إطلاق تحالف جديد للتصدي للنقص العالمي في البذور الزراعية

لندن - أُعلن الأربعاء عن إطلاق تحالف للتصدي للنقص العالمي في البذور الزراعية مع توسيع نطاق عمليات إعادة التشجير، لتحقيق أهداف مزدوجة تتمثل في زيادة المحاصيل ذات الجودة العالية، وفي الوقت ذاته المساعدة في مسح البصمة الكربونية.
وانضمت كل من تيرافورمايشن وأميركان فوريستس وإيكوسيستم ريستورايشن كامبس ووان تري بلانتد إلى تحالف سيد تو فوريست (من البذور إلى الغابات)، فيما باتت ون.تي أورغ الأميركية شريكا استشاريا.
وتأتي الخطوة في الوقت الذي تنشر فيه تيرافورمايشن المراجعة العالمية الأولى للبنية التحتية لبنوك البذور، التي تعدّ فائقة الأهمية لمعالجة النقص في هذه المادة.

ويعتمد الباحثون على المواد الجينية المتنوعة التي تخزنها بنوك البذور لتربية نباتات يمكنها مقاومة تغير المناخ أو الأمراض.
وازدادت أهمية ذلك لضمان إنتاج ما يكفي من الغذاء كل موسم لإطعام 7.9 مليار شخص في وقت أصبح فيه الطقس في العالم أكثر قسوة.
وقال ييشان وونغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لتيرافورمايشن، "لا تنبثق الحلول المناخية الدائمة إلا عن العمل الجماعي، الذي يقوم به مختلف أصحاب المصلحة".
وأضاف "متحمسون للعمل مع المنظمات ذات الخبرة والتأثير والتصميم ليكون لنا أثر حقيقي على إعادة تشجير الغابات في جميع أنحاء العالم".
وأوضح أن إعادة إحياء المنظومة البيئية المتمثلة في زراعة النباتات المناسبة في الأماكن المناسبة تشكل الحل الأكثر فاعلية وقابلية للتطوير الفوري لاحتجاز الكربون.
وتابع وونغ إنه "من خلال تضافر جهودنا، يمكننا أن نعيد إحياء مستقبل كوكبنا بالحفاظ على أحد أهم مواردنا في صميم عملية الإحياء وهي: البذور".
ويهدف التحالف الذي ينطلق خلال أسبوع المناخ في نيويورك لعام 2022، إلى دعم التنوّع البيولوجي وإعادة التشجير من خلال توفير شبكة لربط الفرق المسؤولة بالدعم المالي والتقني الضروريين لعملها.
ومن المتوقع أن يساهم الأعضاء الذين يشملون الشركات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية، في توفير الأبحاث والقيادة الفكرية لتسريع جهود إعادة التشجير وتبادل النتائج وأفضل الممارسات والخبرات.
ويقول المختصون إن ذلك سوف يسهم في مساعدة حركة إعادة التشجير للتغلب على أكبر العوائق.
وفي البداية، سيركز التحالف على مشكلة عدم كفاية إمدادات البذور باعتبارها عائقا أمام إعادة التشجير على نطاق واسع.
ويسلط البحث الجديد الذي نشرته تيرافورمايشن الضوء على كمية التحديثات التي تحتاجها البنية التحتية الحالية لبنوك البذور في العالم لتلبية أهداف إعادة التشجير العالمية.
وخلال الأعوام الأخيرة، التزمت الشركات العالمية بزراعة أكثر من 3.6 مليار شجرة في إطار خططها للاستدامة.
وكذلك، تعهّد المشاركون في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب - 26" بتخصيص استثمارات خاصة بقيمة 7.2 مليار دولار لحماية الغابات وإعادة إحيائها.
لكن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها دون الاستثمار والابتكار في البنية التحتية العالمية لبنوك البذور.
ويقول كيفن أوهارا رئيس منصة ون.تي أورغ في شركة أميركان فوريستس إن تحالف سيد تو فوريست سيسهم في زيادة إمدادات البذور ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل وفي جميع أسواق العالم.
ويسلط تقرير تيرافورمايشن الذي جاء بعنوان "ذا جلوبال سيد بنك إندكس" (مؤشر بنك البذور العالمي) الضوء على الحاجة الملحة إلى بناء شبكة بنوك البذور العالمية.
◙ النتائج الرئيسية تشمل وجود 410 بنوك للبذور في 96 دولة تخزن الأنواع المحلية لإعادة إحياء المنظومة البيئية لكن الحاجة تشتد إلى المزيد منها في جميع البلدان تقريباً
وقدّم الخبراء في التقرير تحليلا حول عدد بنوك البذور اللازمة لتلبية "إمكانات إعادة إحياء الغابات العالمية"، والمحددة على أنها مساحة من الأراضي المتاحة للإصلاح البيئي في العالم.
ووجد البحث أن شبكة بنوك البذور اللامركزية العالمية من شأنها تحسين النتائج المتوخاة من إعادة إحياء الغابات بشكل كبير، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وإفادة المجتمعات المحلية.
وتشمل النتائج الرئيسية وجود 410 بنوك للبذور في 96 دولة تخزن الأنواع المحلية لإعادة إحياء المنظومة البيئية، ولكن الحاجة تشتد إلى المزيد منها في جميع البلدان تقريباً.
وقال معدو التقرير "يمكن أن يساعد إنشاء المزيد من البنوك الإقليمية للبذور في تلبية الحاجة إلى هذه الموارد بكفاءة أكبر".
ولا تمتلك أكثر من نصف دول العالم بنوك بذور معروفة، في حين أن الولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل والصين تمتلك معظم بنوك البذور، إلا أنها تحتاج أيضا إلى استحداث المزيد منها لتلبية الإمكانات لإعادة إحياء الغابات في غضون عقد من الزمن.
وستحتاج حركة إعادة إحياء الغابات أيضا إلى تدريب مئات الآلاف من جامعي البذور الجدد للحفاظ على التنوع البيولوجي المهدّد بالانقراض واستعادته.
وتعد المناطق المدارية والنقاط الساخنة للتنوع البيولوجي مواقع ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى إمكانات بنوك البذور الإضافية نظرًا إلى تأثيرها على التنوع البيولوجي وتنظيم المناخ.
وترى تيرافورمايشن أنه من الضروري دفع الشركات للاستثمار في بنوك البذور لتنفيذ خططها للاستدامة، كما يمكن للدعم الحكومي على المستويات كافة المساعدة في إنشاء شبكة لامركزية مترابطة وقابلة للتطوير باستخدام بذور مرنة ومتكيفة محليا.