إسرائيل تقصف محطات رادار مضادة للطائرات جنوب سوريا

استهداف ما لا يقل عن ثلاث محطات رادار في درعا والسويداء إحداها في قاعدة جوية عسكرية، بعد سلسلة ضربات إسرائيلية لمواقع بدمشق ومحيطها.
الثلاثاء 2024/10/01
الغارة الإسرائيلية على منطقة المزة تسفر عن مقتل ستة أشخاص

دمشق - جددت إسرائيل اليوم الثلاثاء ضرباتها على سوريا، لتقصف محطات رادار مضادة للطائرات في درعا والسويداء وذلك بعد سلسلة غارات جوية استهدفت، فجرا، دمشق ومحيطها، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وسط خشية من توسّع نطاق الضربات الإسرائيلية في البلاد.

وقال مصدران عسكريان سوريان لرويترز اليوم الثلاثاء إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن ثلاث محطات رادار مضادة للطائرات في جنوب سوريا، إحداها في قاعدة جوية عسكرية.

وأصابت غارات بطائرات مسيرة وحدتي رادار غرب مدينة السويداء إحداهما في قاعدة جوية بالمنطقة.

وأصابت غارة ثالثة وحدة رادار في محافظة درعا المجاورة. وقال أحد المصدرين أن هذه الوحدات جزء من الدفاعات الجوية للجيش السوري في المنطقة الجنوبية.

وبدوره، كشف المرصد لسوري لحقوق الإنسان، أن الغارات الجديدة استهدفت 4 مواقع في درعا وموقعا واحدا في السويداء.

وذكر أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ غارات جوية استهدفت "كتيبة الرادار" التابعة للواء 79 دفاع جوي بين مدينة الصنمين وبلدة القنية في ريف درعا الشمالي، إضافة لمطار إزرع الزراعي، مما أدى لسقوط جريحين من قوات الجيش السوري.

وأوضح أن الدفاعات الجوية قامت بالتصدي للصواريخ الإسرائيلية وتمكنت من إيقاف لصاروخين منها بينما وصلت بقية الصواريخ لأهدافها.

كما نفذ الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مطار الثعلة ورادار تابع للدفاع الجوي بتل الخاروف بريف السويداء الغربي، مما أدى لسقوط جريح من الجيش.

جاءت هذه الضربات الجوية بعدما استهدفت إسرائيل منطقة المزة أوتوستراد فجر الثلاثاء وخلفت قتلى وجرحى.

وأفاد المرصد عن مقتل "ثلاثة مدنيين بينهم إعلامية" بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين من فصائل موالية لإيران في ضربات استهدفت سيارتين في منطقة المزة في دمشق، إضافة إلى "بطاريات دفاع جوي في مطارها ومحيط منطقة الكسوة جنوب غرب" العاصمة.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" نقلت في وقت سابق عن مصدر عسكري قوله إن "العدو الإسرائيلي شنّ عدوانا جويا بالطيران الحربي والمسيّر من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا عددا من النقاط في مدينة دمشق" فجر الثلاثاء.

وأسفر ذلك عن "استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح ووقوع أضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة"، وفق المصدر.

وأعلن التلفزيون السوري الرسمي عقب الغارة أنّ إحدى مذيعاته صفاء أحمد في عداد القتلى.

وسمعت في دمشق على مدار ثلاثين دقيقة أصوات انفجارات ضخمة توزّعت على أربع جولات، وتردد صدى دويها في أنحاء المدينة.

استهدفت إحدى الغارات منطقة المزة التي تضم مقرات أمنية سورية بارزة وسفارات وبعثات دبلوماسية. وشاهد مراسل فرانس برس في المزة حافلتين صغيرتين لنقل الركاب متفحمتين بالكامل.

وتضررت واجهة مبنى سكني مؤلف من تسع طبقات، إضافة لاحتراق حوالى عشر سيارات كانت متوقفة في المكان.

وقال أبومحمّد (57 سنة)، أحد قاطني المبنى المتضرّر، لوكالة فرانس برس "سمعنا صوت انفجار قوي دفعني من سريري الى الأرض، وبعد ثوان سمعنا أصوات صراخ وبكاء وشاهدنا من شرفة المنزل النيران تشتعل في كل مكان".

وأضاف "وجدنا سيدة ميتة في الطابق الأول بينما ابنها يصرخ قربها، لكن لم نستطع فعل أي شيء لها".

وفي وقت لاحق الثلاثاء، نددت وزارة الخارجية السورية في بيان "بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على المدنيين والانتهاكات المتكررة (...)لسيادة سوريا ودول المنطقة".

وجدّدت "دعوتها للعالم لوضع حد لهذا التفلّت الإسرائيلي الذي يشعل المنطقة برمتها ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي".

ومنذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.

وكثّفت اسرائيل في الأيام الاخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان، والتي قطعها خلال الاسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.