إسرائيل تماطل في سحب قواتها من جنوب لبنان

بيروت - كشفت إسرائيل عن رغبتها في إبقاء قواتها في خمس نقاط بجنوب لبنان حتى 28 فبراير/شباط الجاري وهو ما رفضته السلطات اللبنانية التي تتمسك بوضع حد لمماطلة الدولة العبرية في الالتزام بأحد أهم بنود اتفاق الهدنة.
ونقلت إذاعة "جي.إل.زد" الإسرائيلية عن الميجر جنرال أوري جوردين قوله اليوم الأربعاء "أعتقد أننا سنعيد التمركز بالتأكيد الأسبوع المقبل وسيُنفذ الاتفاق"، غير أن هيئة البث العامة "راديو كان" نقلت عن مسؤولين كبار في الحكومة قولهم إن إسرائيل حصلت على إذن من الولايات المتحدة بالبقاء في عدة نقاط في لبنان بعد الموعد المتفق عليه لانسحابها.
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة "إكس" اليوم إن القوات الإسرائيلية بقيت في لبنان بعد التمديد الأول، وأمر المواطنين اللبنانيين بعدم العودة إلى منازلهم في جنوب البلاد حتى إشعار آخر".
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني بين لبنان وإسرائيل، كان لدى القوات الإسرائيلية مهلة حتى 26 يناير/كانون الثاني للانسحاب من جنوب لبنان.
وكان من المزمع أن يغادر مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية المنطقة وأن تنتشر القوات اللبنانية فيها بحلول موعد المهلة التي مددت بالفعل حتى 18 فبراير/شباط، لكن المصدرين قالا إن إسرائيل طلبت تمديدا إضافيا لمدة 10 أيام.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار قتالا استمر أكثر من عام بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وكان يدور بالتوازي مع حرب غزة.
وبلغت المعارك ذروتها في حملة جوية وبرية إسرائيلية كبرى أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان وإضعاف الحزب المدعوم من إيران بشدة، بعد مقتل معظم قياداته العسكرية في الضربات الإسرائيلية يتصدرهم أمينه العام حسن نصر الله.
ولا تزال قوات من إسرائيل متمركزة في أجزاء من جنوب لبنان، ويواصل سلاحها الجوي تنفيذ ضربات في أنحاء البلد تستهدف ما تقول إنها مخازن أسلحة لحزب الله أو محاولات من الجماعة لتهريب الأسلحة.
وقالت الجماعة اللبنانية إنها لا تقبل مبررات إسرائيل للبقاء في لبنان وحثت حكومة رئيس الوزراء نواف سلام على ضمان رحيل القوات الإسرائيلية ولم يهدد الحزب صراحة باستئناف القتال.
ونفت الرئاسة اللبنانية اليوم الأربعاء صحة أنباء تحدثت عن اتفاق بين بيروت وتل أبيب على تمديد مهلة الانسحاب لما بعد عيد الفطر.
وأكدت أن الرئيس جوزيف عون "أكد مرارا إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير/شباط الجاري".
بدوره نفى المكتب الاعلامي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري التوصل إلى اتفاق على تمديد وقف النار مرة ثانية، بما يتضمن إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في بعض مناطق الجنوب اللبناني، وخاصة في القطاع الشرقي منه وقال مشددا "هذا محض اختلاق ومزيف تماما".
وذكر بيان صادر عن مكتب عون في وقت سابق أن عون قال لوزير الخارجية البرتغالي باولو رانجيل الذي يزور البلاد اليوم إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يضغط على إسرائيل لاستكمال انسحاب إسرائيل ضمن المهلة المحددة".