إسلاميو باكستان يواصلون التعبئة للإطاحة بحكومة عمران خان

الأزمة الاقتصادية تدفع الباكستانيين للعودة إلى الشارع  بقيادة رئيس "جمعية علماء الإسلام".
السبت 2019/11/02
الخبز يفرض تحالف الأضداد

دفعت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها باكستان الآلاف من المتظاهرين إلى الاحتشاد في العاصمة إسلام أباد، الجمعة، يقودهم حزب “جمعية علماء الإسلام” للمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء عمران خان بعد سنة من توليه مقاليد الحكم، مهددين بالتصعيد من خلال الاعتصام في العاصمة إلى حين تحقيق مطالبهم.

إسلام أباد - تجمّع الآلاف من المتظاهرين الإسلاميين في إسلام أباد، الجمعة، بعد مسيرة استمرت أياما في باكستان للمطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء عمران خان.

ويقود “المسيرة من أجل الحرية’’ المولى فضل الرحمن الذي يرأس “جمعية علماء الإسلام” أحد أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد.

ويدعو فضل الرحمن خصم رئيس الوزراء عمران خان منذ فترة طويلة، إلى استقالة خان وتنظيم انتخابات جديدة “حرة ونظامية”.

بقيت المدارس مغلقة لليوم الثاني على التوالي في المدينة التي تشلها اختناقات في حركة السير، بينما تم نشر 17 ألفا من أفراد قوات الأمن لتجنب أي فلتان.

وعلى الرغم من إغلاق عدد من محاور الطرق الكبرى بسبب توقف وسائل النقل، استمر تدفق المتظاهرين إلى المدينة طوال الصباح في انتظار توجيهات زعيمهم قبل صلاة الجمعة.

وتأتي هذه الاحتجاجات عقب فشل حكومة عمران خان في ترويض وإقناع زعيم جمعية علماء الإسلام رجل الدين القوي في باكستان، وهو ما أدى إلى استمراره في التعبئة ضد الحكومة.

وهددت الانقسامات التي بدت على مواقف الأحزاب السياسية حيال منظمي هذه المظاهرات بفقدان حجمها حيث كانت احترازات هذه الأحزاب تتركز بالأساس على الجمعية الإسلامية المنظمة للاحتجاجات.

شفاء يوسفزاي: رجل أتى وقال إن النساء لا يمكنهن المشاركة وعليهن الرحيل
شفاء يوسفزاي: رجل أتى وقال إن النساء لا يمكنهن المشاركة وعليهن الرحيل

وقال أبوسعيد خان الذي قدم من بيشاور عاصمة الإقليم الشمالي الغربي التي تبعد نحو مئتي كيلومتر عن العاصمة، “نحتجّ لإعادة هؤلاء القادة العاجزين إلى بيوتهم، أبناؤنا عاطلون عن العمل والمصانع تغلق أبوابها”.

وأضاف أنس خان وهو متظاهر “علينا دفعهم إلى مغادرة السلطة”. وتعد هذه المظاهرات أول حركة احتجاجية واسعة ضد حكومة عمران خان الذي وصل إلى السلطة صيف 2018 بعد اقتراع قالت المعارضة إنه تم التلاعب به.

ورفض المنظمون مشاركة نساء في التجمعات ما أثار انتقادات حادة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحدثت معلومات أيضا عن منع صحافيين من تغطية الحدث.

وروت الناشطة شفاء يوسفزاي في تغريدة على تويتر أنها حينما بدأت تتحدث أمام الكاميرا “جاء رجل وبدأ يقول إن النساء لا يمكنهن المشاركة ولا يستطعن البقاء، فعليهن الرحيل”. وأضافت “خلال دقيقة واحدة طوقنا حشد من الرجال وبدأوا يرددون شعارات مما اضطرنا إلى مغادرة المكان”، معبرة عن استيائها من نظرة الحشد إليها “ككائن قادم من الفضاء”.

وعلقت المدافعة عن حقوق الإنسان مارفي سرمد الخميس ”في الديمقراطية التي يكافح مولانا من أجلها لن يكون للنساء مكان”.

ويرى مراقبون أن هذه الحركة الاحتجاجية الأكبر التي تشهدها باكستان خلال السنوات الأخيرة، حيث انطلقت من الأقاليم وصولا إلى العاصمة إسلام أباد.

ويتعرض عمران خان، لانتقادات بسبب الأسعار المرتفعة للسلع الأساسية، بما في ذلك الغاز والكهرباء، بعد تلقي البلاد حزمة إنقاذ بقيمة 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتتهم المعارضة وكذلك التجار الموظفين السابقين في صندوق النقد الدولي، ووزير المالية حفيظ شيخ، ومحافظ المصرف المركزي باقر رضا، بالالتزام بأجندة صندوق النقد الدولي “لتدمير اقتصاد البلاد”. وبموجب حزمة الإنقاذ، لن تتحكم الحكومة بعد الآن في قيمة الدولار مقابل العملة المحلية الروبية، وسيجري تداول العملة بنظام السوق المفتوح.

وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة ملزمة بسحب الإعفاءات المقدمة على مختلف الضرائب التي تصل إلى نحو 350 مليار روبية ما يعادل الـ2.26 مليار دولار في موازنة 2019 ـ 2020.

وزاد التضخم الاستهلاكي كذلك إلى 11.37 بالمئة في سبتمبر الماضي، مقارنة بالعام السابق حين بلغ  10.49 بالمئة في أغسطس، بينما هوت الروبية بأكثر من 50 بالمائة مقابل الدولار منذ نهاية 2017.

ويبلغ الدين الخارجي لإسلام أباد أكثر من 100 مليار دولار، معظمها قروض من البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الآسيوي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، والولايات المتحدة والصين وفرنسا ودول أخرى.وأقرت الدولة النووية الجنوب آسيوية، بتكبدها خسائر قدرها 100 مليار دولار منذ عام 2002، على خلفية مشاركتها في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب.

ويواصل بذلك الاقتصاد تعثره إذ زاد العجز المالي إلى حوالي سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتلوح في الأفق أزمة في ميزان المدفوعات.

5