات المستوى الرفيع قليل جدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
ولا تزال الصحافة الاقتصادية العربية محدودة الأهمية، لأنّ الاقتصاد ربما لا يشكل أولوية للمواطن العربي وإنما “السياسة” هي الأهم، الأمر الذي يفسّر وضع صحافة المال والأعمال في العالم العربي. ويذكر أنه في الوقت الذي لا تحتل فيه الصحافة الاقتصادية الأولوية في المنظومة الصحافية العربية، مقارنة بالصحافة السياسية أو الرياضية، تفرد القنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة الغربية حيزًا مهما للاقتصاد، لأنه يشكل مادة أساسية للجمهور الغربي على اختلاف طبقاته. وتوجد في الدول الغربية صحافة اقتصادية متخصصة.
ويُشدّد خبراء في العالم العربي على أنّ الإعلام الاقتصادي بالأهمية التي تجعل تقديمه بطريقة صحيحة وجذابة؛ وبمحتوى موضوعي غير متحيز يستطيع أن يُغيّر حياة الكثير من الناس بلا أي مبالغة.
وقال أشرف إبراهيم، الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد، وهو مُقدِّم برنامج المخبر الاقتصادي، ويصل متابعو قناته على يوتيوب إلى أكثر من مليون مشترك “يفترض أن يحتلّ الإعلام الاقتصادي المركز الأول في اهتمامات الجمهور”.
وتابع “لكنّ نسبة كبيرة من الجمهور لا تدرك ذلك، بمعنى أن الإعلام الاقتصادي لطالما ارتبط وما يزال في أذهان الناس بأرقام جافة ونسب مئوية وشركات كبرى وأشياء لا علاقة لهم بها، بالتالي نجد أنه يقع في مرتبة متأخرة قليلًا في اهتمامات الجمهور الفعلية مقارنة بمجالات أخرى ترفيهية وسياسية وصحية وغيرها”.
وأشار بوران بأن “استطلاع رأي الشباب العربي” الأخير أظهر أن 79 في المئة من المواطنين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما يتلقون أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي، وقال “نظرا إلى أهمية أخبار الاقتصاد في تفسير وتحليل الحقائق الاقتصادية وكيفية تأثيرها على الاقتصاد العالمي، فقد كان من الضروري إنشاء مصدر متخصص موثوق ورفيع المستوى للأخبار الاقتصادية موجه لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والناطقين باللغة العربية”.
وقال فيل نيلسون، الرئيس التنفيذي للعمليات في “سي.أن.أن العالمية التجارية” إن “لدى سي.أن.أن تاريخا طويلا من العمل مع شركاء حول العالم لاستقطاب جمهور أوسع إلى النموذج الفريد للأخبار والمعلومات الذي تمثله سي.أن.أن”، مشيرا إلى أن إطلاق منصة سي.أن.أن الاقتصادية سيشكل تطورا بارزا مكملا لما تقدمه منصة “سي.أن.أن بالعربية” حاليا، ما يعزز حضورنا الرقمي في أوساط جمهور إحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم.

راني رعد: دور العلامات التجارية الإخبارية المسؤولة أصبح أكثر أهمية
وتسعى “سي.أن.أن الاقتصادية” إلى أن تصبح المصدر الموثوق الأكثر شمولا لأخبار الاقتصاد والمال والأعمال باللغة العربية في العالم، وستنضم إلى شبكة من عشرة شركاء للعلامة التجارية سي.أن.أن تعمل حاليا بموجب اتفاقية ترخيص بدول متعددة حول العالم. وستكون المنصة مكمّلة لـ”سي.أن.أن العربية”، المملوكة والمدارة من قبل سي.أن.أن، والتي أتمت عامها العشرين.
ويناير الماضي احتفلت سي.أن.أن العربية بمرور 20 عاما على إطلاقها لأول مرة في عام 2002 كخدمة إخبارية رقمية مقرها مدينة دبي للإعلام.
واختتمت قناة سي.أن.أن العربية أكبر زيادة لها على الإطلاق في عام 2021 في جمهورها اليومي، والذي نما بنسبة تزيد عن 150 في المئة في السنوات الست الماضية، بسبب مزيج غني من الفيديو على الهاتف المحمول والأخبار التفاعلية والمكتوبة التي يتم تسليمها إلى الجماهير الرقمية الناطقة باللغة العربية. وقالت دراسة إنه “في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي للجمهور العربي مستويات عالية من عدم الثقة في الأخبار، لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي، تتمتع سي.أن.أن العربية بمستويات عالية من الثقة، حيث سجلت أكثر من ثلاثة أضعاف متوسط تصنيف الثقة”.
وقال راني رعد، رئيس العمليات في “سي.أن.أن العالمية التجارية”، “عندما أطلقنا سي.أن.أن العربية قبل 20 عاما، لا أعتقد أن أي شخص كان يتصور التغييرات التي سيمر بها العالم خلال العقدين التاليين. في ذلك الوقت، تغير الدور الذي يلعبه العالم الناطق بالعربية في المشهد الجغرافي السياسي العالمي بشكل كبير، وتطورت دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقع مقر سي.أن.أن العربية، كلاعب إستراتيجي رئيسي في الاقتصاد العالمي”.
وأضاف “لقد أصبح دور العلامات التجارية الإخبارية أكثر أهمية في عالم مليء بالمعلومات المضللة، وسنستمر في خدمة الجمهور الناطق باللغة العربية بالأخبار التي يحتاجها لإبلاغه بأهم القرارات في حياته”.