إسرائيل غيرت قواعد اللعبة القائمة في ضرب أهداف مرتبطة بإيران في سوريا

الحملة الجوية المكثفة التي تنفذها إسرائيل أدت إلى مقتل 19 من أعضاء حزب الله في سوريا خلال ثلاثة أشهر حتى الآن.
الثلاثاء 2024/01/09
استمرار تبادل إطلاق النار بين الجانبين بشكل يومي

دمشق- قالت ستة مصادر مطلعة بشكل مباشر إن إسرائيل تنفذ موجة غير مسبوقة من الضربات القاتلة في سوريا تستهدف شاحنات بضائع وبنية تحتية وأفرادا مشاركين في نقل أسلحة إيران إلى جماعات متحالفة معها في المنطقة.

وذكرت المصادر، لوكالة رويترز ومن بينها مسؤول بالمخابرات العسكرية السورية وقائد في التحالف الإقليمي الذي يدعم الحكومة السورية، أن إسرائيل غيرت استراتيجياتها في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وما أعقبه من عمليات القصف الإسرائيلية في غزة ولبنان.

وأوضحت المصادر أنه على الرغم من أن إسرائيل عمدت إلى ضرب أهداف مرتبطة بإيران في سوريا لسنوات، بما في ذلك المناطق التي ينشط فيها حزب الله اللبناني، فإنها تنفذ حاليا غارات جوية أكثر فتكا وتواترا تستهدف عمليات نقل الأسلحة الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي في سوريا.

◙ رغم تكثيف الغارات الإسرائيلية، فإن الجيش السوري، الذي اعتمد بشكل كبير على حزب الله وإيران في خوض الحرب الأهلية، لم يفتح جبهة خاصة به

وقال القائد في التحالف الإقليمي ومصدران آخران مطلعان على تفكير حزب الله إن إسرائيل تخلت عن “قواعد اللعبة” القائمة على التكتم بخصوص ضرباتها في سوريا في السنوات السابقة، ويبدو أنها “لم تعد حذرة” إزاء تكبيد حزب الله هناك خسائر فادحة.

وأضاف القائد “لقد اعتادوا إطلاق نيران تحذيرية، كانوا يضربون بالقرب من الشاحنة، فيخرج رجالنا من الشاحنة ثم يضربون الشاحنة”، واصفا الهجمات الإسرائيلية على عمليات نقل الأسلحة التي كانت جماعة حزب الله تقوم بها قبل السابع من أكتوبر.

وأردف “انتهى ذلك. إسرائيل تشن الآن غارات جوية أكثر فتكا وأكثر تواترا على عمليات نقل الأسلحة الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي في سوريا. إنهم يقصفون الجميع مباشرة. إنهم يقصفون من أجل القتل”.

وأدت الحملة الجوية المكثفة إلى مقتل 19 من أعضاء حزب الله في سوريا خلال ثلاثة أشهر حتى الآن، وهو ما يزيد على مثلي العدد في عام 2023 بالكامل قبل السابع من أكتوبر، وفقا لمسح لرويترز. كما قُتل أكثر من 130 من مسلحي حزب الله جراء القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان في نفس الفترة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحافيين مع اشتراط عدم الكشف عن هويته إن حزب الله بدأ هذه الجولة من القتال بهجمات يوم الثامن من أكتوبر، وإن الإستراتيجية الإسرائيلية كانت انتقامية.

◙ إسرائيل غيرت استراتيجياتها في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وما أعقبه من عمليات القصف الإسرائيلية في غزة ولبنان

وردا على سؤال في الشهر الماضي حول غارة إسرائيلية في سوريا، قال قائد الجيش الإسرائيلي إن القوات تعمل في أنحاء المنطقة وتتخذ “كل الإجراءات اللازمة” لإظهار إصرار إسرائيل على الدفاع عن نفسها.

وبدأت إسرائيل منذ سنوات استهداف أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، لكن مصادر مطلعة على الضربات قالت إنها بدت وكأنها تتجنب قتل أعضاء حزب الله قدر الإمكان.

وقال ضابط مخابرات إقليمي إن إسرائيل تخشى أن يؤدي ارتفاع عدد الضحايا إلى إثارة رغبة حزب الله في لبنان في الانتقام من القرى الإسرائيلية المجاورة للحدود.

وأضاف الضابط أنه مع استمرار تبادل إطلاق النار بين الجانبين بشكل يومي في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، فإن إسرائيل تنوي أن تكون “أقل حذرا وضبطا للنفس” في قتل أعضاء حزب الله اللبناني في سوريا.

ورغم تكثيف الغارات الإسرائيلية، فإن الجيش السوري، الذي اعتمد بشكل كبير على حزب الله وإيران في خوض الحرب الأهلية، لم يفتح جبهة خاصة به. وقال ضابط المخابرات السوري “لا نريد أن نضع أنفسنا في مواجهة أو حرب مفتوحة مع إسرائيل”.

2