إسرائيل تواصل استهداف قيادات حزب الله في لبنان وسوريا

الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤول عن إطلاق الصواريخ على كريات شمونة، وآخر ينقل معلومات استخباراتية في هضبة الجولان، فيما يدعو الرئيس الأميركي بتقليص الضرر على المدنيين.
الخميس 2024/10/10
إسرائيل تقصف على عدة جبهات

القدس/بيروت – أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، شن غارات جوية جنوبي لبنان ما أسفر عن مقتل قياديين في حزب الله بعد أن قال إنه قتل عضوا في الجماعة اللبنانية ينشط في هضبة الجولان المحتلة، في وقت دعا الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقليص الضرر اللاحق بالمدنيين في لبنان دون 

وقال الجيش في بيان إن طائرات حربية أغارت وقضت على قائد منطقة حولا في حزب الله "المدعو أحمد مصطفى الحاج علي الذي كان مسؤولا عن مئات من عمليات إطلاق القذائف الصاروخية نحو منطقة كريات شمونة".

كما أضاف أنه "في غارة أخرى، قضت قواتنا على قائد منظومة القذائف المضادة للدروع لحزب الله في منطقة ميس الجبل المدعو محمد علي حمدان والذي كان مسؤولًا عن عمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات الشمال".

وقال الجيش الإسرائيلي أيضا إنه شن خلال الليلة الماضية غارات في العاصمة بيروت "بتوجيه استخباراتي دقيق... مستودعات أسلحة وبنى عسكرية".

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وإصابة جندي بجروح خطيرة في معارك مع "حزب الله" أثناء محاولة التوغل إلى جنوب لبنان.

وأفاد الجيش في بيان، بمقتل الرقيب أول في الاحتياط روني غانيزيت (36 عاما) وإصابة جندي بـ"جروح خطيرة في المعارك عند الحدود الشمالية" (جنوب لبنان)، حسب القناة "12" العبية (خاصة).

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الخميس، أن الطيران الإسرائيلي شن فجر الخميس غارات على بلدة حمر في البقاع الغربي، ما تسبب في سقوط قتيلين.

وأضافت الوكالة اللبنانية الرسمية، أنه في القطاع الشرقي جنوبًا، شنت إسرائيل صباح الخميس، سلسلة غارات على بدلة الخيام بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف على البلدة.

وفي معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية، ذكرت الوكالة أن إسرائيل شنت غارة عنيفة منتصف ليل الأربعاء/الخميس، على حارة حريك، دون ذكر تفاصيل عن الضحايا.

ويواجه لبنان أزمة إنسانية كارثية مع وصول عدد النازحين داخليا إلى 600 ألف شخص، وفق ما حذر مسؤولون في الأمم المتحدة.

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، في إحاطة صحفية، الأربعاء: "يواجه لبنان صراعا وأزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية" معربة عن "أملها في أن تكون إسرائيل الآن مستعدة لدعم الدعوات العديدة" لوقف التصعيد.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، أن المؤتمر الدولي المخصص للبنان الذي دعا إليه الرئيس، إيمانويل ماكرون، سيعقد في باريس في 24 أكتوبر لتعبئة المجتمع الدولي لمساعدة اللبنانيين ودعم مؤسساتهم.

وقالت الوزارة في بيان إن "هذا المؤتمر الوزاري سيجمع الدول الشريكة للبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني".

وسياسيا، طلب الرئيس الأميركي خلال مكالمة هاتفية الأربعاء من رئيس الوزراء الإسرائيلي "تقليص الضرر اللاحق بالمدنيين" في لبنان، ولا سيّما في بيروت، مؤكدا في الوقت ذاته "حق إسرائيل في حماية مواطنيها من حزب الله"، بحسب البيت الأبيض.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن بايدن ونتنياهو اتفقا على "البقاء على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة، بشكل مباشر ومن خلال فرقهما من مستشاري الأمن القومي" بشأن الردّ الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران على الدولة العبرية في الأول من أكتوبر الجاري.

ولم يتضمّن البيان أيّ تفاصيل بشأن الردّ الإسرائيلي المرتقب.

وبحسب البيان فإنّ بايدن الذي لم يتحدّث مباشرة مع نتنياهو منذ سبعة أسابيع، شدّد على ضرورة التوصّل إلى حلّ دبلوماسي يتيح عودة السكان المدنيين في كل من شمال إسرائيل وجنوب لبنان إلى ديارهم.

وكان بايدن قد أدلى الأسبوع الماضي بتصريحات غير مؤيدة لفكرة استهداف إسرائيل حقول النفط الإيرانية، وقال إنه لن يدعم إسرائيل في ضرب المواقع النووية الإيرانية.

وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنها قتلت عضوا في جماعة حزب الله في سوريا كان ينقل معلومات استخباراتية ضد إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، في حين ذكرت وسائل إعلام سورية اليوم الخميس أن ضربات جوية إسرائيلية أصابت أهدافا في سوريا.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أدهم جحوت الذي وصفه بأنه أحد أعضاء "الشبكة الإرهابية في الجولان" التابعة لحزب الله، وذلك في منطقة القنيطرة بسوريا.

وأضاف أن دور جحوت كان نقل المعلومات من مصادر في النظام السوري إلى حزب الله ونقل المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها على الجبهة السورية لتسهيل العمليات ضد إسرائيل في هضبة الجولان.

واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب 1967 وضمت المنطقة، وهي الخطوة التي لم تعترف بها معظم الدول.

وقال التلفزيون السوري في وقت مبكر من اليوم إن إسرائيل نفذت غارات جوية استهدفت منطقة صناعية في ريف حمص وموقعا عسكريا في حماة، "واقتصرت الخسائر على الماديات".

ونقل التلفزيون عن مدير المدينة الصناعية في حسياء عامر خليل قوله إن "عدوانا جويا إسرائيليا استهدف معمل سيارات، إضافة لسيارات محملة بمواد طبية وإغاثية في المدينة، ما أدى لاشتعال حريق كبير بالمكان"، مضيفا أن فرق الإطفاء تعمل حاليا على إخماده.

وتقع حسياء جنوب حماة وتبعد عنها حوالي 80 كلم.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إنّ مصنع تجميع السيارات المستهدف بالغارة هو "مصنع إيراني".

وأضاف "حصل استهداف مباشر لمصنع السيارات الإيراني، وهناك أيضا غارات على ريف حماة الجنوبي".

وبحسب المرصد فإنّ الغارات على ريف حماة استهدفت منطقة فيها دفاعات جوية وقوات حكومية.

ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في 2011، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الضربات في هذا البلد استهدفت بشكل رئيسي مواقع للجيش السوري ولمقاتلين مدعومين من إيران، بمن في ذلك مواقع لحزب الله اللبناني.

ونادرا ما تعلّق السلطات الإسرائيلية على ضربات بعينها في سوريا، لكنها أكّدت مرارا أنّها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها في جارتها الشمالية.

والثلاثاء قُتل سبعة مدنيين في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنيا في حي المزّة في دمشق، بحسب وزارة الدفاع السورية، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته إن القصف أودى بحياة تسعة مدنيين، وأربعة آخرين بينهم "اثنان من حزب الله اللبناني".