إسرائيل تهدم منزل فلسطيني بعد مقتل 3 مسلحين في ضربة لمسيرة

نابلس (الأراضي الفلسطينية) - هدم الجيش الإسرائيلي الخميس في نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة منزل فلسطيني تتهمه بقتل جندي في أكتوبر 2022 على ما أفاد شهود والجيش، وذلك عقب غارة بطائرة مسيّرة قتلت ثلاثة مسلحين جاءت بعد ساعات من هجوم مستوطنين على قرى فلسطينية وإضرامهم النيران في سيارات ومبان، ردا على هجوم شنه مسلحون من حركة حماس.
ودخل الجنود الإسرائيليون ليلا إلى المدينة وغادروها فجرا بعدما هدموا شقة كمال جوري الواقعة في مبنى سكني وفق الشهود.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان عملية الهدم وأشار إلى أنه هدم في 15 يونيو في نابلس منزل أسامة الطويل الذي تتهمه الدولة العبرية بالمشاركة مع كمال جوري في هجوم قتل فيه الجندي إيتو باروخ في 11 أكتوبر 2022.
وجوري والطويل معتقلان في السجون الإسرائيلية منذ 13 فبراير الماضي، بينما قُتل عضو ثالث في الخلية الذي يُزعم أنه ساعد في التخطيط للهجوم، ويُدعى حسام بسام اسليم، في عملية للجيش الإسرائيلي بنابلس بعد أسبوع.
وذكر بيان الجيش أنه خلال العملية "فتح مثيرو شغب النار على الجنود ما ألحق أضرارا بآلية عسكرية".
ورصد مصور وكالة الصحافة الفرنسية آثار الدمار الذي حل بالمنزل، إذ تم هدم الجدران الداخلية وإحداث فتحات بالجدران الخارجية. وعلق العلم الفلسطيني وراية لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح عند الفتحات.
وأتى فلسطينيون لتفقد آثار الدمار وكانت جرافة تزيل مخلفات الهدم التي سقطت خارج المبنى المأهول الذي تقع فيه الشقة.
وقال هاني جوري والد كمال لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا الهدم محاولة لتركيع عزيمتنا، عزيمة الشعب الفلسطيني، لكن يخسأ الكيان الصهيوني أن يركع الشعب الفلسطيني ووالد الأسيرين كمال ومحمد جوري".
ووجه الأب رسالة إلى ابنه قال فيها "انتبه من أن تتعب نفسيا، أبق على معنوياتك عالية".
وتعمد إسرائيل على هدم منازل فلسطينيين تتهمهم بالمشاركة في هجمات ضدها أو تجعل منازلهم غير قابلة للسكن ما يعرضها لانتقادات كثيرة من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تعتبر هذه الممارسات عقابا جماعيا.
في المقابل تؤكد الحكومة الإسرائيلية إنه إجراء رادع.
وجاء هدم منزل جوري بعد ساعات من قيام إسرائيل بقتل ثلاثة من أفراد "خلية إرهابية" في ضربة نادرة بطائرة مسيرة بالقرب من مدينة جنين في شمال الضفة الغربية، في خضم تصاعد أعمال العنف.
وجاءت الضربة بالقرب من مدينة جنين في غمرة تفاقم أعمال العنف خلال الأيام القليلة الماضية في الضفة الغربية، حيث يقوم الجيش منذ أكثر من عام بعمليات تمشيط دورية أدت إلى تواتر الاشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن الضربة بعيد مقتل فلسطيني الأربعاء، وسط هجمات شنها مستوطنون ضد قرية ترمسعيا في شمال شرق الضفة الغربية المحتلة، على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفاد بيان الجيش الإسرائيلي بأن قواته استهدفت "سيارة مشبوهة" كان يستقلها مسلحون نفذوا عملية إطلاق نار بالقرب من منطقة الجلمة قرب مدينة جنين.
وذكر بيان لحركة الجهاد الإسلامي أن اثنين من الرجال الثلاثة ينتمون للحركة، والثالث من كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها الجيش الإسرائيلي ضربة كهذه في الضفة الغربية منذ العام 2006 وانتهاء الانتفاضة الثانية، وفق ما أفاد مصدر في جهاز الاستخبارات الفلسطيني لوكالة الأنباء الفلسطينية.
وحسب المصدر، فإن آخر مرة استخدم فيها الجيش الإسرائيلي الصواريخ الموجهة من الطائرات كانت في التاسع من أغسطس 2006.
في وقت سابق، قدر أهالي ترمسعيا تعرض القرية لهجوم شارك فيه ما بين 200 و300 مستوطن.
واحترقت في القرية منازل ومركبات، فيما أجلت سيارات الإسعاف عشرات الجرحى.
وقال عوض أبوسمرة، وهو من سكان القرية، لوكالة الصحافة الفرنسية "أطلق المستوطنون علينا عيارات نارية، وعندما حضرت الشرطة والجيش الإسرائيلي أطلقوا علينا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع".
وأكد رئيس بلدية القرية لافي أديب، أن 35 منزلا تضررت، كما أحرقت نحو 50 مركبة، وأشعلت النيران في محاصيل وأراض زراعية.
وقال لافي لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن في ترمسعيا مستهدفون، يوما بعد يوم، من قبل البؤر الاستيطانية العدوانية التي أقيمت هنا".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب "وصول شهيد إلى مجمع فلسطين الطبي من ترمسعيا بعد إصابته برصاصة في الصدر".
وأعلنت الوزارة في بيان لاحق ارتفاع حصيلة الإصابات في ترمسعيا إلى "12 إصابة، بينها إصابة بالغة الخطورة".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته دخلت إلى ترمسعيا "لإخماد الحرائق، ومنع الاشتباكات، وجمع الأدلة"، بعد أن "أحرق مدنيون إسرائيليون مركبات وممتلكات الفلسطينيين".
وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية أن "عشرات الفلسطينيين استهدفوا عناصرها" بعدما حاولوا حماية عناصر الإطفاء.
وأشار البيان إلى أن طلقة أطلقت باتجاه العناصر، الذين بادر أحدهم للرد بإطلاق النار "باتجاه مهرب يشتبه بأنه أطلق النار عليه".
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال محمد زكريا عبدالله، وهو فلسطيني-أميركي يزور الأراضي الفلسطينية وافدا من شيكاغو "رأيت مجموعة من الأشخاص الملثمين يحاولون رشق المنزل بالحجارة".
وتابع "أقفلنا كل الأبواب. وهرعنا إلى الطابق السفلي. اختبأنا وصلينا لكي نخرج سالمين"، وأشار إلى مقتل أحد أقربائه بطلق ناري خلال الهجوم.
وبعد وقوع أعمال العنف، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فيديو نشر على فيسبوك "هناك أيام حيث ينبغي قول ما هو بديهي، ألا وهو أن دولة إسرائيل هي عبارة عن دولة قانون. إن مواطني إسرائيل أجمعين ملزمون باحترام القانون"، مؤكدا: "لن نقبل بالتصرفات المعربدة" في الضفة الغربية.
وجاء تصاعد العنف بالتزامن مع تشييع فلسطينيين وإسرائيليين قتلاهم، بمن فيهم فتية من الجانبين، إثر تجدد دائرة العنف.
وقتل 4 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون بجروح إصابة أحدهم خطرة، في هجوم مسلح الثلاثاء قرب مستوطنة عيلي بين مدينة رام الله ونابلس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق النار وتحييد مهاجمين، أحدهما في مكان الهجوم، والآخر بعد فراره.
ونفذ الهجوم غداة مقتل 7 فلسطينيين، 6 منهم خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين في شمال الضفة، أسفرت عن إصابة العشرات بجروح بينهم أكثر من عشرين إصابة بين خطرة وحرجة. وقتل شاب فلسطيني آخر قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء "استشهاد الفتاة سديل غسان نغنغية (15 عاما) "متأثرة بإصابتها (الاثنين) برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على جنين".
وفي خطوة لافتة، حملت رفيقات سديل وبنات صفها، وهن يرتدين زيهن المدرسي والدموع تنهمر من أعينهن، جثمانها على أكتافهن، بعد أن وضعن فوقه ثوبها المدرسي ولف بالعلم الفلسطيني، وفق فيديو تناقلته وسائل الإعلام.
وجاء في بيان أصدره مكتب نتانياهو، أن الحكومة ستسرع وتيرة توسيع مستوطنة عيلي، ردا على الهجوم الذي استهدف إسرائيليين الثلاثاء.
وتابع البيان "إن ردنا على الإرهاب هو بضربه بقوة وببناء بلدنا"، وذلك بعد دعوات أممية عدة لإسرائيل لوقف بناء المستوطنات.
وعبرت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" إزاء تصعيد أعمال العنف في الضفة الغربية، مؤكدة أن تقارير عن هجوم شنه إسرائيليون على قرية فلسطينية "مقلقة".
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استمرار العنف والخسائر في الأرواح في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و ذلك في بيان أصدره نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام فرحان حق.
وأعربت السعودية عن "رفضها التام واستنكارها لاعتداءات مستوطني الاحتلال الإسرائيلي في عدد من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية"، ما أسفر عنها من وقوع ضحايا أبرياء ومصابين.
وعبّرت المملكة، في بيان صحافي أصدرته وزارة الخارجية وأوردته وكالة الأنباء السعودية ( واس) اليوم الخميس، عن "رفضها القاطع لأعمال الترويع والترهيب للمدنيين الفلسطينيين".
كما أدانت الخارجية الأردنية في بيان الأربعاء "بأشد العبارات اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة بوقفها فورا".
واعتبرت منظمة السلام الآن المناهضة للاستيطان، أن تصريحات نتانياهو ما هي إلا محاولة "لإرضاء المستوطنين الحانقين، بينما يعاني الفلسطينيون حقا من عواقب مثل هكذا قرارات، في وقت تتعرض فيه قراهم للاعتداءات والحرق".
بالإضافة إلى الهجوم الذي شهدته ترمسعيا، سجلت الثلاثاء هجمات في بلدات فلسطينية عدة.
وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقل عن 171 فلسطينيا، و25 إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي.
ويعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ العام 1967.