إسرائيل تقرر دخول مفاوضات المرحلة الثانية من هدنة غزة

ساعر يؤكد أن المفاوضات ستبدأ هذا الأسبوع مشددا على أن يكون قطاع غزة منزوع السلاح بشكل كامل في نهاية الحرب.
الثلاثاء 2025/02/18
آمال معلقة لإنهاء كابوس الحرب المدمرة

القدس - تشترط إسرائيل أن يكون قطاع غزة "منزوع السلاح" بشكل كامل في نهاية الحرب التي تخوضها ضد حركة حماس، بحسب ما أعلن وزير خارجيتها جدعون ساعر الثلاثاء لافتا إلى أن المفاوضات ستبدأ "هذا الأسبوع" بشأن المرحلة الثانية من الهدنة التي من المقرر أن تنطلق في الثاني من مارس.

وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس "عقدنا مساء أمس (الاثنين) اجتماعا للمجلس الوزاري الأمني. قررنا بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية. هذا سيحصل هذا الأسبوع".

وبموجب اتفاق الهدنة مع حركة حماس، كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن هذه المرحلة في الثالث من فبراير.

وأكد ساعر أن الدولة العبرية مصممة على "تحرير كل رهائننا" الذين خطفوا أثناء هجوم السابع من أكتوبر 2023، وأيضا "تحقيق كل أهداف الحرب كما حددتها" حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأضاف أن إسرائيل لا تقبل وجود "نموذج حزب الله" في غزة "وبالتالي نحتاج إلى إخلاء غزة من السلاح تماما ومن أي وجود للسلطة الفلسطينية".

وأشار إلى أن إسرائيل على علم بخطة بديلة لغزة تضعها دول عربية في مواجهة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتطوير القطاع تحت السيطرة الأميركية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقترح ترامب يستحق الاستكشاف.

وأضاف أن إسرائيل لن تدعم خطة لنقل السيطرة المدنية على غزة من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى السلطة الفلسطينية.

وبدأ تنفيذ اتفاق وقف النار في 19 يناير بعد حرب مدمِّرة استمرَّت 15 شهراً في قطاع غزة، عقب هجوم غير مسبوق نفذته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وفي غضون ذلك، كثفت الدول الوسيطة ضغوطها على إسرائيل وحركة حماس، لاستئناف المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك بعدما كان من المفترض بدء المناقشات بشأنها في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى.

ورغم هذه الضغوط، نقلت مصادر إسرائيلية رفيعة، أن فرص التقدم نحو تنفيذ المرحلة الثانية في المستقبل القريب "تبدو ضعيفة".

والسبت، نقلت وسائل إعلام مصرية حكومية عن مصدر مصري "مطلع" على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، أن حركة حماس أكدت عدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة.

والإثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه في "اليوم التالي" للحرب في غزة، "لن يكون هناك حماس أو سلطة فلسطينية".

وأضاف في بيان الإثنين "أنا ملتزم بخطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة مختلفة".

وبوقت سابق الثلاثاء، كشفت هيئة البث الإسرائيلية،  أنه تم إدراج "بند جديد" في اتفاق المرحلة الأولى من هدنة غزة، "بناءً على طلب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وحزب الصهيونية الدينية".

وأوضحت الهيئة أن البند ينص على أن "أي مناقشات حول المرحلة الثانية من الصفقة، تتطلب مصادقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)".

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلا عن مصدر إسرائيلي لم تسمه، إن "الكابينت" اقترح توسيع المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بما يشمل إدخال منازل متنقلة ومعدات هندسية إلى القطاع مقابل الإفراج عن 6 أسرى إسرائيليين.

ومساء الاثنين، انتهى اجتماع عقده "الكابينت" دون أن يصدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأنه أو النتائج التي جرى التوصل إليها.

والأحد، أكد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، أنه لم يصل إلى القطاع أي من المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة المطلوبة لإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها إسرائيل "ما يفاقم الأزمة الإنسانية".

وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوفد المفاوض في حماس خليل الحية أن الحركة ستسلّم جثث أربع رهائن إسرائيليين الخميس المقبل.

وقال الحية وهو رئيس حماس في قطاع غزة، في كلمة متلفزة "قررنا تسليم 4 جثامين يوم الخميس على أن يفرج العدو يوم السبت عمن يقابلهم من أسرى حسب الاتفاق" مضيفا أن حماس تعمل مع الوسطاء في قطر ومصر "لإلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار".

وكادت الهدنة أن تنهار قبل أيام قليلة بعد أن هددت حماس بتعليق إطلاق سراح الأسرى وتلويح إسرائيل باستئناف الحرب، وسط تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الاتفاق.

لكن بعد جهود بذلها الوسطاء القطريون والمصريون، أطلقت حماس، السبت، سراح 3 رهائن إسرائيليين وأفرجت إسرائيل عن 369 معتقلاً فلسطينياً.