إسرائيل توسع عملية الإخلاء من رفح استعدادا لاجتياحها

القدس - أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أوامر للسكان في المزيد من مناطق مدينة رفح بقطاع غزة بالإخلاء والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي" في إشارة أخرى إلى أن الجيش يمضي قدما في خططه لشن هجوم بري على رفح.
ويأتي ذلك على الرغم من التحذيرات الدولية والأممية من اجتياح مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ووسط تأكيد الأمم المتحدة عدم وجود أماكن آمنة في كامل القطاع يلجأ إليها النازحون من رفح.
وطلب أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي في منشور عبر منصة إكس من السكان والنازحين في جباليا بشمال غزة و11 حيا في القطاع التوجه على الفور إلى ملاذات غربي مدينة غزة.
وقال "نداء إلى جميع السكان والنازحين المتواجدين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة والزهور - توجهوا فورا إلى المآوي غرب مدينة غزة!".
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 24 فلسطينيا قتلوا الليلة الماضية بعد أن استهدفت طائرات إسرائيلية عدة مناطق بوسط قطاع غزة.
وعلى الرغم من زيادة الضغوط الأميركية والقلق الشديد الذي عبر عنه السكان ومنظمات الإغاثة، قالت إسرائيل إنها ستمضي قدما في اجتياحها لرفح التي لاذ بها ما يربو على مليون نازح خلال الحرب التي دخلت شهرها الثامن.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عبر منصة "إكس"، اليوم السبت، أن ما يقرب من 150 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ مطلع الأسبوع، خوفا من تقدم إسرائيلي في المدينة.
غير أن الجيش الإسرائيلي قال إن تقديراته تشير إلى أن نحو 300 ألف فلسطيني نزحوا من رفح بجنوب قطاع غزة إلى "منطقة إنسانية " تم تخصيصها في منطقتي المواصي وخان يونس.
وقال أحد موظفي الأونروا عبر منصة إكس، إن الأسر تحمل متعلقاتها في أنحاء المدينة. وأضاف أن "الشوارع خاوية أكثر من ذي قبل".
وتقول إسرائيل إنها لن تستطيع تحقيق النصر في هذه الحرب دون القضاء على الآلاف من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين تعتقد أنهم موجودون في رفح.
وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين القطاعين الشرقي والغربي لرفح أمس الجمعة وطوقت فعليا الجانب الشرقي في هجوم دفع واشنطن إلى إرجاء تسليم بعض المساعدات العسكرية لحليفتها.
وقال البيت الأبيض الجمعة إنه يراقب العمليات الإسرائيلية "بقلق" مضيفا أنها متمركزة حول معبر رفح المغلق على ما يبدو ولا تعكس اجتياحا واسع النطاق للمدينة.
واندلعت الحرب بعد الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل والذي أسفر بحسب الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، أودت العمليات العسكرية المستمرة اللاحقة بحياة ما يقرب من 35 ألفا من الفلسطينيين حتى الآن فضلا عن إلحاق الدمار بالجيب الساحلي وإحداث أزمة إنسانية كبيرة.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إن إسرائيل ربما انتهكت القانون الإنساني الدولي بينما تستخدم الأسلحة التي أمدتها بها الولايات المتحدة خلال عمليتها العسكرية في غزة، في أقوى انتقاد حتى الآن لإسرائيل.
لكن الإدارة أحجمت أيضا عن إصدار تقييم قاطع قائلة إنها بسبب الفوضى الناجمة عن الحرب في قطاع غزة لم تتمكن من التحقق من وقائع محددة ربما يكون تم فيها استخدام تلك الأسلحة في انتهاكات مزعومة.
يذكر أن ملف اجتياح غزة الذي تتمسك إسرائيل به من أجل "هزيمة حماس"، وفق اعتقادها، كان وتر العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل غير مسبوق منذ تفجر الحرب يوم السابع من أكتوبر الماضي.