إسرائيل تقرّ بتوتر العلاقات مع مصر وتوفد رئيس الشاباك للقاهرة

القدس - أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بوجود أزمة بين بلاده ومصر، على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن الأزمة بدأت منذ شهرين بعد إسقاط طائرة مسيّرة مصرية.
وقال غانتس في حوار لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية "هناك أيام توتر ناتجة عن انتهاء عملية الفجر الصادق، ونأمل أن تمر الأزمة في الأيام المقبلة".
وأضاف "مصر لاعب إقليمي رئيسي ومن أهم أصدقاء إسرائيل، البَلَدان وفي بعض الأحيان تكون هناك تقلبات، والطرفان سيجدان الطريقة لإعادة الاستقرار".
وتأتي تصريحات غانتس في وقت يزور رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (المخابرات الداخلية) رونين بار القاهرة، لبحث الأزمة مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس "الشاباك" وصل إلى القاهرة، وعقد اجتماعات مع مسؤولين مصريين. وأوضحت أن الزيارة تهدف إلى تهدئة الأزمة بين تل أبيب والقاهرة وإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح.
وخلال الأيام الأخيرة، تحدثت تقارير إسرائيلية ودولية عن وجود أزمة سياسية بين مصر وإسرائيل، بسبب تجاهل الأخيرة مطالب القاهرة بخفض التوتر في الضفة الغربية، الذي أعقب التصعيد العسكري في قطاع غزة، في الأسبوع الأول من أغسطس الجاري.
لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت أن الأزمة في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة بدأت منذ أكثر من شهرين، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مسيّرة مصرية، ما أثار غضب مصر، التي اعتبرت الإعلان محرجا لها.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "هناك بالفعل توتر كبير، وجرت محادثات بين كبار المسؤولين في محاولة لتصحيح الأمور، لكن الأزمة تفاقمت بعد الأحداث الأخيرة في غزة والضفة".
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الأزمة الناشئة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب لن تمس بالتعاون الأمني والعسكري "الوثيق" بين الجانبين.
وبوساطة مصرية دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة حيز التنفيذ في السابع من أغسطس الجاري، بعد ثلاثة أيام على تصعيد عسكري شن خلاله الجيش الإسرائيلي غارات على القطاع أسفرت عن مقتل 49 شخصا وإصابة 360 آخرين.
وشهدت الضفة الغربية بعد اتفاق التهدئة في غزة تصعيدا إسرائيليا، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة عمليات لاعتقال فلسطينيين تركزت في مدن جنين ونابلس وطوباس، وقتل خلالها عدد من الفلسطينيين.
وبحسب حركة الجهاد، فإن مصر التزمت في اتفاق التهدئة بالعمل على الإفراج عن الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي.
لكن غانتس نفى في وقت سابق أن تكون بلاده قدمت أي تعهدات للإفراج عن خليل عواودة وبسام السعدي، قائلا "لم يتم تقديم أي وعد بالإفراج عن الإرهابيين، لكن سيكون هناك حوار".
ودعا غانتس إلى منع إقامة دولة واحدة، ثنائية القومية، تجمع اليهود والعرب.
وقال "يجب علينا أن نمنع إقامة دولة ثنائية القومية بين النهر والبحر (أراضي فلسطين التاريخية بين نهر الأردن والبحر المتوسط)".
وأضاف "هناك مؤيدون في اليسار واليمين في إسرائيل على السواء، يعيشون في أوهام بسبب أفكارهم المتطرفة، فالذي يفكر في اليسار بحل الدولتين يعيش في أوهام، وكذلك في اليمين من يفكر بدولة من دون وجود للعرب".
ويحذر خبراء من أن استمرار إسرائيل في رفض "حل الدولتين" سيؤدي في النهاية إلى نشوء دولة ثنائية القومية تضم اليهود والعرب.
وسبق لوزير الدفاع الإسرائيلي أن قال في الماضي إنه يؤيد الانفصال عن الفلسطينيين، دون المزيد من التفاصيل ودون أن يعلن صراحة عن تأييده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وفي موضوع آخر، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن بلاده تعارض الاتفاق المتبلور بين القوى الدولية وإيران ووصفه بالسيء.
وقال في حديثه لهيئة البث الإسرائيلية "نحن ضده، إنه اتفاق سيء في عدة مجالات تتعلق بقدرة التخصيب، وتطوير القدرات النووية وأنظمة الأسلحة".
وأضاف "أنا شخصيا ناقشت هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة وكان منتبها للغاية، وبالطبع لم يقل شيئا إلا أنه كرر التزامه بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، ولست متأكدا من أن الاتفاق بصيغته الحالية يخدم ما قاله".
وكان الاتحاد الأوروبي قد توسط بين الولايات المتحدة وإيران للوصول إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وجاء تصريح غانتس في الوقت الذي توجه فيه الأحد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أيال حالوتا إلى واشنطن، لطرح التحفظات والاعتراضات الإسرائيلية على الاتفاق.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن حالوتا سيلتقي غدا الثلاثاء في واشنطن نظيره الأميركي جيك سوليفان.
وكان تقرير لموقع "والاه" الإسرائيلي، قد ذكر مساء السبت أن الولايات المتحدة تحاول في الأيام الأخيرة طمأنة إسرائيل بأن التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران ليس وشيكا كما يبدو، وأنها لن تقدم أي تنازلات إضافية في المفاوضات غير المباشرة مع طهران.
ووفقا لموقع "والا نيوز"، فقد نقل مسؤولون في البيت الأبيض رسائل طمأنة لإسرائيل، مشيرا إلى أن رسائل "التهدئة" تلك لم تبدد القلق في إسرائيل.
ونقل موقع "والاه" عن مصدر أميركي رفيع المستوى قوله "إننا قد نكون قريبين من إبرام صفقة أكثر مما كنا قبل أسبوعين، لكن لا يزال هناك عدم يقين بشأن نتائج المفاوضات ولا تزال هناك فجوات في المواقف مع إيران. على أي حال، إن التوقيع على الاتفاق النووي ليس متوقعا أن يتم في المدى القريب المباشر".