إصابات قياسية بكورونا في أوروبا ومتحور جديد في أفريقيا ينذران بشتاء قاس

القدس - تدفع أعداد الإصابات القياسية بفايروس كورونا في أوروبا وبروز متحور جديد في جنوب أفريقيا ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى التأهب للسيناريو الأسوأ، بعد فترة هدوء نسبي جراء انحسار الوباء بفضل تسريع وتيرة اللقاحات وإجراءات التباعد الاجتماعي.
وتحولت أوروبا مجددا إلى بؤرة عالمية للوباء، فيما خفضت متحورة دلتا شديدة العدوى فاعلية اللقاحات في لجم انتقال المرض بنسبة 40 في المئة، على ما أفادت منظمة الصحة العالمية.
وسجلت ألمانيا الجمعة مستويات قياسية جديدة في الإصابات بالفايروس. وذكر معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية، أن عدد الإصابات الجديدة بكورونا التي تم تسجيلها في البلاد خلال الساعات الماضية بلغ 76414 حالة.
وينتظر أن تعتمد هولندا وبلجكيا اللتان تتعرضان لموجة شديدة من الوباء إجراءات جديدة الجمعة تهدف إلى لجم الإصابات، من بينها تمديد ساعات الإغلاق للأماكن العام.
وكانت العديد من الدول الأوروبية اضطرت إلى اتخاذ إجراءات مشددة، منها العودة إلى الإغلاقات وتقييد حركة المواطنين وفرض ارتداء الكمامة في محاولة لتخفيف الإصابات، ما أدى إلى احتجاجات اتسمت بالعنف في بعض الأحيان.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لاعتماد توصية جديدة بشأن السفر إلى الكتلة البالغ عددها 27 دولة، تتمثل في اشتراط الحصول على جرعة لقاح معززة بمجرد مرور أكثر من 9 أشهر على التطعيم.
وقال عالم الأوبئة بجامعة ميلانو كارلو لا فيكيا "كنا نعلم أن موجة الشتاء هذه ستأتي، لأن أمراض الجهاز التنفسي تزداد سوءا عندما يكون الجو باردا، ولأننا رأينا ما حدث في إسرائيل هذا الصيف عندما تراجعت فعالية اللقاح بسرعة أكبر من المتوقع".
ويثير الوضع الوبائي الخطير في أوروبا قلق دول العالم، ولاسيما منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي بدأت بعض بلدانها في اتخاذ خطوات عملية على أمل الحيلولة دون انهيار ما حققته الفترة الماضية من نجاحات على صعيد السيطرة على الوباء.
وسارع المغرب إلى اتخاذ جملة من التدابير، من بينها تعليق السفر إلى فرنسا اعتبارا من الأحد المقبل، مع ترجيحات بأن يشمل القرار لاحقا عددا من الدول الأفريقية، التي تحولت إلى بؤر لمتحور جديد من دلتا.
وعلقت البحرين الجمعة دخول المسافرين من 6 دول جديدة منها جنوب أفريقيا بسبب المخاوف من المتحور الجديد.
ويثير المتحور الجديد للفايروس الذي تم اكتشافه في جنوب أفريقيا القلق، خصوصا وأنه لا يعرف بعدُ مدى قدرته على مقاومة اللقاحات في ظل تقييمات أولية متشائمة.
ووضعت إسرائيل سبع دول أفريقية على القائمة الحمراء التي تمنع السفر منها، بسبب ظهور المتحور الجديد.
وكانت إسرائيل سباقة على الصعيد العالمي في تطعيم سكانها، لكنها شهدت انتكاسة وبائية في الأشهر الماضية، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن فاعلية اللقاحات.
وأدرجت وزارة الصحة الإسرائيلية كلا من جنوب أفريقيا وليسوتو وبوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق وناميبيا وإيسواتيني، ضمن القائمة التي يمنع على الأجانب القادمين منها دخول إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن الإسرائيليين العائدين إلى البلاد، بمن فيهم أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل، من أي دولة تعتبر الآن "حمراء" سيُطلب منهم الدخول في الحجر الصحي المؤسسي لمدة أسبوع.
كما أصدر بينيت "تعليمات بإجراء تقييم فوري بشأن وقف الرحلات الجوية من هذه الدول إلى إسرائيل والعكس، أو تنفيذ خطة مختلفة لمنع المتغير من الوصول إلى إسرائيل". وأكد أن نقاشا إضافيا سيجرى مساء الجمعة بشأن المتغير الجديد.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة أنه سوف يقترح هو الآخر وقف حركة السفر الجوي من جنوب القارة الأفريقية، في ظل تزايد المخاوف بشأن السلالة الجديدة التي تنتشر في تلك المنطقة.
وكانت بريطانيا قررت الخميس منع المسافرين من ست دول أفريقية من دخول أراضيها، بسبب نسخة المتحور الجديد التي يرجح أنها أكثر عدوى من سابقاتها.
وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد إن قرار الحظر سيشمل كل الرحلات الجوية الآتية من الدول الست، وهي جنوب أفريقيا وناميبيا وليسوتو وإيسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا، وذلك اعتبارا من الجمعة.
وأعلن علماء في جنوب أفريقيا الخميس اكتشاف متحور جديد من كوفيد - 19 في البلد الأفريقي الأكثر تضررا من الوباء، والذي يشهد زيادة جديدة في عدد الإصابات.
وصرّح عالم الفايروسات توليو دي أوليفيرا في مؤتمر صحافي "للأسف، اكتشفنا متحورا جديدا مثيرا للقلق في جنوب أفريقيا". وبحسب علماء جنوب أفريقيا الذين اكتشفوا سابقا متحورة بيتا، فإن متغير "B.1.1.529" لديه عدد "مرتفع جدا" من الطفرات.
ويحتوي المتحور المعروف باسم "B.1.1.529" على 32 طفرة في "بروتين سبايك"، وهو البروتين المسؤول عن تشكيل النتوءات الشوكية الموجودة على سطح فايروس كورونا، والتي تمنحه الشكل التاجي المعروف عنه.