إسرائيل تقصف نفقا يستخدمه حزب الله لتهريب الأسلحة بين لبنان وسوريا

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارة جوية الأحد استهدفت نفقا على الحدود بين سوريا ولبنان يستخدمه حزب الله المدعوم من إيران لتهريب أسلحة.
وقال الجيش في بيان "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو قبل قليل بشكل موجة بدقة وبتوجيه استخباري على نفق تحت الأرض في منطقة البقاع يجتاز من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية والذي استخدمه حزب الله الإرهابي لنقل وسائل قتالية".
وتابع بيان الجيش "كما أغارت الطائرات على عدة مواقع لحزب الله"، قال إنها "احتوت على وسائل قتالية ومنصات صاروخية شكلت تهديدا فوريا".
والأحد أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية بأن "الطيران الحربي المعادي أغار على معبر قلد السبع الحدودي، واستهدف مؤسسة في الزكبة، ومنزلا في بلدة سهلات الماء، دون وقوع إصابات".
وأشار إعلام لبناني إلى أن إسرائيل شنت مساء الأحد سلسلة غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان، في حين نفذ جيشها عملية تفجير كبيرة استهدفت منازل عدة في بلدة يارون.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي المنطقة الواقعة بين عزة وكفروة على أربع دفعات، مثلما استهدف بلدات أخرى بينها حريتا بخمس غارات وزفتا وبركة الجبور في مرتفعات جبل الريحان، ونفذ الجيش الإسرائيلي أيضا غارتين بين صبوبا وحربتا في البقاع اللبناني
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مجرى نهر الزهراني في أطراف حومين وكفرفيلا في إقليم التفاح، كذلك شن سلسلة غارات استهدفت منطقة "قرنة أم مصطفى" عند مرتفعات بلدة حربتا، وبلدة قلد السبع في جرود الهرمل لجهة المنطقة الحدودية مع سوريا، وأغار على مرتفعات بركة الجبور، في جبل الريحان، وأيضاً على معبر قلد السبع الحدودي.
وقبل ذلك، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "إسرائيل تحاول إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على إجراء تغييرات في المنطقة الحدودية مع لبنان، لكن ثمة شكوك بأن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب كريماً مع الإسرائيليين في الجبهة اللبنانية كما كان معهم فيما يخص الموضوع الفلسطيني وجبهة غزة".
ووفق الإذاعة "إسرائيل تسعى أيضاً لإقناع الولايات المتحدة بتأجيل موعد انسحابها من لبنان إلى ما بعد 18 فبراير الحالي"، مشيرة إلى أن "قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تعمل على بلورة سياسة الرد للجيش على أي خروقات من جانب حزب الله قبيل الانسحاب الكامل لقواته من لبنان، وتشمل سياسيات الرد اعتماد تعريف جديد وموسّع لما ستعتبره إسرائيل تهديداً لها".
وأضافت "ستمنع إسرائيل بالقوة ما كان يحدث على حدودها الشمالية قبل 7 أكتوبر 2023، مثل جولات أفراد مسلحين من حزب الله على الحدود، وجولاتهم برفقة الجيش اللبناني أو قوات اليونفيل".
وتابعت "التحدي الأول للجيش قد يكون تظاهرات احتجاجية في المنطقة الحدودية، إسرائيل ستعتبرها تهديداً وتتعامل معها بوصفها تهديداً، الأوامر الدقيقة للتعامل مع هذه التظاهرات لم تحدد بعد، لكن الاختبار الأول قد يكون قريباً مع الانسحاب الإسرائيلي".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "الجيش الاسرائيلي قرر أن لا مانع من عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم اعتبارا من مطلع الشهر المقبل".
في المقابل، واصل الجيش اللبناني الأحد انتشاره في قرى جنوب لبنان تطبيقاً للقرار الأممي 1701، بانتظار الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي في الـ18 من فبراير الجاري.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه، في بيان، بعد ظهر الأحد عن "انتشار وحدات عسكرية في بلدات رب ثلاثين وبني حيان وطلوسة - مرجعيون في القطاع الشرقي بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضافت "تتابع الوحدات العسكرية تنفيذ أعمال المسح الهندسي وفتح الطرقات داخل هذه البلدات"، داعية "المواطنين إلى التزام توجيهات الوحدات المنتشرة حفاظاً على سلامتهم".
ويواصل الجيش التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في ما يخص الوضع في المناطق الحدودية، ضمن إطار القرار (1701).
ودخلت في 27 نوفمبر حيّز التنفيذ هدنة هشة أوقفت إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
على الرغم من وقف النار، تواصل إسرائيل توجيه ضربات في لبنان، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بخرق الهدنة.
ونصّ الاتفاق على مهلة ستين يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة انتشارهما. في المقابل، على الحزب الانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها.
وبعدما أكدت اسرائيل أنها لن تلتزم مهلة الانسحاب المحددة، مُدّد الاتفاق حتى 18 فبراير.
وخلال الأسابيع الماضية، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.
ونفّذت إسرائيل مئات الضربات على سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في هذا البلد عام 2011، معظمها ضد أهداف مرتبطة بإيران.
والأحد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ"دوي 4 انفجارات في مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء، نتيجة استهداف طائرة حربية إسرائيلية للموقع".
كذلك جاء في بيان المرصد "استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخين مستودعات للذخيرة في منطقة اللواء 15 شرقي مدينة إنخل شمال درعا، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية".
بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على الإمكانات العسكرية السورية، في ما قالت إنه محاولة لمنع وقوعها في أيدٍ معادية لها.
وبعد ساعات على سقوط الأسد، أعلنت إسرائيل أن قواتها تقدمت الى المنطقة العازلة حيث تنتشر قوات الأمم المتحدة بموجب اتفاق فضّ الاشتباك بين الطرفين إثر حرب العام 1973.
وتقع المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء الذي احتلته إسرائيل من الهضبة السورية عام 1967، وأعلنت ضمّه في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.