إسرائيل تنقذ 4 رهائن وحماس تتحدث عن مقتل آخرين

القدس/غزة - أنقذت قوات إسرائيلية أربعة من الرهائن المحتجزين منذ أكتوبر في عملية بوسط قطاع غزة السبت، في حين قال مسؤولون من حركة حماس إن العملية أفضت إلى مقتل عناصر آخرين من المحتجزين خلال عملية الاشتباك. كما تزامن ذلك مع مقتل العشرات من الفلسطينيين في ضربات جوية إسرائيلية على نفس المنطقة.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان إنقاذ الرهائن والهجوم الإسرائيلي المميت جزءا من نفس العملية، لكنهما حدثا في النصيرات، وهي منطقة شهدت معارك وقصفا في الكثير من الأحيان خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن عملية إنقاذ الرهائن تمت تحت إطلاق النار في قلب حي سكني مضيفا أن حماس كانت تخفي أسرى بين المدنيين في غزة تحت حراسة مسلحين. وأضاف أن القوات الإسرائيلية ردت بإطلاق النار، وهو ما تضمن شن غارات جوية. وذكر بيان للشرطة أن أحد أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية قُتل خلال هذه العملية.
وقال أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إن بعض الرهائن قتلوا خلال عملية الجيش الإسرائيلي لتحرير رهائن آخرين في مخيم النصيرات للاجئين والمناطق المجاورة له. وأشار إلى أن "العملية ستشكل خطرا كبيرا على أسرى العدو وسيكون لها أثر سبلي على ظروفهم وحياتهم".
وقالت إسرائيل إن الرهائن الذين تم إنقاذهم هم نوعا أرغماني (25 عاما) وألموع مئير (21 عاما) وأندري كوزلوف (27 عاما) وشلومي زيف (40 عاما). وأضاف الجيش أنهم نقلوا إلى مستشفى لإجراء فحوص طبية وأنهم بصحة جيدة.
وتم أخذهم جميعا إلى غزة من حفل نوفا الموسيقي خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات وقرى إسرائيلية قريبة من غزة في السابع من أكتوبر، وهو الهجوم الذي أدى لاندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة في القطاع المحاصر.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن السبت في باريس بعد إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين في غزة، أن الولايات المتحدة ستواصل العمل حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين في القطاع. وأضاف “لن تتوقف مساعينا حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم".
من جهته، أشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان في بيان بـ”عمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي نفذت هذه العملية الجريئة". وجدّد ساليفان التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق “مطروح حالياً على الطاولة”، ويضمن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. وأكّد أنّ “هذا الاتفاق يحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة كما تدعمه دول في جميع أنحاء العالم”، خصوصاً "الدول الـ16 التي ما زال مواطنوها محتجزين لدى حماس".
ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط للدفع قدما نحو تنفيذ اقتراح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وأسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية، وأدى القصف والغزو الإسرائيلي اللاحق لقطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 36801 فلسطيني، وفقا لأحدث إحصاء من وزارة الصحة في القطاع والذي صدر السبت.
واقتاد المسلحون الفلسطينيون نحو 250 رهينة إلى غزة في السابع من أكتوبر. ويتبقى الآن 116 رهينة في غزة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، من بينهم 40 على الأقل أعلنت السلطات الإسرائيلية وفاتهم. وبثت القناة 12 الإسرائيلية لقطات تظهر أرغماني لدى لقائها بوالدها وهي تبتسم وتعانقه. وكان مقطع فيديو لاختطافها قد انتشر بعد وقت قصير من نقل مسلحي حماس لها إلى غزة في السابع من أكتوبر.
وظهرت أرغماني مبتسمة وهي تتحدث هاتفيا إلى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ من داخل أحد المستشفيات حيث كانت محاطة بعائلتها وأصدقائها، في لقطات نشرها مكتب الرئيس. وقالت “شكرا لك على كل شيء، شكرا لك على هذه اللحظة". وقال هرتسوغ “أنا في غاية الحماس لسماع صوتك، هذا يجعل عينيَّ تذرفان الدموع.. مرحبا بك في وطنك”.
◙ جو بايدن يؤكد من باريس أن الولايات المتحدة ستواصل العمل حتى إطلاق سراح جميع المحتجزين في قطاع غزة
غير أن مشهدا مختلفا تكشّف في غزة حيث قال مسؤولو صحة ومسعفون فلسطينيون إن هجوما إسرائيليا على النصيرات أدى إلى مقتل العشرات من الأشخاص بينهم نساء وأطفال. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان أن الهجوم على النصيرات أدى إلى مقتل 210 من الفلسطينيين على الأقل وإصابة عدد كبير آخر.
وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي جثثا تتناثر أحشاؤها في الشوارع مخضبة بالدماء. وقال زياد (45 عاما) وهو مسعف من سكان النصيرات “كانت ليلة زيّ أفلام الرعب بس هنا كانت مجزرة حقيقية مش تمثيل، الطيارات الحربية والمسيرات كانوا بيضربو نار طول الليل بشكل عشوائي على بيوت الناس وعلى الناس اللي حاولوا يخلوا المنطقة".
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للرسائل أن القصف ركز على سوق محلية ومسجد العودة. وقال "مشان تحرر أربعة أشخاص، إسرائيل قتلت عشرات الناس". وقال زياد وسكان آخرون إن فرق الاستجابة للطوارئ تحاول نقل القتلى والجرحى إلى المستشفى في مدينة دير البلح القريبة لكن جثثا كثيرة ما زالت ملقاة في الشوارع، ومنها في محيط منطقة السوق.
وتعرض النصيرات، وهو مخيم تاريخي للاجئين الفلسطينيين، لقصف إسرائيلي مكثف خلال الحرب كما دار قتال عنيف في مناطقه الشرقية. وتستمر حرب غزة دون هوادة حتى في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل.
وتسببت الحرب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط، واجتذبت إيران الداعم الرئيسي لحماس وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، التي يهدد مسؤولون إسرائيليون بخوض حرب معها على الحدود الشمالية لإسرائيل.