إشادة أميركية بأداء السايح تمهد لانزلاق موعد الانتخابات الليبية

السفير الأميركي ريتشارد نورلاند يخيّر الدبيبة بين الاستمرار في منصبه أو المشاركة في الانتخابات.
الثلاثاء 2021/12/21
تخفيف الضغوط على مفوضية الانتخابات

طرابلس – قالت أوساط سياسية ليبية إن إشادة السفير الأميركي ريتشارد نورلاند بأداء مفوضية الانتخابات الإثنين جاءت تمهيدًا لإعلان انزلاق موعد الانتخابات قليلا إلى حين ترتيب موضوع قائمة الترشحات النهائية.

وبدت تصريحات نورلاند كما لو أنها محاولة للتخفيف من حدة غضب الليبيين على مفوضية الانتخابات التي يحمّلونها مسوؤلية تأجيل الانتخابات بسبب رفضها نشر القائمة النهائية للمترشحين.

وأعرب نورلاند -الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا- عن إعجابه بالاستعدادات التي شهدها خلال الزيارة التي قام بها إلى مركز اقتراع مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح.

وقال نورلاند على صفحته في تويتر “انبهرت بالاستعدادات للتصويت خلال الزيارة التي قمت بها إلى مركز اقتراع نموذجي” مع السايح والمدير الإقليمي للمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية دانيال روبنشتاين.

وجاءت زيارة نورلاند في ظل تقاذف جميع الأطراف داخليا وخارجيا مسؤولية تأجيلها؛ فبينما يرمي المجتمع الدولي الكرة إلى أطراف محلية يرفض كل من البرلمان والمفوضية تحمّل المسؤولية وإعلان التأجيل.

واستفز هذا الوضع الأوساط السياسية الليبية التي حمّلت المجتمع الدولي المسؤولية. وقال مقرر هيئة الدستور رمضان التويجر إن “الأمم المتحدة، وعبر مستشارة الأمين العام (ستيفاني ويليامز)، تدفع نحو عدم إقامة الانتخابات العامة في موعدها من خلال تصريحها الأخير الذي تحدثت فيه عن إمكانية أن يغير مجلسُ النواب الحكومةَ واستعداد المجتمع الدولي للاعتراف بالحكومة التي سيتم اختيارها إذا تعذرت الانتخابات العامة”.

رمضان التويجر: نتمنى من المفوضية أن تتحمل مسؤوليتها وتتحدث عما يحدث بصراحة

 وأضاف “نتمنى من المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية والظهور والحديث عما يحدث بصراحة حتى لا تكون كبش فداء لصراعات دولية ومحلية تقف وراء منع الليبيين من المضي قدما في العملية الانتخابية”.

وتابع “إن ما يحدث في ليبيا اليوم يثبت بما لا يدع مجالا للشك حالة الانحدار القيمي والأخلاقي الذي تعاني منه الدول المتصارعة حول ليبيا وضربها عرض الحائط بكل مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان واحترام سيادة الدول” .

وبدأت المخاوف من تأجيل الانتخابات تشتد منذ دخول سيف الإسلام القذافي على الخط، وأكد مراقبون حينها أن الغرب -وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا- لن يسمح بمشاركته وإن تطلب الأمر تأجيل الاستحقاقات.

ويحسب سيف الإسلام القذافي على روسيا التي أكدت في أكثر من مناسبة ضرورة عودة أنصار النظام السابق إلى الحكم.

ويقول المتابعون إن الولايات المتحدة تراهن اليوم على الانتخابات أكثر من أي وقت مضى بعد وصول عبدالحميد الدبيبة إلى رئاسة الحكومة. وتوصف حكومة الدبيبة بأنها نتاج تفاهمات روسية – تركية في حين تريد الولايات المتحدة سلطة منتخبة تراهن عليها في عدة ملفات، في مقدمتها الملف الأمني وإخراج مرتزقة فاغنر من البلاد.

وبات تأجيل الانتخابات أمرا شبه مؤكد منذ تعيين الدبلوماسية الأميركية ستيفاني ويليامز مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة معنية بالشأن الليبي، والتي وصلت إلى البلاد في الأسبوع الماضي وأجرت سلسلة من اللقاءات كان أبرزها لقاؤها مع عبدالحميد الدبيبة ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا بالإضافة إلى القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.

والتقى ريتشارد نورلاند الإثنين ستيفاني ويليامز وناقشا توحيد جهود الولايات المتحدة مع البعثة الأممية بخصوص “التحديات الحالية التي تعترض طريق الانتخابات”.

وقالت السفارة الأميركية الإثنين إن السفير نورلاند التقى الدبيبة وشاطره وجهة النظر الأميركية التي ترى أن على المترشحين القيام بحملاتهم الانتخابية بشكل منفصل عن مناصبهم العامة أو مكاتبهم.

ويؤكد بيان السفارة الأميركية ما يروج من أنباء منذ فترة يفيد فحواها بأن الانتخابات سيتم تأجيلها مع تعيين سلطة جديدة لإدارة أوضاع البلاد إلى حين موعد الانتخابات.

Thumbnail

ويتهم الدبيبة باستغلال منصبه والمال العام في حملة انتخابية مبكرة قام بها في الأشهر الماضية، من بينها تقديم منح للمقبلين على الزواج بقيمة 10 آلاف دولار ورفع رواتب العاملين في بعض القطاعات. وكان الدبيبة قد تعهد خلال مؤتمر جنيف بعدم الترشح للانتخابات لكن مفوضية الانتخابات قالت إن هذا التعهد غير ملزم قانونيا.

وطالب سبعة عشر مترشحا للانتخابات الرئاسية الليبية الاثنين المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بتزويدهم بتبريرات لعدم إجراء الاقتراع في الموعد المحدد، ما يشكل اعترافا ضمنيًا بأن ليبيا لن تشهد انتخابات رئاسية في الرابع والعشرين من ديسمبر.

ودعا المترشحون الـ17 المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في بيان إلى “نشر القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية”، طالبين توضيحات حول “أسباب عدم قيامها بذلك”، إضافة إلى توضيح أسباب عدم إجراء الانتخابات في “الموعد المحدد”.

وكانت المفوضية أعلنت مطلع الشهر الجاري تأجيل نشر القائمة النهائية للمترشحين للرئاسة، بسبب متطلبات فنية وقضائية لم توضح طبيعتها.

1