إسرائيل تقتل مسلحا فلسطينيا فتح النار على نقطة تفتيش

القدس – قالت الشرطة الإسرائيلية إن من يشتبه في أنه مسلح فلسطيني فتح النار على نقطة تفتيش إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة اليوم السبت، مما أدى لإصابة أحد أفراد الأمن قبل أن تقتله القوات بالرصاص في موقع الحادث، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين ما ينذر بالانجرار نحو الحرب، وسط دعوات أميركية إلى التهدئة.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، وهي جناح مسلح على صلة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن المسلح عضو فيها. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية إن الشاب يبلغ من العمر 18 عاما من كفر عقب.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بإصابة حارس أمن مدني وجندي إسرائيلي بجراح خفيفة إثر إطلاق نار استهدف حاجز قلنديا شمال القدس، وأضافت أن المصابين نقلا على إثرها إلى مستشفى "هداسا عين كارم" لتلقي العلاج.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي، أنّ "مسلحين يستقلون سيارة، أطلقوا النار اتجاه جنود إسرائيليين عند الحاجز، مما أدى إلى وقوع إصابات، ورد الجنود على مصدر النيران وقتلوا أحدهم".
ونشرت الشرطة صورة لبندقية من طراز إم-16 قالت إن المسلح استخدمها في إطلاق النار عند حاجز قلنديا.
وأظهرت مقاطع مصورة، تناقتلها مواقع فلسطينية، صراخ الجنود الإسرائيليين على حاجز قلنديا، بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف.
وتصاعدت أعمال العنف الأسبوع الماضي في الضفة الغربية التي يجري فيها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام مداهمات منتظمة أدت إلى اشتباكات متكررة مع مسلحين فلسطينيين وسط سلسلة من هجمات نفذها فلسطينيون في الشوارع استهدفت إسرائيليين.
وشهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة في مدينة جنين وهجوما نفذه فلسطينيان بالرصاص أدى لسقوط قتلى بالقرب من إحدى المستوطنات وهجمات من مستوطنين على قرى فلسطينية وضربة جوية إسرائيلية نادرة في الضفة الغربية ضد مسلحين.
وحثّ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان في اتصال مع نظيره الإسرائيلي على اتخاذ المزيد من الخطوات لاستعادة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين، حسبما قال البيت الأبيض، في أعقاب زيادة العنف في الآونة الأخيرة.
وورد في البيان أن سوليفان "قدم خالص تعازيه للشعب الإسرائيلي للهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 20 يونيو"، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي.
كما ذكر البيان أن سوليفان عبر أيضا عن "قلقه العميق بخصوص هجمات المستوطنين المتطرفين في الآونة الأخيرة على المدنيين الفلسطينيين".
وانهارت في 2014 محادثات سلام توسطت فيها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين وإسرائيل بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، ولا توجد أي بوادر على إحيائها.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، من مخاطر "خروج العنف في الضفة الغربية المحتلة عن السيطرة".
وقال تورك، في بيان نشره على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، إن "أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الجاري بالضفة الغربية المحتلة قد تخرج عن نطاق السيطرة".
ولفت إلى أن أعمال العنف "يغذيها الخطاب السياسي الحاد، وتصعيد استخدام الأسلحة العسكرية المتطورة من قبل إسرائيل".
وأكد المسؤول الأممي أن "تدهور الوضع الحاد كان له تأثير شديد على كل من الفلسطينيين والإسرائيليين"، داعيا إلى إنهاء فوري للعنف.
وأضاف تورك"يجب على إسرائيل إعادة ضبط سياساتها وإجراءاتها على وجه السرعة في الضفة الغربية المحتلة بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك حماية واحترام الحق في الحياة".
واختتم المسؤول الحقوقي حديثه قائلا"بصفتها القوة المحتلة، فإن على إسرائيل أيضا التزامات بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان النظام العام والسلامة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بتصريحات المسؤول الأممي وموقفه من "الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، وأدواتها المختلفة وخاصة مليشيات المستوطنين".
وطالبت في بيان بـ"السماع لتلك المواقف المبدئية واتخاذ العبر لمعرفة الحقائق على الأرض وإيجاد الآلية اللازمة لإنهاء تلك الجرائم ومسببها".
وأوضحت أن "العالم لا ينقصه الوثائق ذات المصادر الموثوقة التي تؤكد ارتكاب إسرائيل ومسؤوليها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولكن هناك معايير مزدوجة وانتقائية عند بعض الجهات الدولية (لم تسمها) التي تتعمد تجاهل هذه الحقائق وتمنح إسرائيل الحصانة من العقاب".
وطالبت الخارجية بـ"حماية الشعب الفلسطيني حتى إنهاء الاحتلال، واتخاذ خطوات فورية لتحقيق ذلك".
والأربعاء، تعرضت بلدة ترمسعيا (شمال مدينة رام الله وسط الضفة) لهجوم نفذه مئات المستوطنين، أسفر عن مقتل شاب فلسطيني وإصابة 12 آخرين بالرصاص، إضافة إلى حرق وتحطيم عشرات المنازل والسيارات.
ومنذ الثلاثاء، قتل 7 فلسطينيين وأصيب عشرات برصاص الجيش الإسرائيلي بمدينة جنين، تبعت ذلك هجمات نفذها مستوطنون مسلحون على قرى وبلدات فلسطينية بالضفة قاموا خلالها بحرق وتدمير عشرات السيارات ومنازل وممتلكات الفلسطينيين، إثر مقتل 4 إسرائيليين بعملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان قتلا لاحقا.