إشارات إيجابية من الرياض وطهران لتهدئة التوترات

طهران - رحبت إيران بما أسمته تغييرا في النبرة السعودية بناء على التصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معتبرة أنّ مواقف كهذه يمكن أن تؤدّي إلى تدشين "فصل جديد" في العلاقة بين الخصمين الإقليميين.
وأدلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهذا التصريح بعد إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن بلاده تريد علاقات أفضل مع طهران.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قوله "من خلال الآراء البناءة والنهج المبني على الحوار، يمكن لإيران والسعودية كدولتين مهمتين في المنطقة والعالم الإسلامي، الدخول في فصل جديد من التفاعل والتعاون لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية من خلال تجاوز الخلافات".
وتأتي التصريحات الصادرة من طهران والرياض بعد تقارير عن عقد الطرفين اجتماعات غير معلنة في بغداد هذا الشهر، هي الأهمّ بينهما على المستوى السياسي منذ قطع المملكة علاقاتها مع إيران في مطلع 2016.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن الرياض لا تزال لديها مشكلة مع السلوك الإيراني الذي وصفه بالسلبي، لكن بلاده تريد علاقات جيدة مع إيران.
وتابع "في الأخير إيران دولة جارة وكلّ ما نطمح إليه هو أن تكون لدينا علاقة طيّبة ومميّزة معها".
وأضاف "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن تكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم إلى النمو والازدهار".
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أفاد مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي بأنّ وفدين رفيعي المستوى من إيران والسعودية التقيا في بغداد مطلع أبريل.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أول من نشر الأنباء عن هذا اللقاء، ووصفته بأنّه "أول مباحثات سياسية مهمّة بين البلدين" منذ انقطاع علاقاتهما الدبلوماسية.
ويأتي الحديث عن حراك دبلوماسي محتمل بين طهران والرياض، في وقت تجري فيه إيران مباحثات مع القوى الكبرى، سعيا لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018، وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية. وقامت الأخيرة بدورها بالتراجع عن تنفيذ العديد من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق 2015.
وأتى بيان الخارجية الإيرانية بعيد ساعات على اختتام الوزير محمد جواد ظريف جولة إقليمية شملت الدوحة وبغداد وأربيل ومسقط والكويت.
وكتب ظريف عبر تويتر أنّ جولته ركّزت على العلاقات الإقليمية، تزامنا مع مباحثات فيينا، مشيرا في تغريدة بالإنجليزية إلى وجود "مؤشرات على إشارات إيجابية في الأفق على المسارين".
وفي تغريدة منفصلة بالعربية، قال الوزير الإيراني إنّه "تزامنا مع مباحثات فيينا، قضيت خمسة أيام في أربع عواصم عربية جارة، أجريت فها مباحثات مثمرة مع أهلنا وأشقائنا، متجهين جميعا نحو بناء علاقات متينة ثنائية وإقليمية فاعلة".
وقطعت إيران والسعودية العلاقات الدبلوماسية في 2016، بينما تسعى الرياض لكبح أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط عبر وكلاء في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
كما تبدي السعودية قلقها من النفوذ الإقليمي لطهران، وتتّهمها بـ"التدخّل" في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وقدراتها الصاروخية.