إسرائيل تهدد باغتيال خامنئي ردا على هجوم إيراني على مستشفى إسرائيلي

القدس - حذّرت إسرائيل الخميس من أنه "لا يمكن السماح" ببقاء المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد سقوط وابل من الصواريخ على جنوب إسرائيل حيث أصيب مستشفى وعلى مدينتين قرب تل أبيب، ما تسبّب في إصابة العشرات في الدولة العبرية.
وهذه التصريحات، خاصة من وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تجاوزت التهديدات السابقة بضرب المنشآت النووية أو الأهداف العسكرية الإيرانية، وتوجهت بشكل مباشر إلى المرشد الأعلى كشخصية لها رمزيتها السياسية والدينية وباعتباره يمثل رأس النظام في الجمهورية الاسلامية. وهذا يمثل تحولاً نوعياً في مستوى التهديد.
وقال كاتس "وجود نظام مثل نظام خامنئي أمر خطر جدا، إذ تهدف أيديولوجيته إلى تدمير إسرائيل، وهو ويستثمر جميع موارد دولته باستمرار لتحقيق مثل هذا الهدف"، مضيفا "لا يمكن السماح لمثل هذا الشخص بالبقاء".
وتابع "أمرنا (نتنياهو وأنا) الجيش بتكثيف الضربات ضد الأهداف الاستراتيجية في إيران وضد البنية التحتية للطاقة في طهران من أجل القضاء على التهديدات ضد دولة إسرائيل وإلحاق الهزيمة" بإيران.
وقد تهدف هذه التصريحات إلى تأجيج الانقسامات الداخلية في إيران، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والاحتجاجات المتفرقة. واستهداف رأس النظام يهدف إلى تقويض الشرعية والنفوذ الداخلي.
ويمكن أن تكون رسالة ضمنية لتشجيع أي قوى معارضة داخل إيران على التحرك، من خلال إظهار أن إسرائيل ترى في "تغيير النظام" حلاً للمشكلة الإيرانية.
وجاءت هذه التصريحات بعد هجوم صاروخي إيراني استهدف مواقع قرب مستشفى "سوروكا" في بئر السبع ومناطق سكنية أخرى في إسرائيل. وهذا يشير إلى أن التهديد باغتيال خامنئي هو رد فعل مباشر على هذا الهجوم الذي تجاوز خطوطًا حمراء إسرائيلية.
وفي اليوم السابع للنزاع غير المسبوق بين البلدين، أعلن الجيش الإسرائيلي ليلا أنه قصف مفاعلا نوويا غير موضوع في الخدمة في أراك و"موقعا لتطوير الأسلحة النووية في منطقة نطنز" في وسط إيران.
وفي واشنطن، لم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إمكان دخول الولايات المتحدة الحرب للقضاء على البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية المتهمة بالسعي إلى تصنيع أسلحة ذرية رغم نفيها ذلك.
وأطلقت صافرات الإنذار في العديد من المناطق في إسرائيل صباح الخميس ولجأ السكان لفترة وجيزة إلى الملاجئ، بالتزامن مع هجوم إيراني عنيف بالصواريخ على جنوب إسرائيل وقرب تل أبيب. وذكر الإسعاف أن 47 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة هذا القصف.
وبعد ظهر الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صافرات الإنذار في شمال اسرائيل بعد رصد صواريخ أطلقت من إيران باتجاه الدولة العبرية. وقال في بيان إن "سلاح الجو الإسرائيلي يتصدّى للصواريخ للقضاء على التهديد".
وأفاد شلومي كوديش المدير العام لمستشفى سوروكا في بئر السبع (جنوب)، بأن هناك أقساما في المستشفى "دُمّرت بشكل كامل، ولحقت به أضرار كبيرة". وقال "كان المبنى الذي تعرّض لقصف مباشر خاليا. وتضرّرت أقسام أخرى في المركز الطبي كانت تستقبل مرضى".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصحافيين من أمام المستشفى "هدفنا مزدوج، القضاء على التهديد النووي وتهديد الصواريخ البالستية. نحن في المراحل النهائية من القضاء على هذا التهديد"، مضيفا "نحن ملتزمون تماما بإزالة التهديد النووي".
وكان علّق على منصة إكس بعد إصابة المستشفى، "هذا الصباح، أطلق الطغاة الإرهابيون الإيرانيون صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى مدنيين في وسط البلاد. سنجعل الطغاة في طهران يدفعون ثمنا باهظا".
وأعلنت إيران أن الهدف الرئيسي لهجومها الصاروخي كان قاعدة عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، وليس مستشفى سوروكا الذي "تعرض فقط لعصف الانفجار"، وفقا لها.
وتعهّدت طهران بأن تجعل إسرائيل "تندم وتدفع الثمن" على هجماتها. وكتب وزير الخارجية عباس عراقجي على إكس الخميس "إيران ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس (...) وسنجعل المعتدي يندم ويدفع ثمن خطئه الجسيم".
وفي مدينتي رمات غان وحولون في وسط إسرائيل قرب تل أبيب الساحلية، تضرّرت مبان أيضا. وهي ليست المرة الأولى التي تستهدفان فيها بالصواريخ الإيرانية منذ اندلاع الحرب الجمعة.
وقالت رينانا وهي من سكان أحد المباني المتضررة في رامات غان، "الحقيقة هي أن الله معنا، وعلى الحكومة الاستمرار في ما تقوم به (...). لا ينبغي لأحد أن يتوقف، لأن كل شيء سيكون على ما يرام".
وندّدت الأمم المتحدة الخميس بتعامل إسرائيل وإيران مع المدنيين كأضرار جانبية في الحرب المستمرة بينهما، واصفة الأمر بـ"المروّع"، وحضّت على ضبط النفس إلى أقصى حد. ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "احترام المستشفيات وحمايتها".
وقالت اللجنة على إكس "بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب احترام وحماية الجرحى والمرضى، ومقدمي الرعاية الطبية، والمستشفيات".
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل في إيران منذ بداية الحرب في 13 يونيو، وفق حصيلة رسمية. في إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصا، وفقا للحكومة.
وأعلنت الشرطة الإيرانية الخميس توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والعمل على تشويه صورة البلاد، بحسب بيان نقلته وكالة أنباء "تسنيم".