إسرائيل تهدد بعدم التمييز بين لبنان وحزب الله في حال انهيار الهدنة

مصادر تكشف عن طلب الحكومة اللبنانية من واشنطن وباريس للضغط على الدولة العبرية للتوقف عن انتهاك وقف إطلاق النار.
الثلاثاء 2024/12/03
كاتس يطالب بإبعاد حزب الله عن الليطاني فورا

القدس - هدد وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين بالتوغل "أعمق" داخل لبنان وعدم التمييز بينه وبين حزب الله إذا انهار وقف اطلاق النار الهش بين الدولة العبرية والحزب المدعوم من إيران، فيما طلبت بيروت من واشنطن وباريس بالضغط على تل أبيب للتوقف عن انتهاك الهدنة.

ويأتي التلويح الإسرائيلي بعد يوم من إطلاق حزب الله، للمرة الأولى منذ بدء سريان هدنة هشّة بين الطرفين، صواريخ على موقع عسكري إسرائيلي ردّا على "الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة" لاتفاق وقف إطلاق النار، ردت عليها الدولة العبرية بغارات على جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وقال كاتس خلال زيارة تفقدية للحدود الشمالية "إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن تكون هناك حصانة لدولة لبنان" مضيفا "إذا استأنفنا الحرب، سنتحرك بقوة أكبر وسنتوغل أعمق" داخل لبنان.

ومع أن العاصمة بيروت كان لها نصيب من الغارات الدامية ودون سابق إنذار بالإخلاء، أضاف كاتس "إذا كنا قد فصلنا حتى الآن بين دولة لبنان وحزب الله، وبين بيروت وضاحيتها الجنوبية التي تلقت ضربات قاسية جدا، فلن يبقى الوضع كذلك".

ومع أن إسرائيل اخترقت الاتفاق عشرات المرات منذ سريانه، اعتبر أنه "يوم (الاثنين) كان الاختبار الأول" لوقف النار عندما أعلن "حزب الله" إطلاق قذيفتين صاروخيتين على شمال إسرائيل.

وقال كاتس "كان رد فعلنا قويا، وهذا بالضبط ما سنفعله، ولن نسمح لحزب الله بالعودة إلى الأساليب القديمة التي كان يستخدمها".

وحث الحكومة اللبنانية قائلا "عليها اتخاذ قرار يوعز للجيش اللبناني بفرض دوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني، وتفكيك كل بنيته التحتية والأسلحة .. تحت الإشراف الأميركي".

وفي وقت سابق الثلاثاء، نفذ الجيش اللبناني انتشارا كثيفا في مدينة صور ومحيطها إيذانا ببدء إعادة نشر قواته جنوب البلاد لا سيما في القرى الحدودية، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

وقال مصدران سياسيان لبنانيان لرويترز اليوم الثلاثاء إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية.

وزادت هشاشة وضع وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين الطرفين بعد أقل من أسبوع على دخوله حيز التنفيذ نتيجة هجمات إسرائيلية على جنوب لبنان أسفرت عن سقوط قتلى وإطلاق جماعة حزب الله صواريخ على موقع عسكري إسرائيلي الاثنين.

وقال المصدران إن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف الوثيق لحزب الله والذي تفاوض باسم لبنان من أجل التوصل للاتفاق، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الاثنين وعبرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرئاسة أو وزارة الخارجية في فرنسا. وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر وأكد ضرورة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين الاثنين إن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال "ساريا"، مضيفا أن الولايات المتحدة "كانت تتوقع حدوث انتهاكات".

ورغم ذلك، أفاد موقع أكسيوس نقلا عن مصادر بأن الإدارة الأميركية أعربت سرا للإسرائيليين عن قلقها من احتمال انهيار وقف إطلاق النار.

وكشفت أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان.

وقال أكسيوس نقلا عن مسؤول أميركي إن الإسرائيليين مارسوا ما وصفها بلعبة خطيرة الأيام الأخيرة.

وأضاف أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين أبلغ إسرائيل أنه يتعين عليها إفساح المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار، معربا عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان.

ويلزم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر، إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية الهجومية في لبنان في حين يفرض على لبنان منع الجماعات المسلحة مثل حزب الله من شن هجمات على إسرائيل. كما ينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يوما.

وتتولى لجنة مراقبة، برئاسة الولايات المتحدة، مسؤولية متابعة الهدنة والتحقق من التزام الطرفين بها والمساعدة في تطبيقها لكنها لم تبدأ العمل بعد.

وحث برى الاثنين اللجنة المكلفة بمراقبة الهدنة على بدء عملها "بشكل عاجل"، قائلا إن بيروت سجلت حتى الآن ما لا يقل عن 54 خرقا من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وتقول إسرائيل إن أنشطتها العسكرية المستمرة في لبنان تهدف إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وإنها لا تنتهك التزامها بالهدنة.

واجتمع ميقاتي الاثنين في بيروت مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي سيرأس لجنة المراقبة، ودعا إلى ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية في أسرع وقت.

وقال مصدران مطلعان لرويترز إن الجنرال جيوم بونشين ممثل فرنسا في اللجنة سيصل إلى بيروت غدا الأربعاء وإن اللجنة ستعقد أول اجتماع لها يوم الخميس.

وذكر أحد المصدرين "هناك حاجة ملحة لبدء عمل اللجنة قبل فوات الأوان"، مشيرا إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة.

وقال ميلر إن لجنة المراقبة ستبدأ عملها "في الأيام المقبلة".

وقالت السلطات اللبنانية إن ما لا يقل عن 12 شخصا لاقوا حتفهم في هجمات إسرائيلية الاثنين، وهو اليوم الأشد دموية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن من بين القتلى ستة أشخاص في بلدة حاريص الجنوبية وأربعة في بلدة طلوسة بالجنوب.