إطلاق سراح عناصر حماس يعزز هواجس إسرائيل تجاه السلطة السورية

هيئة البث العبرية تتحدث عن اتجاه "مثير للقلق" يقوده الرئيس السوري ومنه الإفراج عن عناصر حماس والجهاد الإسلامي.
الأربعاء 2025/04/02
إطلاق سراح عناصر حماس "إشارة غير ودية"

دمشق - تنظر إسرائيل بقلق إلى خطوة دمشق إطلاق سراح جميع عناصر حركة حماس التي اعتقلتها السلطات السورية السابقة، وترى أنها "إشارة غير ودية"، وتعزز موقفها المتحفظ عليها. ومنذ صعود هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا عقب نجاحها وحلفائها في الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، لا يتوانى المسؤولون الإسرائيليون عن التعبير عن قلقهم، بالنظر إلى الخلفية الجهادية للهيئة.

ونقلت هيئة البث العبرية الثلاثاء، عن مصدر أمني إسرائيلي (لم تسمه)، قوله إن تل أبيب لاحظت اتجاها “مثيرا للقلق” يقوده الرئيس السوري أحمد الشرع. وأضاف المصدر “الرئيس الشرع إسلامي يرتدي ربطة عنق، وهو عدو ومتشدد وليس شريكا في الحوار.” وتابع “نحن نفهم أن الجولاني (الشرع) عدو يحاول بيع صورة جديدة للغرب، بينما يعمل في الوقت نفسه على تقويض أمن إسرائيل.”

وقالت هيئة البث إن “الشرع أفرج عن جميع عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين اعتقلوا خلال فترة حكم بشار الأسد، ومنهم من انخرط في العمل الإرهابي ضد إسرائيل.” وكان النظام السوري السابق قد اعتقل عناصر تابعة لحماس إبان اندلاع الأزمة في عام 2011، على  خلفية قرار الحركة الفلسطينية الانحياز إلى المعارضة.

ورغم أن حركة حماس تراجعت عن موقفها في السنوات الماضية، حافظ الأسد على مسافة فاصلة بينه وبين الحركة، وأبقى على عناصرها في السجون، إلى حين انهيار حكمه. ويعتبر مراقبون أن إسرائيل ترى أن إطلاق سراح هؤلاء يشكل تهديدا مستقبليا لها، إلى جانب تخوفها من إمكانية أن تنجح إيران في إعادة ترميم نفسها هناك.

◙ إسرائيل ترى أن إطلاق سراح عناصر حماس يشكل تهديدا مستقبليا لها إلى جانب تخوفها من إمكانية أن تنجح إيران في إعادة ترميم نفسها هناك

وقالت هيئة البث إن “إيران بدأت البحث عن طريقة للبقاء في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، ويتمثل أحد الحلول في دعم خلايا حماس والجهاد الإسلامي داخل سوريا.” وأشارت إلى أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس علَّق على أحداث العنف التي اجتاحت الساحل السوري الشهر الماضي، قائلا إن “الجولاني كشف عن وجهه الحقيقي بعدما خلع القناع الذي يرتديه.”

وفي السادس من مارس الماضي شهدت منطقة الساحل السوري توترا أمنيا أعقبته عمليات انتقامية استهدفت مدنيين من الأقلية العلوية، وقد أثارت تنديدا واسعا. ولفتت إلى أن يسرائيل كاتس شدد -في أكثر من مرة- على أن إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد من سوريا. وتشن إسرائيل منذ أشهر، بوتيرة شبه يومية، غارات جوية على سوريا، وتدمر مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، في المقابل تبدي الإدارة السورية الجديدة حرصا على عدم الرد، والاكتفاء ببيانات التنديد والشجب.

ويرى متابعون أن موقف الإدارة السورية الجديدة يمكن تفهمه، إذ تسعى الأخيرة إلى كسب ود المجتمع الدولي ولاسيما الإدارة الأميركية، وتدرك أن أي عمل تجاه إسرائيل قد يبدد جهودها. ويشير المتابعون إلى أن من بين نقاط تحفظ إسرائيل على الإدارة السورية الجديدة التأثير التركي. وباتت أنقرة اللاعب رقم واحد على المسرح السوري منذ الإطاحة بالأسد التي ما كانت لتتحقق لولا الدور التركي.

وأكد موقع “واي نت” الإسرائيلي أن تركيا لم تعد تقتصر على كونها طرفًا في معادلات الشرق الأوسط، بل تسعى لتشكيلها بنفسها. ووفقًا للموقع أصبحت تركيا أكثر تهديدًا من إيران، حيث يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إنشاء قواعد تركية في قلب سوريا. وأشار الموقع إلى أنه في حال فشلت إسرائيل في تشكيل جبهة شمالية قوية، فإن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب بالوكالة بين تركيا وإسرائيل.

ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

وقد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق ببقاء إسرائيل في موقع جبل الشيخ الإستراتيجي على الحدود السورية إلى حين التوصل إلى ترتيب مختلف. وقال نتنياهو في تصريح آخر إن بلاده “لن تسمح بوجود أي قوات عسكرية، سواء كانت تابعة للجيش السوري الجديد أو للفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام،  في أي منطقة جنوب العاصمة السورية دمشق.”

2