إصلاح التعليم في الكويت يسلك طريقه نحو التنفيذ العملي

إعادة تأليف وإصلاح المناهج يشكلان خطوة مهمة في الارتقاء بمخرجات النظام التعليمي في الكويت.
الجمعة 2025/05/23
إصلاح التعليم مطلوب بشدّة

الكويت- تعمل السلطات الكويتية على وضع إصلاح قطاع التعليم موضع التنفيذ العملي، ودخلت لأجل ذلك في ما يشبه السباق ضدّ الساعة لتطبيق جزء من الإصلاحات خلال السنة الدراسية الجديدة.

وتريد الكويت من خلال تكثيف جهود إصلاح المنظومة التعليمية تدارك ما فات من سنوات طويلة ظل خلالها إصلاح تلك المنظومة مطلوبا بشدّة نظرا لما أحدثه ضعف التعليم في البلد وتدني مستوى مخرجاته من نتائج سلبية تجلت في قلّة تخريج الكفاءات المطلوبة لإدارة العديد من القطاعات ومواصلة التعويل على العقول والكفاءات الواردة رغم ما يُصرف على العملية التعليمية من مبالغ طائلة لا تناسب بأي شكل حجم المخرجات والنتائج المتحقّقة.

وقالت وسائل إعلام محلية إنّ وزير التربية سيد جلال الطبطبائي، وجّه الخميس، بالبدء فورا في تأليف المناهج الجديدة لكل المواد الدراسية من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف التاسع عقب مراجعة واعتماد المصفوفات التعليمية المقدمة من فرق العمل التخصصية.

سيد جلال الطبطبائي: فرق العمل المختصة بتأليف المناهج ستتكون من كوادر وطنية من الميدان التربوي

ونقلت عن تأكيد الوزير خلال ترؤسه اجتماعا مع موجهي عموم المواد الدراسية أن عملية التأليف يجب أن تستند إلى معايير علمية وتربوية واضحة مع التركيز على الترابط الموضوعي والتكامل بين المواد الدراسية لاسيما بين مواد الاجتماعيات والتربية الإسلامية واللغة العربية بهدف ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية الكويتية في نفوس الطلبة.

كما شدد الوزير أيضا على أهمية امتداد هذا التكامل إلى المواد الفنية والمهارية مثل التربية الفنية والتربية الموسيقية والتربية البدنية من خلال أنشطة تطبيقية تعكس المفاهيم الأدبية والوطنية بصورة إبداعية وتفاعلية تسهم في تكوين شخصية متكاملة ومتزنة لدى المتعلمين.

وأوضح أن فرق العمل المختصة بتأليف المناهج ستتكون من كوادر وطنية من الميدان التربوي تشمل موجهين ومديري مدارس ورؤساء أقسام ومعلمين من أصحاب الكفاءة والخبرة بما يضمن إشراك كل الفئات التعليمية في هذه المهمة الوطنية.

ونبّه الطبطبائي إلى أن المشاركة في فرق تأليف المناهج تمثل واجبا وطنيا ومسؤولية تربوية مشتركة تعكس التزام المجتمع التربوي ببناء جيل واع ومؤهل علميا وفكريا.

ولفت إلى أهمية التنسيق المتكامل بين الإدارات المعنية بالمناهج ووضع آليات متابعة واضحة وخطة زمنية دقيقة لإنجاز عملية التأليف بما يضمن جودة المحتوى وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة على أن يتم عرض النسخ الأولية على مختصين من جهات خارجية لاعتمادها، تمهيدا لتنفيذها على مراحل مدروسة واستعدادا لتطبيقها في العام الدراسي المقبل.

وجدد تأكيده أن إعادة تأليف وإصلاح المناهج يشكلان خطوة مهمة في الارتقاء بمخرجات النظام التعليمي، مشددا على التزام وزارة التربية بتنفيذ رؤية شاملة تستند إلى توجيهات القيادة السياسية ومبادئ الدولة بما يعزز مكانة التعليم ويحقق تطلعات البلاد نحو إعداد جيل قيادي مبدع منتم لوطنه واع بحقوقه وواجباته وقادر على ممارسة المواطنة الفعالة التي تمكنه من النهوض في مستقبل وطنه.

3