إسرائيل لا تخفي عداءها تجاه عبدالفتاح السيسي

السبت 2014/04/05
المصريون يصرون على التعبير عن دعمهم للسيسي بتحرير توكيلات قانونية لفائدته

القاهرة - تثير شعبية مرشح الرئاسة المصرية المشير عبدالفتاح السيسي مخاوف إسرائيل من أن يكون الزعيم القادم الذي يهدد أمنها واستقرارها، وهو ما دفعها إلى تبني الخطاب الإخواني بشكل علني.

واكب إعلان المشير عبدالفتاح السيسي عن الترشح لانتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في مصر يومي 26 و27 مايو القادم، حالة من التخوف والسخط داخل إسرائيل، بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، الذي خاطب الرئيس الإسرائيلي في رسالته الشهيرة التي يصفه فيها، بالصديق الوفي، متمنيا الرخاء لدولة إسرائيل.

وتعززت مخاوف تل أبيب بعد عودة مصر إلى لعب دورها الإقليمي، وتوجه الجيش المصري تحت قيادة السيسي لتنويع مصادر السلاح والخروج من دائرة الهيمنة الأميركية.

وتصوّر وسائل الإعلام الإسرائيلية المشير السيسي وكأنه “طعن محمد مرسي في ظهره”، على غرار ما جاء على لسان “إساف جيبور” في صحيفة معاريف، ومردخاي كيادر في الملحق الأسبوعي للصحيفة بالزعم بأن “ديكتاتورية السيسي” موازية لـ”ديكتاتورية مبارك”.

نفس المصدر عبر عن تمنيه الصريح للمشير بالفشل حين اختار أن يضع على صدر غلاف أحد ملاحق الصحيفة مانشيت “الجنرال في متاهة” وهي الترجمة العبرية لرواية شهيرة لغابريال غارسيا ماركيز رصد فيها الأيام الأخيرة للجنرال سيمون بوليفار محرر أميركا اللاتينية وهي الفترة التي شعر فيها بالفشل والاكتئاب.

وعلى نفس المنوال، انحازت الصحف الإسرائيلية للإخوان وسعت إلى تشويه صورة السيسي، على غرار صور رسام هارتس (بيدرمان) والتي أظهر في إحداها حكم القاضي المصري بشأن عمليات القتل والترويع في محافظة المنيا بأنه قد “تم تنفيذه بالفعل” في 529 فردا من الإخوان المسلمين، (ومعلوم أن الحكم غيابي وأن أكثر من 500 منهم هاربون، مما يستوجب بشكل تلقائي إعادة محاكمتهم).

إفرايم عنبر: "إسرائيل تروج إلى أن السلام في خطر في ظل السيسي"

وحرصت الصحيفة على تصوير السيسي وهو يشرف بنفسه على التنفيذ ومعه جندي مصري وكأن الحكم صادر عن محكمة عسكرية وليس عن قضاء مدني.

وفي سياق الحملة التي تشنها وسائل الإعلام الإسرائيلية زعم موقع هآرتس الإسرائيلي أنه “في إطار الاحتجاج على السيسي لقيت صحفية مصرعها”.

ولم تشر الصحيفة إلى طبيعة الجريدة التي تكتب لها المراسلة (ميادة أشرف) وحقيقة أنها صحيفة معارضة للإخوان وسبق استهدافها وتحطيم كاميراتها على يد أنصار الجماعة.

وسبق لهآرتس أن وضعت في تغطيتها لمظاهرات الإخوان عنوان: “الشعب يكمل ثورته”!! مستخدمة صور مظاهرات مؤيدة لخارطة الطريق وكأنها ضد السيسي(!).

وتحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية (وعلى رأسها يديعوت أحرونوت) أن تظهر بأن قناة الجزيرة القطرية من القنوات التليفزيونية المحايدة في تغطيتها.

وأفردت صحيفة “معاريف” صفحات كاملة للدفاع عن الجزيرة، متبنية رواية القنات القطرية كاملة في تقرير مطوّل تتصدره عبارة “الصحافة ليست جريمة” وصورة فتاة ذات ملامح بريئة تضع على فمها شريطا لاصقا في إشارة لقمع حرية التعبير.

يذكر أن صحيفة هآرتس كانت أشادت في تقرير لها بالدور الذي لعبته الجزيرة مبكرا لصالح إسرائيل، حيث ذكرت في أحدى مقالاتها: “لعبت الجزيرة دور المنصة والمسرح اللذين يتم من خلالهما تقديم الموقف الإسرائيلي، حيث وقع بشكل دوري استضافة “إيغال كرمون” مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق شامير لشؤون الإرهاب”.

وكان المسؤول الإسرائيلي قد صرح في حديثه عن مشاركته في القناة القطرية: “كانت مشاركتي في الجزيرة من أروع ما شهدته في حياتي، فقد أتاحت لي أن أشرح مبررات الموقف الإسرائيلي باللغة العربية -التي يجيدها- لملايين المشاهدين”.

إيغال كرمون: "مشاركتي في قناة الجزيرة أتاحت لي أن أشرح مبررات الموقف الإسرائيلي"

التعاون الكامل والتنسيق بين الإعلام الإسرائيلي والجزيرة يمكن تلمسه أيضا من خلال ظهور المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي على شاشة الجزيرة في عديد المرات، ووصفه المتابعون بالاختراق غير المسبوق للمحطات العربية.

في جانب آخر عمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إثارة قلق الرأي العام الإسرائيلي حول مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، ومصير اتفاقية السلام مع مصر، في حال فوز السيسي بالرئاسة، لخلق حالة من العداء التلقائي مع المشير.

وأبرز السفير السابق في مصر إسحق لفانون أن للسيسي شعبية في مصر، لكنه ربطها بشعبية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عدو إسرائيل الأكبر مستشهدا بتأييد أفراد أسرة الزعيم وعلى رأسهم هدى عبدالناصر وعبدالحكيم عبدالناصر له، وهو ما يعدّ دعوة صريحة للسعي إلى إفشال التجربة منعا لتكرار السيناريو.

وأكد مدير “مركز بيجين السادات”، البروفيسور “إفرايم عنبر” على أن تنامي حالة انعدام سيطرة السلطة المركزية على سيناء والدلتا، تعني في النهاية أن إسرائيل تروّج إلى أن السلام والاستقرار في خطر في ظل السيسي وهو ما يكشف عداءها له ولسياساته وتحالفها التام مع البديل الإخواني.

ولا يمكن فهم تلك المواقف بمعزل عن تصريحات لداني دانون نائب وزير الدفاع الإسرائيلي التي تحدّث فيها عن حق إسرائيل في التدخل في سيناء طالما استمرّت أعمال العنف هناك، وهو ما يمكن إدراك خطورته من إصرار الخطاب الرسمي في تل أبيب على الحديث عن سيناء ككيان مستقل عن مصر.

4