إسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية ردا على هجوم صاروخي

وزير الدفاع الإسرائيلي يحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن إطلاق الصواريخ.
الجمعة 2025/03/28
القصف الاسرائيلي للضاحية هو الأول منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ

بيروت - استهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، وذلك للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بين حزب الله وإسرائيل ردا على هجوم صاروخي عبر الحدود ، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأوردت الوكالة "أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على حي الحدت في الضاحية الجنوبية" المكتظ بالسكان والذي أغلقت مدارسه أبوابها عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمنطقة بعد إطلاق صاروخين على إسرائيل في عملية لم تتبناها أي جهة ونفى حزب الله مسؤوليته عنها.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان عقب الغارة "ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية موقعا تستخدمه وحدة حزب الله الجوية (127) لتخزين المسيرات في منطقة الضاحية".
وقبل ذلك قال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي بشأن الهجوم الصاروخي على الحدود، في منشور عبر منصة إكس إن "قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من لبنان نحو إسرائيل حيث تم اعتراض إحداهما بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية"، دون تحديد الجهة التي أطلقتهما. ولم يشر الجيش إلى إصابات بشرية أو أضرار مادية
من جهتها قالت القناة 13 العبرية إن الجيش الإسرائيلي يهاجم بالمدفعية جنوب لبنان، دون تفاصيل أخرى.
بدوره، هدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في بيان، بقصف العاصمة بيروت في حال تعرضت مستوطنة كريات شمونة لقصف من لبنان.
وقال إن "قانون كريات شمونة هو نفس قانون بيروت. إذا لم يكن هناك سلام في كريات شمونة والمجتمعات المحلية في الجليل (شمال)، فلن يكون هناك سلام في بيروت أيضًا" مضيفا "تتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن كل إطلاق النار على الجليل".
وبعد تلك التحذيرات دعا رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام الجمعة إلى إجراء "التحقيقات اللازمة" لكشف "الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة" في إطلاق الصواريخ.
وجاء في بيان صادر عن مكتب سلام أنه "أجرى اتصالا بقائد الجيش العماد رودولف هيكل وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ التي تهدد أمن لبنان واستقراره".

وتواصل إسرائيل استهدافها لمناطق جنوب لبنان؛ بذريعة مهاجمة أهداف لـ"حزب الله"، رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر 2024. وقام الجيش الإسرائيلي مؤخرا بالعديد من عمليات الاغتيال التي طالت مسؤولين ميدانيين في الحزب المدعوم من إيران.
وأعلن الجيش اللبناني السبت الماضي أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ "بدائية الصنع" في جنوب البلاد وذلك بعد استهداف الأراضي الإسرائيلية.
وطالب كل من الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة بعدم جر لبنان مجددا للحرب مع الدولة العبرية. كما أعربت قوة الأمم الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان مرارا عن قلقها من "تصعيد محتمل للعنف".
ومنذ بدء سريان اتفاق لوقف النار بلبنان، ارتكبت إسرائيل 1289 خرقا له، ما خلّف 108 قتلى و335 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفي 8 أكتوبر 2023 شنت إسرائيل هجوما على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.