إسرائيل تكشف عن تقدم لوقف إطلاق النار في لبنان ودور روسي

حزب الله يؤكد أن هناك تكثيفا للجهود الدبلوماسية، لكنه قال إن الجماعة ولبنان لم يتلقيا أي مقترحات جديدة بشأن هدنة.
الاثنين 2024/11/11
إسرائيل توسع توغلها البري في الجنوب اللبناني استباقا للتسوية

القدس – أعلنت إسرائيل اليوم الاثنين أن هناك تقدما في محادثات وقف إطلاق النار في لبنان، وأشارت إلى أن روسيا يمكن أن تلعب دورا في منع حزب الله من إعادة التسلح عبر سوريا رغم أن الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران قالت إنها لم تتلق حتى الآن أي مقترحات بشأن هدنة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيكون هو التحدي الرئيسي، وإن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة على الجهود الدبلوماسية.

وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس "أعتقد أن هناك بعض التقدم... نعمل مع الأميركيين على هذه القضية".

وأضاف "سنكون مستعدين للحضور إذا علمنا أن جماعة حزب الله، أولا وقبل كل شيء، ليست على حدودنا، وأنها في شمال نهر الليطاني ولن تتمكن من التسلح مرة أخرى بأنظمة أسلحة جديدة".

وتشن إسرائيل هجوما كبيرا على حزب الله في لبنان منذ أواخر سبتمبر، وتقصف معاقل الجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان وسهل البقاع وأرسلت قوات إلى مناطق قريبة من الحدود.

ويجري نهر الليطاني في جنوب لبنان على بعد نحو 30 كيلومترا شمالي الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وأشار مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف إلى أن هناك تكثيفا للجهود الدبلوماسية، لكنه قال إن الجماعة ولبنان لم يتلقيا أي مقترحات جديدة بشأن هدنة.

وقال عفيف خلال مؤتمر صحافي في بيروت بثه التلفزيون إن هناك تحركا كبيرا بين واشنطن وموسكو وطهران وعدد من الدول.

وعبر عن اعتقاده أنهم لا يزالون في مرحلة جس النبض وطرح أفكار مبدئية وإجراء مناقشات إيجابية، لكن لا يوجد شيء فعلي حتى الآن.

وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الأحد أنه تم إحراز تقدم كبير في المفاوضات الدبلوماسية بشأن مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان ينص على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ومنع وجوده العسكري بالقرب من الحدود الإسرائيلية، بينما سيعود الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الدولية.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، الأكثر مبيعا في إسرائيل، الثلاثاء بأن إسرائيل ولبنان تبادلا مسودات عبر المبعوث الأميركي آموس هوكستين، مما يشير إلى إحراز الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق نهائي تقدما.

وفي ظل هذا التقدم، اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي لبحث آخر المستجدات حول هذا المسار، في حين تستمر الاتصالات السياسية والدبلوماسية لضمان وصول الأطراف إلى اتفاق شامل.

وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر توجه إلى واشنطن، بعد زيارة سرية لموسكو، لبحث التوصل إلى تسوية.

ومن المرتقب أن يجري اجتماعات في الولايات المتحدة، خلال زيارته الحالية، مع عدد من المسؤولين الأميركيين، بينهم الرئيس المنتخب، دونالد ترامب.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه ليس صائبا إدخال روسيا بمساعي التسوية مع لبنان وتوسيع تأثيرها بالمنطقة.

وأضافت المصادر نفسها أن لإسرائيل حليفا استراتيجيا واحدا هو الولايات المتحدة.

وكان ديرمر زار روسيا سرا الأسبوع الماضي للدفع نحو اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي التي لم تذكر تفاصيل المقترح الذي جرت مناقشته.

ورجحت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن تلعب روسيا دورا كبيرا في وقف النار بالجبهة الشمالية، مؤكدة أن وزير الشؤون الاستراتيجية يعمل مع الأميركيين كذلك على مفاوضات التسوية في لبنان.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن إسرائيل تريد التوصل لاتفاق ينهي الحرب مع حزب الله، كما توقع حدوث تقدم قريبًا.

وأضاف سوليفان أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تريد إبرام صفقة بخصوص لبنان تمكنها من إعادة النازحين. بدوره، وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مبديا استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز وجود الجيش في الجنوب.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب إن رؤية الحكومة لحل مستدام تنطلق من التطبيق الشامل للقرار الأممي 1701.

وأضاف بوحبيب، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة المنعقد بالرياض، أن بلاده عازمة على تعزيز انتشار الجيش بالجنوب، حيث قررت تطويع نحو 1500 جندي.

واستباقا لمفاوضات تهدئة على جبهة لبنان، حيث تسعى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إضعاف قدرات حزب الله وتدمير بنيته التحتية في معاقله، وافق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد، على خطط لتوسيع التوغل البري لجنوبي لبنان، وذلك رغم تحذيرات دولية من تداعيات مثل هذه الخطوة، وفق إعلام عبري.

وقالت هيئة البث العبرية (رسمية) إن آلاف الجنود النظاميين والاحتياطيين سيشاركون في الخطط الجديدة. موضحة أنها تشمل "توسيع المناورة البرية (التوغل) إلى مناطق جديدة في جنوب لبنان يعمل فيها حزب الله".

وشددت على أن هذه الخطوة "تهدف إلى تعزيز الإنجازات العسكرية". وأضافت أن هذا التطور "يأتي في وقت حساس من المفاوضات حول وقف إطلاق النار مع لبنان".

ومنذ اندلاع الحرب الراهنة حذرت دول ومنظمات عديدة من تداعيات احتمال تنفيذ إسرائيل غزوا على نطاق واسع لجنوبي لبنان.