إطلاق سراح الفاخوري يطيح برئيس المحكمة العسكرية اللبنانية

بيروت - تسببت عملية إطلاق سراح عامر الفاخوري المتهم بالعمالة لإسرائيل وتعذيب سجناء لبنانيين بالاطاحة برئيس المحكمة العسكرية اللبنانية من منصبه، وذلك بعد جدل واسع في لبنان بشأن "الصفقة" التي تمت وراء إكمال هذه العملية.
وأعلن رئيس المحكمة العسكرية في لبنان العميد الركن حسين عبدالله تنحيه عن منصبه في أعقاب ردود الفعل المنددة بقراره إسقاط التهم عن الفاخوري، في حين رحب الرئيس الأميركي بخطوة الإفراج وأكد أنه في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وقال الرئيس الأميركي أثناء مؤتمر صحافي مخصص لأزمة فايروس كورونا المستجدّ، "عملنا بجدّ لتحريره"، مضيفا "أشكر الحكومة اللبنانية التي عملت معنا"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
فيما تداول اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للطائرة الأميركية التي حطت في بلدة عوكر بجبل لبنان لنقله إلى الولايات المتحدة عبر قبرص وسط صمت حكومي مطبق.
وتنحى العميد الركن عبدالله عن مهامه في رئاسة المحكمة، وذلك في كتاب رفعه إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون، على خلفية الحملة التي تعرض لها مع أعضاء هيئة المحكمة، على إثر القرار الذي أصدره في قضية الفاخوري.
وقال العميد عبدالله في كتاب التنحي"احتراماً لقسمي وشرفي العسكري، أتنحى عن رئاسة المحكمة العسكرية، التي يساوي فيها تطبيق القانون".
وأصر العميد عبدالله، بحسب ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام، على قرار التنحي، على أن يستمر مؤقتا في تسيير الأمور الإدارية في المحكمة إلى حين تعيين الرئيس البديل، على أن يتولى رئيس المحكمة الرديف البت بالأمور القضائية.
وكانت المحكمة العسكرية في لبنان برئاسة العميد عبد الله، قد أصدرت الإثنين الماضي حكما قضى بكف التعقبات عن الموقوف الفاخوري، في قضية خطف مواطنين لبنانيين واعتقالهم وتعذيبهم داخل سجن الخيام، ما أدى إلى وفاة اثنين منهم.
واعتبرت المحكمة في حكمها أن الجرائم المسندة إلى المتهم الفاخوري، لجهة تعذيب سجناء في العام 1998، سقطت بمرور الزمن العشري، وقررت إطلاق سراحه فورا ما لم يكن موقوفاً بقضية أخرى.
ويلاحق الفاخوري بملف آخر أمام قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي، في الدعوى المقامة ضده من عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام، بجرم اعتقالهم وحجز حريتهم وتعذيبهم، الا أن قاضي التحقيق لم يستجوب الفاخوري بعد بسبب وضعه الصحي، ولم يصدر مذكرة توقيف بحقه.
وكان قاضي الأمور المستعجلة في النبطية القاضي أحمد مزهر قد أصدر الثلاثاء الماضي قرارا قضائياً قضى بمنع العميل الفاخوري من السفر خارج الأراضي اللبنانية جواً وبحراً وبراً لمدة شهرين من تاريخ القرار الراهن.
وأوقفت المديرية العامة للأمن العام اللبناني في سبتمبر الماضي الفاخوري، وهو آمر معتقل الخيام ( جنوب لبنان) السابق عندما كان الجنوب محتلاً من قبل إسرائيل وقبل تحريره عام 2000 . وتم اعتقال الفاخوري بتهمة العمالة لإسرائيل.
وتحدثت معلومات غير رسمية الخميس عن قيام السفارة الأميركية بتهريب العميل الفاخوري بواسطة مروحية إلى خارج لبنان.
وأثار قرار إطلاق سراح الفاخوري الذي يلقبه اللبنانيون بـ"سفاح" معتقل الخيام، جدلا واسعا في البلاد، يذكر فيما لا يزال المئات من الموقوفين المتهمين بصلات مع متشددين إسلاميين سجناء من دون محاكمات.
ويحمل الفاخوري الجنسية الأميركية وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا طلبت من الرئيس ميشال عون إطلاقه، علما أنه كان أقام لسنوات في الولايات المتحدة بعد تحرير الجنوب.