إسكوا تتوقع تأثيرات متفاوتة للرسوم الأميركية على الصادرات العربية

بيروت- أكدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) في أحدث تقييم لها أن تأثيرات الرسوم الجمركية الأميركية ستكون متفاوتة بين اقتصادات الدول العربية.
وذكرت اللجنة أن الرسوم التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ستؤثر على صادرات عربية غير نفطية إلى السوق الأميركية تُقدّر قيمتها بنحو 22 مليار دولار، وتوقعت أن تكون الأردن والبحرين ومصر ولبنان والمغرب وتونس هي الدول الأكثر تأثراً بالتعريفات.
وقالت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للإسكوا، “تقف المنطقة العربية عند مفترق طرق اقتصادي حاسم. فرغم التحديات الفورية التي تفرضها هذه الرسوم، إلا أنها تتيح فرصة غير مسبوقة لبناء اقتصادات أكثر مرونة وتنوعا وتكاملا في مختلف أنحاء العالم العربي.”
وتوقعت إسكوا، ومقرها بيروت، في موجز سياسات أصدرته السبت أن يكون الأردن الأكثر تضررا من الرسوم الجمركية، إذ تُشكل الولايات المتحدة نحو 25 في المئة من إجمالي صادراته العالمية، وهو ما يجعله في موقع هش.
وقالت المنظمة الأممية في تقريرها إن “بلدان مجلس التعاون الخليجي ستواجه ضغوطا اقتصادية إضافية نتيجة التراجع الكبير الأخير في أسعار النفط، ما يزيد التحديات المالية القائمة.”
وستواجه البحرين، وهي أصغر اقتصاد عربي، تحديات اقتصادية ملحوظة نظرا لاعتمادها الكبير على السوق الأميركية في تصدير الألمنيوم والكيماويات، وهي من بين القطاعات المستهدفة مباشرة بهذه الرسوم.
كما من المرجح أن تواجه دولة الإمارات مخاطر كبيرة تهدد سوق إعادة التصدير لديها إلى الولايات المتحدة، والتي تُقدَّر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار، خاصة مع خضوع السلع من مصادرها الأصلية لرسوم جمركية مرتفعة.
وتوقعات إسكوا تأتي متسقة مع منظمة التجارة العالمية التي خفضت توقعاتها لحجم تجارة السلع هذا العام بسبب الرسوم الجمركية الأميركية المتصاعدة، لتتوقع تقلص حجم تجارة السلع العالمية بنسبة 0.2 في المئة خلال 2025.
وذكرت كريستالينا غورغييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، في كلمتها بمؤتمر، قبل اجتماعات الربيع للصندوق المقررة الأسبوع المقبل في واشنطن، أن الاقتصاد العالمي سوف يتباطأ بسبب “إعادة الضبط” نتيجة الحرب التجارية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن صندوق النقد بصدد خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في ظل التحديات الناجمة عن الحرب التجارية التي يشنها ترامب.
وقالت إن تصاعد الحمائية بسبب سياسة التهديد بفرض الرسوم التي ينتهجها الرئيس الأميركي من شأنه أن يؤجج “عدم اليقين المكلف، وإبطاء النشاط، وتقويض الإنتاجية ويضر بالابتكار” حول العالم. وأكدت أن العالم يواجه ”اختبارا جديدا” بسبب اضطرابات التجارة العالمية.
ومطلع هذا الشهر فرضت إدارة ترامب الحد الأدنى من الرسوم المتبادلة على غالبية الدول العربية عند 10 في المئة.
الدول الأكثر تأثرا بالرسوم الجمركية
- الأردن
- البحرين
- مصر
- لبنان
- المغرب
- تونس
وحددت التعريفات عند مستويات أعلى لعدد من البلدان وهي سوريا بنسبة 41 في المئة والعراق بنحو 39 في المئة وليبيا 31 في المئة والجزائر 30 في المئة وتونس 28 في المئة والأردن 20 في المئة.
إلا أن الرئيس الأميركي عاد بعد أسبوع تقريبا ليعلّق الرسوم الجمركية المتبادلة على عشرات الدول التي لم ترد بتعريفات انتقامية على الولايات المتحدة، عدا الصين التي رفع عليها التعريفات، لمدة 90 يوما.
وأكدت إسكوا في تقريرها أن الدول العربية متوسطة الدخل، مثل مصر والمغرب والأردن وتونس، ستواجه أعباء مالية إضافية نتيجة ارتفاع عائدات السندات السيادية.
كما رجحت أن تضطر حكومات هذه الدول إلى دفع فوائد إضافية تُقدَّر بنحو 114 مليون دولار خلال العام الحالي، ما قد يُؤثر سلبا على إنفاقها الاجتماعي والإنمائي.
ورغم ذلك يرى خبراء هذه المنظمة الأممية أن ثمة فرصا نتيجة تحويل مسارات التجارة لصالح دول مثل مصر والمغرب، نظرا لتعرض منافسين مثل الصين والهند لرسوم أعلى.
لكن إعلان الولايات المتحدة مؤخرا عن تعليق تطبيق الرسوم لمدة 90 يوما لمعظم الدول، باستثناء الصين، قد يُخفف من تلك الفرص.
ويشير تقرير المنظمة إلى أن الصادرات غير النفطية من الدول العربية إلى الولايات المتحدة تضاعفت تقريباً خلال الفترة من 2013 حتى 2024، إذ ارتفعت من 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، في مؤشر على تنوع اقتصادي متنامٍ بات الآن مهدداً جراء الإجراءات الحمائية الجديدة.
وإسكوا التي تأسست في عام 1973 وتضم في عضويتها 21 دولة عربية هي واحدة من خمس لجان إقليمية تخضع لولاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. ويتمثل دورها في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا من خلال التعاون والتكامل.