إسرائيل توسع توغلها في سوريا مع تدمير أهم المواقع العسكرية

الجيش الإسرائيلي ينفي تقدم مزعوم لدباباته نحو دمشق، فيما شن 310 غارة استهدفت أسلحة استراتيجية خشية وقوعها بيد الفصائل المسلحة.
الثلاثاء 2024/12/10
إسرائيل تسعى لدرء أي تهديد مستقبلي من سوريا

القدس - نفت إسرائيل توغل قواتها في الأراضي السورية إلى ما وراء المنطقة العازلة مع هضبة الجولان المحتلة، وذلك بعد أن قالت مصادر سورية إن التوغل الإسرائيلي وصل إلى مسافة 25 كيلومترا من العاصمة دمشق، في وقت تكثف الدولة العبرية غاراتها التي دمرت خلالها أهم المواقع العسكرية في البلاد.

وبعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد الأحد، دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة التي أقيمت بعد حرب عام 1973. وتصف إسرائيل التوغل بأنه إجراء مؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية اليوم الثلاثاء إن الإسرائيليين تقدموا إلى ما هو أبعد من المنطقة منزوعة السلاح. وذكر مصدر سوري أنهم وصلوا إلى بلدة قطنا التي تبعد عدة كيلومترات إلى الشرق من المنطقة وعلى مسافة قصيرة بالسيارة من مطار دمشق.

لكن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي قال إن القوات لم تبرح المنطقة منزوعة السلاح.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي "التقارير المتداولة في وسائل الإعلام عن تقدم مزعوم للدبابات الإسرائيلية نحو دمشق كاذبة".

وأضاف "تتمركز قوات جيش الدفاع الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة، كما هو منصوص عليه من قبل".

وقال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنه أرسل قوات برية إلى المنطقة منزوعة السلاح، وهي منطقة عازلة تبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع أقيمت بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وتشرف عليها قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (يوندوف).

وأكد نتنياهو، أن القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية، والذي يشرف على هضاب الجليل وبحيرة طبريا، "سيظل إسرائيليا إلى الأبد".

واتفاقية فك الاشتباك أبرمت في 31 مايو 1974 بين سوريا وإسرائيل في جنيف السويسرية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق.

وكان الغرض من الاتفاق هو الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في المنطقة.

وأنشأ الاتفاق منطقة عازلة، فضلا عن منطقتين متساويتين من القوات والأسلحة المحدودة للطرفين على جانبي المنطقة.

وتتولى المنطقة العازلة بعثة لحفظ السلام مفوضة بمراقبة الاتفاق، الذي جاء بعد أشهر من القتال في حرب شنتها القوات المصرية والسورية على إسرائيل في أكتوبر 1973.

ويقول مسؤولون إن إسرائيل، التي وافقت قبل أيام قليلة على وقف إطلاق النار في لبنان بعد قتال لأسابيع ضد جماعة حزب الله المدعومة من إيران، لا تسعى إلى الدخول في صراع مع الكيان الجديد الذي يسيطر على دمشق.

لكن الطائرات الإسرائيلية تقصف أهدافا في سوريا منذ مطلع الأسبوع في محاولة على ما يبدو لضمان عدم وقوع العتاد العسكري السوري، بما يشمل الطائرات المقاتلة والصواريخ والأسلحة الكيميائية، في أيدي المقاتلين.

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ إسرائيل شنّت نحو 310 غارة جوية على سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد قبل يومين، فيما سُمع دويّ انفجارات عنيفة في دمشق صباح الثلاثاء، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.

وأظهرت مشاهد فيديو لخدمة البثّ الحيّ من فرانس برس أعمدة من الدخان ترتفع فوق وسط العاصمة السورية.

وبحسب المرصد فإنّ إسرائيل تستهدف منذ فجر الأحد المنشآت العسكرية الرئيسية في سائر أنحاء سوريا بهدف تدميرها.

وقال المرصد إنّ سلاح الجو الإسرائيلي شنّ منذ سقوط الأسد قبل يومين نحو310  غارة جوية على مختلف أنحاء سوريا "دمّرت أهمّ المواقع العسكرية" في هذا البلد.

وأوضح المرصد أنّ هذه الغارات شملت معظم المحافظات السورية وطالت "مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلا عن منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية الواقع في شمال غرب البلاد.

وأورد المرصد لائحة مفصّلة بالأهداف العسكرية التي طالتها الغارات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنّ ضرب هذه المواقع "يأتي في إطار تدمير ما تبقى من السلاح ضمن مستودعات وقطع عسكرية كانت تسيطر عليها قوات النظام السابق".

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوها الرئيسي إيران، لكن رد فعلها كان حذرا تجاه هيئة تحرير الشام، التي لها جذور في الحركات الإسلامية ومن بينها تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن إسرائيل ستستخدم كل أدواتها لضمان أمنها بعد سقوط الأسد.