إسرائيل تمنع طائرة إيرانية من الهبوط في سوريا

القدس - أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء الأحد، بأن سلاح الجو الإسرائيلي منع طائرة إيرانية من الهبوط في سوريا وأجبرها على تغيير مسارها للاشتباه في أنها تحمل "شحنة أسلحة" لحزب الله اللبناني، تزامنا مع إعلان الجيش الإسرائيلي القضاء على مقاتلين من الجماعة الموالية لإيران بجنوب لبنان.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن طائرة إيرانية تابعة لشركة "ماهان إير" كانت متجهة إلى سوريا واشتبهت تل أبيب في أنها تنقل أسلحة إلى "حزب الله".
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث يسعى الجيش لفرض قواعد جديدة على الأرض.
وأكدت إسرائيل مرارا أنه يتم تهريب أسلحة وذخائر لـ"حزب الله" في لبنان عبر الحدود مع سوريا.
وأضافت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي أجبرها على تغيير مسارها والعودة شرقا، في إطار مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين تل أبيب وحزب الله منذ 27 نوفمبر الماضي.
وقالت مصادر عسكرية للصحيفة، فضلت عدم نشر أسمائها، إن مقاتلات إسرائيلية حلقت بالقرب من الطائرة الإيرانية وأجبرتها على تغيير مسارها، في خطوة وُصفت بأنها "رسالة تهديد".
وتابعت المصادر أن الطائرة عادت إلى إيران بعد أن تلقت تعليمات واضحة بتغيير مسارها.
وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الجيش كثف في الأسابيع الأخيرة من عملياته الاستخباراتية والعسكرية لضرب مسارات التهريب، سواء عبر الطرق البرية أو الجوية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة حكومية، أن بلاده "ملتزمة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمنها القومي"، مشددًا على "أهمية مراقبة النشاط الإيراني في سوريا ولبنان".
وقال نتنياهو "لن نسمح بأي تهديد يمس بأمن مواطنينا. سنواصل التصدي لمحاولات إيران ووكلائها تسليح حزب الله وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل".
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الجيش "لن يتردد في استخدام القوة لمنع تعاظم قوة حزب الله"، فيما يرى خبراء إسرائيليون أن هذه التطورات، "تظهر استمرار إيران في محاولاتها لتعزيز ترسانة حزب الله بالأسلحة المتطورة".
وأفاد الجيش الإسرائيلي الأحد بأنه قتل مقاتلين لحزب الله في جنوب لبنان، بعد بضعة أيام على بدء سريان وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل والتنظيم اللبناني الموالي لإيران.
وقال الجيش في بيان إنه تحرك في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بهدف "القضاء على تهديدات" تشكل "انتهاكا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار".
وأوضح أن قواته الموجودة في جنوب لبنان "حددت" وأطلقت النار على "العديد من الإرهابيين المسلحين في جوار كنيسة وقضت عليهم". كذلك، لفت إلى العثور على نفق "يحوي أسلحة".
من جهتها، تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن "انتهاك مستمر لاتفاق وقف إطلاق النار" في جنوب لبنان من جانب القوات الإسرائيلية، مشيرة خصوصا إلى ضربات طالت الأحد بلدتي يارون والخيام الحدوديتين وإلى إطلاق "نيران رشاشات ثقيلة" في مناطق أخرى.
وقبل دخول وقف النار حيز التنفيذ، حذر نتنياهو من أن بلاده تحتفظ "بحرية كاملة للتحرك العسكري" في لبنان "إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول التسلح مجددا".
واتفاق الهدنة في لبنان، دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي، بعد شهرين من التصعيد الإسرائيلي العنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن الجنوب والبقاع. ونص على وقف الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، على أن تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من القرى الجنوبية، ويسحب حزب الله سلاحه ومقاتليه من الجنوب نحو شمال نهر الليطاني.
في حين جرى الحديث عن ورقة ضمانات، تعهدت بموجبها الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل بحرية الحركة في الأجواء اللبنانية وغيرها، في حال اشتبهت بإعادة حزب الله بناء قدراته أو استقدام أسلحة. إلا أن وجود تلك الورقة لم يتأكد رسمياً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنه شن غارات جوية عدة على مواقع لحزب الله في لبنان.