إسرائيل تهدد باجتياح رفح في حال عدم عودة الرهائن بحلول رمضان

غانتس يطالب حماس بالاستسلام وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين قبل تنفيذ العملية العسكرية البرية على منطقة رفح.
الاثنين 2024/02/19
مصير مجهول لأكثر من مليون ساكن في رفح

القدس - حذّر الوزير الإسرائيلي بيني غانتس الأحد من أنّه إذا لم تُفرج حماس بحلول شهر رمضان عن كلّ الرهائن المحتجزين لديها فإنّ الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوماً برّياً على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي يتكدّس فيها 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

وقال غانتس، العضو في حكومة الحرب، إنّه "ينبغي على العالم أن يعرف، وينبغي على قادة حماس أن يعرفوا، أنّه إذا لم يعد الرهائن إلى منازلهم بحلول شهر رمضان، فإنّ القتال سيتواصل في كلّ مكان ليشمل منطقة رفح".

ويأتي هذا التهديد قبل حوالي ثلاثة أسابيع من بدء شهر الصوم لدى المسلمين.

وأضاف غانتس في خطاب ألقاه في القدس خلال مؤتمر رؤساء كبريات المنظمات اليهودية الأميركية "سنفعل هذا الأمر بطريقة منسّقة، عبر تسهيل إجلاء المدنيين وبالحوار مع الشركاء الأميركيين والمصريين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان".

وتابع "لأولئك الذين يقولون إنّ الثمن باهظ للغاية، أقول بكلّ وضوح: أمام (مقاتلي) حماس خيار، يمكنهم الاستسلام، وإطلاق سراح الرهائن، وبهذه الطريقة يمكن للمدنيين في غزة الاحتفال بأعياد شهر رمضان".

ولا ينفكّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يؤكّد عزمه على تنفيذ هجوم بري في رفح، حيث يتجمع 1.4 مليون فلسطيني، رغم الدعوات التي يوجّهها إليه جزء من المجتمع الدولي للتراجع عن هذه الخطة.

وتتضاءل احتمالات التوصل إلى اتفاق حول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مع تهديد الولايات المتحدة مجدداً بعرقلة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، وإعلان الوسيط القطري أن محادثات الهدنة "لم تكن واعدة" في الأيام الأخيرة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وإثر القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في نهاية يناير ودعت فيه إسرائيل لمنع أيّ عمل محتمل من أعمال "الإبادة" في غزة، أطلقت الجزائر مشاورات في مجلس الأمن حول مشروع قرار جديد يدعو لإرساء هدنة في القطاع الفلسطيني.

وطلبت الجزائر أن يصوّت مجلس الأمن الثلاثاء على النص بصيغته الراهنة، في حين هددت واشنطن باستخدام حق النقض (الفيتو) كما حدث خلال عمليات تصويت سابقة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) وأوائل ديسمبر على الرغم من الضغوط المتزايدة التي يمارسها المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة.

وفقاً للأمم المتحدة، يتجمع نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحولت مخيماً ضخماً. كما أن "أكثر من نصف سكان غزة يتكدسون في أقل من 20 بالمئة من مساحة قطاع غزة".

وتعد رفح نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات من مصر والتي تسيطر عليها إسرائيل. والمساعدات عبر هذا المنفذ غير كافية لتلبية حاجات السكان المهددين بمجاعة وأوبئة.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما شن مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل على الهجوم متوعّدة بـ"القضاء" على حماس وهي تنفّذ مذاك حملة قصف مكثّف على قطاع غزة أتبعتها بهجوم بري، ما أسفر عن مقتل 28985 شخصا في غزة حتى الآن، معظمهم نساء وقصّر، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.