إسرائيل تهاجم الأهداف بما لا يتسبب لإيران بأذى يجبرها على الرد

100 مقاتلة إسرائيلية تنفذ غارات دون أن تتصدى لها الدفاعات الإيرانية.
الأحد 2024/10/27
قصف وعودة دون مشاكل

طهران- القدس- قصفت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران في وقت مبكر السبت، لكن ردها كان محسوبا وطال مواقع عسكرية ولم يستهدف مواقعها النفطية والنووية، في خطوة مدروسة يرى خبراء أن الهدف منها عدم إلحاق أذى كبير بمؤسسات حيوية في إيران ما يدفعها للرد.

يأتي هذا فيما قال الإسرائيليون إن مئة من مقاتلاتهم قد نفذت الغارات بكل دقة على المواقع التي استهدفتها من دون تصد فعال للدفاعات الإيرانية.

وتراهن إسرائيل على أن ردها المحدود والمدروس على مواقع في إيران سيجعل الإيرانيين يتريثون في عدم الرد طالما أن الخسائر محصورة في مؤسسات عسكرية ولم تقد إلى سقوط ضحايا من المدنيين ما قد يثير غضبا في الشارع وضغوطا على السلطات للرد كما حصل في المرة الماضية.

وتجد إسرائيل دعما من الولايات المتحدة التي حثت إيران على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف.

◄ الهجوم الإسرائيلي المحدود والمدروس كان يهدف إلى منح طهران فرصة لتجنب المزيد من التصعيد، بالإيحاء أن الأضرار محدودة

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت إن “ردهم (الإسرائيليون) كان دفاعا عن النفس وقد تجنب عمدا المناطق المأهولة وركز حصرا على أهداف عسكرية”. وشدد على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية مؤكدا أن “هدفنا هو تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات انتهت قبل فجر السبت من شنّ ثلاث موجات من الضربات على منشآت لصنع الصواريخ ومنظومات صواريخ أرض – جو وقدرات جوية أخرى في مناطق عدة من إيران.

وأضاف في بيان إنه “بناء على معلومات استخبارية، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الماضي”.

وتابع “في الوقت نفسه، ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض – جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران”.

وبحسب الإسرائيليين فإن 100 مقاتلة من طرازات أف 35 وأف 15 وأف 16 شاركت في الهجمات دون أن تتمكن المضادات الإيرانية من منعها أو إصابة أو إسقاط أيّ منها.

وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده استهدفت غالبية قدرات إيران على إنتاج صواريخ سطح – سطح، وأن الهجوم كان يهدف لمنع إنتاج المزيد من الصواريخ.

◄ إسرائيل تراهن على أن ردها المحدود والمدروس على مواقع في إيران سيجعل الإيرانيين يتريثون في عدم الرد طالما أن الخسائر محصورة في مؤسسات عسكرية

ويشير الإسرائيليون إلى أنهم ركزوا في بداية الهجوم على إلحاق أضرار بنظام الدفاع الجوي لضمان حرية العمل بالمجال الجوي الإيراني.

وقال الجيش إن “طائراتنا عادت بأمان.. الضربة الانتقامية تمت والمهمة أنجِزَت”، وإنه “إذا اقترف النظام الإيراني خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، فسوف نكون ملزمين بالرد”.

وقالت إيران إن الدفاعات الجوية تصدت بنجاح للهجوم لكن جنديين قتلا وتعرضت بعض المواقع “لأضرار محدودة”. ونقلت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية عن مصادر توعدها “برد متناسب” على الضربات الإسرائيلية.

وأعلن مقر الدفاع الجوي الإيراني في بيان له أن الهجوم الإسرائيلي استهدف أجزاء من المراكز العسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، حيث اعترضت منظومة الدفاع الجوي الموحدة للبلاد هذا العمل العدواني وتصدت له بنجاح، بينما لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق في أبعاد هذه الحادثة.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن لطهران “الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به”، لكنها أضافت أنها “تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة”، وذلك في بيان اتسم بلهجة أخف حدة من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد.

وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على معلومات من إيران إن عدة اجتماعات رفيعة المستوى عُقدت في طهران لتحديد نطاق الرد الإيراني. وذكر مسؤول أن الأضرار “قليلة للغاية” وأن عدة قواعد للحرس الثوري داخل طهران وفي محيطها استُهدفت أيضا.

وأظهرت مقاطع مصوّرة بثتها وسائل إعلام إيرانية الدفاعات الجوية وهي تطلق النار باستمرار على ما يبدو أنها صواريخ قادمة في وسط طهران، دون ذكر المواقع التي تعرضت لهجمات.

وبثت مواقع إخبارية لقطات لمسافرين في مطار مهرآباد بطهران، فيما يهدف على ما يبدو إلى إظهار أن الضربات لم تؤد إلى أضرار تذكر.

◄ إسرائيل قصفت مواقع عسكرية في إيران لكن ردها كان محسوبا وطال مواقع عسكرية ولم يستهدف مواقعها النفطية والنووية

وقال بني سبتي، الباحث في الشأن الإيراني في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، إن الهجوم الإسرائيلي كان يهدف على ما يبدو إلى منح طهران فرصة لتجنب المزيد من التصعيد.

وأضاف “نرى أن إسرائيل تريد طي صفحة هذه الواقعة لتمرير هذه الرسالة إلى إيران بأن الأمر انتهى ولا نريد تصعيده”.

وندّدت السعودية والإمارات بـ”الاستهداف العسكري” الذي تعرضت له إيران مطالبتين بضبط النفس.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن “(..) الاستهداف العسكري (ضد إيران) يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية” مؤكدة أن السعودية على “موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع”.

وأعربت الخارجية الإماراتية في بيان عن “قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة” مشددة على “ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية”.

من جانبها، استنكرت سلطنة عُمان، التي تقيم علاقات وطيدة مع إيران، “القصف الجوي الذي شنّته إسرائيل” معتبرة أنه “تصعيد يُغذّي دوامة العنف ويقوّض الجهود الرامية للتهدئة” داعية المجتمع الدولي إلى “وضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الإقليمي”.

كذلك، أدانت وزارة الخارجية الكويتية “العدوان الإسرائيلي” على إيران معتبرة أنه “يعكس سياسة الفوضى التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال انتهاك سيادة الدول، وتعريض أمن المنطقة للخطر، وتجاوز مبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية”.

واستنكرت قطر “استهداف إسرائيل للجمهورية الإسلامية” معتبرة أنه “انتهاك صارخ لسيادة إيران وخرق واضح لمبادئ القانون الدولي”.

1