إسرائيل تقصف ميناء الحديدة لأول مرة بحرا لإضعاف قدرات الحوثيين

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن سلاح البحرية قصف لأول مرة ميناء الحديدة في اليمن، بعدما أفادت قناة "المسيرة" التابعة للمتمردين الحوثيين تعرّض الميناء لغارتين إسرائيليتين.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على تلغرام "هاجم جيش الدفاع من خلال سفن صواريخ تابعة لسلاح البحرية صباح اليوم (الثلاثاء) أهدافا تابعة لنظام الحوثي الارهابي في ميناء الحديدة في اليمن" وذلك "ردّا على الاعتداءات العدوانية التي ينفذها نظام الحوثي الإرهابي ضد دولة إسرائيل".
وأفادت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نقلا عن الجيش الإسرائيلي، بأن القدرات الفريدة للبحرية مثل الهجوم من مسافة قريبة دون الحاجة للعودة الفورية لإعادة التزود بالوقود، سمحت لها باستهداف ميناء الحديدة الذي كان يصعب على القوات الجوية مهاجمته في حوالي 10 هجمات جوية سابقة على الحوثيين في يوليو 2024.
ووفقا للصحيفة، يهدف الهجوم الأخير إلى تعميق الضرر الذي يلحق بقدرة الحوثيين على استهداف إسرائيل، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي لا يتوقع توقف الهجمات الحوثية بشكل كامل حتى بعد هذا القصف البحري. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات حتى الآن.
وأشاد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالعملية، مؤكدا أن "ذراع إسرائيل الطويلة، جواً وبحراً، ستصل إلى كل مكان". وأضاف "لقد حذرنا منظمة الحوثي الإرهابية من أنها إذا استمرت في إطلاق النار على إسرائيل، فستواجه رداً قوياً وستدخل في حصار بحري وجوي. هذا ما فعلناه اليوم (الثلاثاء)، وسنواصل القيام به في المستقبل".
وجاء الهجومان بعدما حذر الجيش الإسرائيلي الاثنين المتواجدين في موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وطالب بإخلائها.
وتعد الحديدة نقطة الدخول الرئيسية للغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى لملايين اليمنيين منذ اندلاع الحرب عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في عام .2014
ومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، يشن الحوثيون المتحالفون مع إيران هجمات على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر ويقولون إن هذه الهجمات تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وأطلق الحوثيون عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة صوب إسرائيل لكن جرى اعتراض معظمها أو لم تصب أهدافها. ونفذت إسرائيل عددا من الضربات الانتقامية.
وشنت إسرائيل في 28 مايو الماضي سلسلة غارات على مناطق يمنية عدة تقع تحت سيطرة الحوثيين، من ضمنها مطار صنعاء الدولي.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أن سلاح الجو قصف المطار ودمر آخر طائرات الحوثيين المتبقية في عملية "الجوهرة الذهبية".
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، قد لا يعود الميناءان المستهدفان بكامل طاقتهما قبل مرور شهر.
وأكد كاتس أن "الموانئ اليمنية ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة، وسيتم تدمير مطار صنعاء مراراً وتكراراً، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها تنظيم الحوثي وداعموه".
وشهدت الأسابيع الأخيرة هجمات صاروخية باليستية حوثية أكثر تواتراً على إسرائيل، على الرغم من الضربات الجوية الإسرائيلية المضادة.
وتواجه إسرائيل الآن مشكلة تتمثل في اتفاق منفصل بين الولايات المتحدة والحوثيين بعدم مهاجمة السفن الأميركية، وهو ما لم يتناول الهجمات على إسرائيل. وهذا يعني أن الضغوط الأميركية على الحوثيين بخصوص الهجمات على إسرائيل أصبحت أقل بكثير مما كانت عليه في فترات سابقة من الحرب، على الرغم من تصعيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجماتها على الحوثيين لعدة أشهر في أوائل عام 2025.
وعلى الرغم من أن إسرائيل أضعفت إلى حد كبير حليفين آخرين لإيران في المنطقة، وهما حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إلا أن هذا لم يحدث بنفس القدر مع الحوثيين المتحالفين مع طهران والجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق.
ونجح زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في تشكيل قوة ضاربة تتحدى القوى العالمية من مجموعة من المقاتلين المتناثرين على الجبال.
وتحولت الجماعة تحت قيادته إلى جيش من عشرات الآلاف من المقاتلين وصار يمتلك ترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة المسلحة والصواريخ الباليستية. وتقول السعودية والغرب إن أسلحة الجماعة تأتي من إيران، لكن طهران تنفي ذلك.