إسرائيل تلمح لإمكانية التفاهم لإنهاء التصعيد على جبهة لبنان

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يبلغ كبير مستشاري الرئيس الأميركي عاموس هوشتاين باستعداد بلاده حل الصراع مع حزب الله اللبناني بتفاهمات دبلوماسية.
الاثنين 2024/02/05
عالانت: مستعدون أيضا لأي سيناريو آخر

القدس - أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأحد، عاموس هوشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ تل أبيب مستعدة لحل الصراع مع جنوب لبنان، من خلال التفاهمات الدبلوماسية، وذلك عقب أيام من تهديده بتحرك "قريب جدا" للجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية التي يتواصل فيها التصعيد من الجانبين.

وفي بيان صادر عن مكتبه، فإن غالانت التقى الأحد آموس هوكشتاين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، وأبلغه أنّ تل أبيب مستعدة لحل الصراع في جنوب لبنان (مع حزب الله اللبناني)، من خلال التفاهمات الدبلوماسية. لكنه استدرك بالقول أيضا "لكننا مستعدون أيضا لأي سيناريو آخر".

وقال الوزير غالانت إنّ إسرائيل ملتزمة بتحسين الوضع الأمني على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، بما في ذلك إزالة تهديدات التسلل وإطلاق النار من لبنان".

وحسب بيان مكتب غالانت "ناقش الطرفان ضرورة تغيير الوضع الأمني في الساحة الشمالية وبحثا سبل إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال".

والأسبوع الماضي، قال غالانت إن الجيش الإسرائيلي "سيتحرك قريبا جدا" عند الحدود مع لبنان.

وأبلغ الوزير جنود الاحتياط الإسرائيليين المتمركزين قرب الحدود مع غزة بأنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال، استعدادا لعمليات مستقبلية على هذه الجبهة.

وفي وقت سابق، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن "احتمال نشوب حرب في الأشهر المقبلة في شمال البلد أصبح اليوم أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي".

وتتواصل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا في محاولة للتوصل إلى حل سياسي بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، في ظل المعارك المتواصلة بينهما منذ نحو أربعة أشهر، وسط تقارير إسرائيلية تفيد بأن تل أبيب "قد تتنازل" عن نقاط على الحدود في سبيل الوصول إلى تسوية.

وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت"، الأحد، بأن إسرائيل تطالب بإبعاد "حزب الله" إلى ما بعد نهر الليطاني، لكنها قد تقبل بانسحاب في المقابل.

وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن جزءاً كبيراً من بين ألفي عنصر في وحدة "قوات الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" انسحبت في الأسابيع الأخيرة من مناطق خط التماس إلى مسافة تراوح بين 4 و6 كيلومترات من الحدود.

وأضاف الموقع أنه "في إطار المفاوضات، من الممكن جداً أن توافق إسرائيل على إعادة نقاط صغيرة من الأراضي المتنازع عليها منذ سنوات طويلة"، وأوضح أنه من بين 12 نقطة خلافية على طول 130 كيلومتراً، ما بين رأس الناقورة وسفوح جبل الشيخ، فإن أهمها يقع في مزارع شبعا الخالية من المستوطنات الإسرائيلية.

وأشار المصدر ذاته إلى أن "باقي النقاط الخلافية هي قطع من الأراضي لا تزيد مساحتها عن بضعة أمتار، وقد تتنازل عنها إسرائيل مقابل بناء العائق (الحدودي) الجديد ذي الأبعاد الهائلة والإمكانيات التكنولوجية، والذي سيغيّر وجه الحدود في العامين المقبلين بعد عقد من الإهمال".

وإذا كانت هناك تقديرات إسرائيلية متشائمة سابقاً بشأن نجاح المفاوضات الرامية إلى منع نشوب حرب واسعة بين إسرائيل و"حزب الله"، فإن "المسؤولين الإسرائيليين يقدّرون الآن أن احتمال النجاح هو 30 بالمائة"، وفق موقع "يديعوت أحرونوت".

وعلى وقع حرب إسرائيلية مدمرة على قطاع غزة، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ 8 أكتوبر الماضي، توترا وتبادلا متقطعا للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

وخلفت الحرب على غزة، حتى الأحد، 27 ألفا و365 شهيدا و66 ألفا و630 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.